الحدث: محمد مصطفى
اجتذبت سلسلة من التلال الرملية الصفراء، عشرات الآلاف من المستجمين من مختلف أنحاء مدينة رفح، وقصدوها فرادا وجماعات، ليجلسوا عليها، لقضاء ساعات المساء، والاستبراد بالهواء العليل.
فخلال السنوات الخمس الماضية، وجد المواطنون في الكثبان الرملية النظيفة، مصيف شعبي مجاني، يوفر لهم مكانا بارداً للهروب من وطأة الحر، وانقطاع الكهرباء، بينما يسمح للفتية والأطفال باللهو واللعب بأمان، بعيداً عن مخاطر المركبات والدراجات النارية.
مكان مختلف
وعند ساعات المساء، غادر الشاب أحمد الصعيدي منزل عائلته الواقع في حي تل السلطان، مصطحباً معه والدته وأشقائه، وقصدوا كعادتهم شبه اليومية التلال المذكورة.
الصعيدي بحث عن مكان فارغ أعلى تلة مرتفعة، وجلس برفقة أفراد أسرته، وبصحبتهم إبريق من ممتلئ بالشاي، ومأكولات خفيفة، بينما انطلق الأطفال في التدحرج من أعلى التلة والصعود إليها من جديد.
الوالدة "أم أحمد" بدت سعيدة وهي تراقب أطفالها وهم يلهون ويمرحون، بينما كانت ونجلها البكر يستمتعان بالهواء المتدفق من البحر، الذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة عن التلال.
وأكد أحمد، أنه وجد في التلال الرملية مكانا مختلفاً، لذا أحبها، وفضل التوجه إليها، فبالإضافة إلى أنها مجانية، هي منطقة طبيعية خالية من المباني أو العوائق البشرية، تحدها من الجهة الشمالية شبه جزيرة سيناء الفسيحة، ومن الغرب البحر، كما أنها أبرد بكثير من المنازل.
أما المواطن محمد جمعة، فقد قصد برفقة أفراد أسرته التلال المذكورة، هربا مما وصفه جحيم المنزل خلال فترات انقطاع الكهرباء.
جمعة كان يجلس كغيره على الرمال، وبجانبه أبنائه يلهون ويمرحون، أكد أن الكثبان الرملية باتت المصيف المفضل للمواطنين، حتى أكثر من شاطئ البحر، خاصة وأن الأخير بات ملوثاً، والمستثمرون ممن انشأوا استراحات ومناطق للتنزه، يغالون في تأجيرها، لذلك لم يعد الناس يفضلون الذهاب للشاطئ، وباتوا يبحثون عن مصيف نظيف ومجاني.
وأوضح أنه يستمتع بالجلوس فوق الرمال الناعمة والباردة، ويشاهد الأطفال وهم يلعبون، ويطلقون الطائرات الورقية في الهواء، وبات يفكر جدياً بتناول وجبات الإفطار في بعض أيام شهر رمضان على تلك التلال، للاستمتاع بمشد الغروب وقضاء جزء من الليل هناك.
جذب للباعة
واجتذب الازدحام الشديد العديد من الباعة المتجولين، ممن التفوا ببسطاتهم وعرباتهم الكثبان الرملية، في محاولة لبيع بضائعهم المتنوعة على المصطافين.
ويقول الفتى يوسف أبو بريك، وكان يبيع براد، إنه غير وجهته من شاطئ البحر إلى الكثبان، حيث الازدحام أكبر، والناس يتكدسون في بقعة أصغر من الشاطئ، ما يمكنه من البيع دون الاضطرار للسير مسافات طويلة.
وأكد أبو بريك أن سلعته الرخيصة تجتذب الأطفال، لذلك فهو يقصد منطقة الكثبان بصورة يومية، خاصة وأن إقبال الناس عليها يتزايد يوما بعد يوم.
خطط للتطوير
وكانت بلدية رفح، وبعد أن لاحظت إقبال المواطنين على تلك المنطقة، قررت عدة إجراءات تطويرية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين القاصدين منطقة الكثبان الرملية غرب المدينة "السوافي".
وتشمل الإجراءات المعتمدة، تكثيف نشاط فرق النظافة في تلك المنطقة، وتحديدها كمحمية طبيعية، يحظر مصادرة الرمال منها، بالإضافة إلى تزويدها بمرافق صحية، ووضع حمايات حديدية، لحماية الأطفال من الخروج المفاجئ إلى الطريق العام، أثناء اللعب على التلال الرملية.