الحدث العربي الدولي
تردد دوي انفجارات قوية وارتفعت أعمدة الدخان الأسود في السماء وخلت المواقع الأثرية من السياح وابتعد الصيادون عن السواحل وهجر المتنزهون الشواطئ، فقد حول قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة صور الساحلية اللبنانية الخلابة إلى مدينة أشباح.
كانت صور في مأمن أغلب فترات العام الذي شهد تبادل إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل"، لكن الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع أثارت مخاوف من أنه لن يكون هناك مكان آمن في لبنان.
وبالقرب من أحد المباني السكنية الثلاثة التي تحولت إلى أنقاض، الأربعاء، وضعت عائلة متاعها في سيارة متوقفة تحيط بها شظايا الزجاج المكسور والحطام. وحُمّلت 8 حشيات على سقف السيارة وربطت بحبل.
وحطم القصف الإسرائيلي واجهات المباني المحيطة فانكشفت أنابيب الحمامات ومطابخ بالكامل. وتناثر المتاع الشخصي في كل مكان، الأحذية والصور والألعاب والملابس. وخلت الشواطئ الخلابة في صور من الرواد.
وفي الشهر الماضي فحسب، كان نشطاء في حماية البيئة يساعدون السلاحف البحرية المهددة بالانقراض على وضع بيضها على طول الساحل، لكن منذ ذلك الحين، حذر الجيش الإسرائيلي من الأنشطة البحرية، قائلا إنها قد تكون مستهدفة.
وقالت السلطات اللبنانية إن أكثر من 2500 شخص استشهدوا في الهجوم "الإسرائيلي" على لبنان، واضطر أكثر من 1.2 مليون نسمة على النزوح من منازلهم.
وقال حسن دبوق رئيس بلدية صور لرويترز إنه لم يبق في المدينة إلا ربع السكان وإن كثيرين يخشون أن يطالهم الدمار الذي لحق بقطاع غزة الفلسطيني أيضا.
وفي ميناء صور، كانت عشرات السفن راسية صباح الأربعاء، وعادة ما تعج هذه المنطقة بالنشاط حيث يأتي الصيادون بصيدهم لبيعه للتجار، لكن المكان يعمه الآن هدوء مشوب بالحذر. وجاء عدد قليل من الصيادين، ليس للصيد، لكن للاطمئنان على قواربهم.
وأُغلقت المحلات التجارية والمطاعم، كما أٌغلقت الثلاجات التي كانت تحتوي على الأسماك الطازجة، وخلت من المنتجات.