السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العدد41| إجماع رسمي وشعبي: التسهيلات الإسرائيلية كلمة تجميلية وأهداف مبطنة لكسر الجمود الدولي بحقهم

"الحدث" تنشر تفاصيل التسهيلات الإسرائيلية في شهر رمضان المبارك

2015-06-16 12:05:28 AM
العدد41| إجماع رسمي وشعبي: التسهيلات الإسرائيلية كلمة تجميلية وأهداف مبطنة لكسر الجمود الدولي بحقهم
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد غفري
 
لا يختلف الموقف الرسمي الفلسطيني كثيراً عن الموقف الشعبي، إزاء تسهيلات الاحتلال الإسرائيلي التي أعلن عنها مؤخراً، لزيارة المسجد الأقصى المبارك ومدن الداخل المحتل عام 1948، خلال شهر رمضان، معتبرين هذا الأمر بالحق الطبيعي للفلسطينيين، وليس بالتسهيلات كما يتم التسويق لها من قبل الجانب الإسرائيلي.
 
وخلال أحاديث منفصلة مع "الحدث"، قال عدد من الشخصيات الرسمية والمواطنين، إن الاحتلال يسعى من خلال منح تصاريح الدخول إلى القدس، خلال شهر رمضان المبارك، إلى تحقيق أرباح اقتصادية لا تقل أهيمة عن تلك المكاسب السياسية التي يسعى إليها، خاصة تحسين صورته أمام الرأي العام العالمي.
 
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، إن من حق المواطن الفلسطيني دخول القدس في كل الأوقات، وهذه لا تعتبر منة من الجانب الإسرائيلي، فهو يقدم في كل فترة تسهيلات في قضايا ليست استراتيجية.
 
ودعا محيسن في تصريح لـ"الحدث"، المواطنين الذين يدخلون إلى القدس، التركيز على العبادة، وعندما يتعلق الأمر بالتسوق، أن يكون فقط من التجار المقدسيين، لدعم اقتصادهم المحاصر، ولا يكون من المحال الإسرائيلية، وبالتالي دعم اقتصادهم الذي يساهم في دعم جيش الاحتلال، وآلته الحربية.
 
 
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ"الحدث"، أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى تسهيلات وإنما يحتاج إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي نيله لحرية الحركة والوصول إلى كافة المناطق بكافة الأوقات.
 
وعن رأيه بهذه التصاريح، يرى أبو يوسف، أن حكومة نتنياهو تحاول من خلالها الإيحاء للعالم، أنها تقدم التسهيلات للفلسطينيين، وبالتالي عدم تحميلها المسؤولية عما يتعلق بمنع الوصول لدور العبادة، وكذلك تهدف إلى فك عزلتها الدولية.
 
إلى ذلك تحدث القيادي في حركة حماس يحيى موسى، عن التضييقات التي يضعها الاحتلال وليست التسهيلات كما يشاع، مؤكداً أن الاحتلال ينتقص من حق الفلسطينيين، الذي تكفل به القانون الدولي الإنساني.
 
وتابع موسى لـ"الحدث"، القدس حق للشعب الفلسطيني، ومن حقه أن يمارس حريته الدينية دون أي تدخل أو تضيق، لكن الاحتلال يقوم بتضييق هذه الحرية، وهو أكبر قوة إجرامية مغتصبة لحقوقنا، لذلك لا نفسر أي شيء يقوم به الاحتلال بالتسهيلات.
 
وقال إن الاحتلال يشهد الآن حالة عزلة دولية له في جميع الأوساط الشعبية، فيقوم بإصدار مثل هذه التصاريح من أجل التسويق له، لكن الحقيقة هي عكس ذلك، فهو عندما يصدر تصاريح دخول يثبت أنه يحد من الحرية.
 
وعلى الصعيد الشعبي، يقول الشاب محمد الديك (26 عاما) "شخصيا إذا سنحت لي الفرصة بزيارة الأقصى من خلال التصريح سأذهب بدون تردد"، ويرى أن هذه التسهيلات جزء من حق الفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى وزيارة الأراضي المحتلة، معتبرها أفضل من لا شيء في الوقت الحالي.
 
وأكد لـ"الحدث"، أن الإقبال على استصدار التصاريح والزيارات للأقصى تظهر للاحتلال مدى تمسكنا وحبنا للقدس والأقصى، مضيفاً "التسهيلات تهدف إلى كسر حالة الضغوط التي نعيشها في الضفة ومحاولة لجس النبض حول إذا ما كان بامكان الاحتلال الانفتاح على الضفة كمحاولة لضمها".
 
ويختلف الديك مع الذين يعتقدون أن منح التسهيلات تهدف إلى تنشيط الحركة التجارية، وعندما يذهب الفلسطينيين للأقصى يدفعون أموالهم للاحتلال، معللاً ذلك: "أن الاحتلال لا يعتمد في اقتصاده علينا لكن نحن من نعتمد عليه في اقتصادنا، وقد تكون هذه التسهيلات رسالة للعالم الخارجي بأن الاحتلال لا يمارس سياسة الفصل العنصرية في ظل تصاعد حركة المقاطعة العالمية ضده".
 
من جانبها، قالت الشابة يسرى عادل (20 عاما)، إن هذه التصاريح لها جانب سلبي وآخر ايجابي، الإيجابي أننا نستطيع زيارة القدس وأراضي الداخل المحتل، الأمر الذي لا يحصل في الأيام العادية، خصوصا للأشخاص المرفوضين أمنيا.
 
أما الجانب السلبي وهو الذي يطغى بحسب ما ذكرت عادل لـ"الحدث"، أن الاحتلال يستغل هذا الشهر لينعش اقتصاده على حسابنا ويجمل وجهه أمام الشعوب.
فيما أظهر محمد شبانة (28 عاما)، في حواره مع "الحدث" حبه وانتمائه الشديد للمدينة المقدسة، ولكل شيء فيها، مؤكداً أن منح هذه التصاريح خلال شهر رمضان فرصة لا تعوض من أجل زيارة القدس ومناطق الداخل المحتل، بغض النظر عن نوايا الاحتلال، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك.
 
وأفاد شبانة، بأنه يدرك تماماً تلك النوايا الخبيثة التي تهدف إليها إسرائيل سواء اقتصادية أو سياسيا أو حتى اجتماعية، مبينا أن الفلسطينيين يدركون تماما هذه النوايا، وطالما أدركنا هذه النوايا فلن نسمح لإسرائيل أن تقوم باستغلالنا بهذا الشكل، وأن تلعب بنا على وتر العاطفة.
 
واعتبرت ندين نخلة (21 عاما): أن كلمة تسهيلات كلمة لطيفة وتظهر الاحتلال كأنه تمنن علينا بتقديمه التسهيلات لشعبنا، وهذا برأيي أمر خطأ ومرفوض تماما".
 
لذلك تستهجن نخلة في حوارها مع "الحدث" استخدام مصطلح تسهيلات، وتعتبر أن هناك نقص لدينا طالما ننظر إليها على أنها تسهيلات، وطالما نحن ممنونين للاحتلال عليها، وطالما وضعنا على الهامش أن هذا حق لنا، ولا يوجد شيء اسمه تسهيلات لنحصل على حقنا، لذلك هم مجبورين على تقديم ذلك لنا.
 
وأضافت إسرائيل تقدم هذه التصاريح في رمضان،  ليس حبا ولا احتراما لنا، لأن له أبعاد اقتصادية واضحة وسياسية، ويريدون من ذلك صرف نظر الشعب عن العديد من القضايا الأسياسية.
 
إلى ذلك: قالت هيئة الشؤون المدنية في بيان وصل لـ"الحدث" نسخة منه، إن كل مواطن يرغب بالحصول على تصريح، أن يقدم اسمه ورقم هويته لدى البلدية أو المجلس المحلي في المنطقة التي يسكنها، التي بدورها ستقدم القوائم للشؤون المدنية، لرفعها للجانب الإسرائيلي لاستصدار التصاريح.
 
وتنشر "الحدث" تفاصيل "التسهيلات الإسرائيلية" في شهر رمضان المبارك:
 
·        السماح للرجال 40 عاما فما فوق، والنساء من كافة الأعمار بالدخول إلى الأقصى أيام الجمعة.
·        يمنح تصاريح لمن يرغب من الرجال من 30 - 40 عاما دخول القدس أيام الجمعة، شرط أن يكون ليس مرفوضا أمنيا.
·        يمنح تصاريح للرجال من 35 - 55 عاما طيلة أيام الشهر ما عدا أيام الجمعة.
·        يمنح تصاريح للنساء من 35 - 50 عاما لكل أيام الشهر باستثناء أيام الجمعة.
·        يمنح تصاريح زيارة طيلة أيام الشهر ولثالث أيام العيد من تاريخ 17 الجاري وحتى 22 تموز لكل من يرغب من الذكور والإناث.
·        يمنح تصاريح لـ50 صحفيا للذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما موزعة على مختلف محافظات الضفة.
·        يمنح 500 تصريح لزيارة قطاع غزة من الضفة الغربية.
·        يمنح 500 تصريح للمواطنين للسفر عبر مطار "بن غريون".
·        من المقرر أن تقوم حافلات فلسطينية بنقل المواطنين أيام الجمعة من مختلف محافظات الضفة الغربية إلى القدس، حيث تم تزويد الجاب الإسرائيلي بأرقام الحافلات من أجل إصدار تصاريح ويافطات خاصة لها.