الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": الازدحام الكبير على معبر رفح..مصائب قوم عند قوم فوائد!!

2015-06-15 10:51:51 AM
متابعة
صورة ارشيفية


الحدث- محمد مصطفى
رغم قسوة المشهد على معبر رفح، وما يتخلل ذلك من قصص مؤلمة ومعاناة كبيرة لعالقين ومرضى وطلاب وحالات إنسانية، إلا أن البعض وجد في هذا الوضع الصعب متنفس وأمل في الحياة، وراح عاطلون عن العمل يلتقطون أرزاقهم بين ثناياه، ليعيلوا أسرهم التي أثقل الفقر والعوز كاهلها.
 
رزق بين الزحام
فما من زاوية أو ركن في ساحات المعبر، إلا واحتل بائع متجول أو باحث عن الرزق جانباً منها، فهذا يبيع العصائر المبردة، وذاك القهوة، وثالث جلب بسطة وملأها بالحلوى المخصصة للأطفال، ورابع وجد رزقه في بيع وتبديل العملات، خاصة الشيكل والجنيه المصري.
 
أما سائقوا المركبات العمومية، ممن علت شكواهم خلال الأشهر الماضية، جراء ارتفاع أسعار الوقود، وقلة الركاب، فلم يغيبوا عن مشهد الازدحام، وراحوا ينقلون بمركباتهم المسافرين ومودعيهم، وكذلك العائدين ومستقبليهم، وإعادة من فشل في السفر إلى منزله.

مرطبات
الشاب أسامة الشريف، قصد المعبر منذ اليوم الأول من فتحه، مصطحباً معه حاوية لحفظ المشروبات الباردة، وراح يتجول بين الازدحام، محاولاً بيعها على العالقين.
 
وأوضح الشريف، أنه أدرك مسبقاً بأن الحر الشديد، وانتظار المسافرين لساعات طويلة في الخلاء، يجعلهم بحاجة إلى ما يطفئ ظمأهم، ويبلل عروقهم، فكانت فكرته ببيع المشروبات الغازية والطبيعية الباردة.
 
وبين الشريف أنه يضطر للعودة إلى المنزل، لملء حاويته مرة أو مرتين يومياً بعلب وزجاجات العصير والمياه الغازية، خاصة إذا ما كانت درجات الحرارة مرتفعة.
 
ونوه إلى أنه كان يعمل في السابق بائعاً متجولاً على المعبر، وقد حول وجهته إلى أماكن أخرى، وهو يتمنى أن يتحسن الوضع، ويتم فتح المعبر على الدوام، ليعود ويعمل هناك، حيث الرزق أفضل بكثير من باقي الأماكن.
 
بائعوا عملات
المواطن أحمد الشاعر، وكان يمسك برزمة من العملات النقدية، من فئات وأنواع مختلفة، ويتجول بين المسافرين، وينادي: "دولار شيكل مصري".
 
الشاعر أكد أن المسافرين دائماً يرغبون باستبدال العملات، فبعضهم يحمل دولار أميركيي يريد تحويله إلى شيكل إسرائيلي أو جنيه مصري، وهذا يتيح له مجال لكسب الرزق بصورة أفضل من السوق.
 
ولفت الشاعر، إلى أن جل المسافرين خاصة ممن اقترب دورهم للمغادرة، يدركون الفارق الكبير في استبدال العملات داخل قطاع غزة، وفي الجانب المصري من المعبر، لذلك يسارعون للاستبدال قبل دخول الصالات المصرية، لاسيما وأنهم بحاجة لعملة مصرية لدفعها في الصالة وللسائقين.
 
وبين الشاعر أنه يعمل دائماً وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الرزق عند مزاحمة الأقدام"، لذلك فهو يتوجه للمعبر المزدحم عند فتحه في كل مرة.
 
رزق مضاعف
أما السائق أسامة شقفة، فكان يقف بجانب مركبته بالقرب من المعبر خلال ساعات المساء، بالانتظار بدء مغادرة العالقين، ممن لم يحالفهم الحظ في السفر، ويرغبون بالعودة إلى منازلهم.
 
وأوضح شقفة، أن المعبر مكان مثالي لعمل السائقين، فمعظم التوصيلات التي يقومون بها، يتقاضون عليها أجور عالية، خاصة وأن المسافرين بصحبتهم حقائب ثقيلة، ويكونوا متعبين من طول فترة الانتظار، والسائق هو من يتولى مهمة وضعها وإنزالها إلى المركبة، كما يوصلهم حتى باب المنزل.
 
ولفت شقفة إلى أن العمل يوم واحد على المعبر يعود على السائق بعائد مادي أفضل من عمل يومين أو ثلاثة في قلب المدينة والأحياء المترامية.
 
وتمنى شقفة  لو يعاد فتح المعبر بصورة دائمة، كي يلتقط وغيره من السائقين أرزاقهم بين الازدحام.
 
وكان المعبر المذكور أعيد فتحه آخر مرة قبل ثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين لم يسمح لأي مسافر بالمغادرة.