رولا سرحان
الحراك الخفيف الذي يجري في الضفة الغربية احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة، يدلل على أنه ما زال هناك بصيصٌ من أمل في أهل الضفة حين يتعلق الأمر باستنهاض العزيمة الوطنية التي بُترت منذ ارتهانها للمعونات الخارجية والرواتب. أهل الضفة، كشخص مقعد يستنهض نفسه من على كرسيه المتحرك، ويحاول رفض واقعه بأنه مقعد.
طوال 20 عاماً من "التفاوض على التفاوض" أقنعتنا القيادة بأننا مقعدون، وأن أية محاولة علاج لن تجدي نفعاً وعلينا أن نبقى أسرى شللنا المستعصي. لكن في اليومين الماضيين، حين رفعت القيادة يدها الضاغطة عنا، وعن "غضبة الشارع" بدأنا نشهد بداية حراك شعبي مختلف وحقيقي، بدأت الضفة تعلن رفضها الاستسلام لمقولة أن البديل عن المفاوضات هو المفاوضات وأنه لا توجد أية بدائل أخرى، وبدأت تعلن رفضها بصوت عال لكل جهود التنسيق الأمني مع المحتل، وبدأت تفهم معنى مقايضة السياسية بالاقتصاد، ومعنى الخطط الاقتصادية التي وعدتنا بمليارات زائفة، ومعنى أن الدول لا تُقام في بؤر جغرافية غير متواصلة، وأن مفاهيم النضال الوطني وحق مواجهة المحتل هو حق أصيل للشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
حين رفعت القيادة يدها عنا، أو هكذا يبدو الأمر لغاية الآن، بدأت تشعر غزة بأنها ليست وحيدة وأن الضفة معها في نفس الخندق، وأن الضفة ليست سنغافورة وغزة طورا بورا.