ترجمة الحدث
تظاهر آلاف الإسرائيليين الليلة الماضية أمام مقر وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب مطالبين بإجراء صفقة تبادل للأسرى، ومتهمين حكومة بنيامين نتنياهو بتعطيلها، في ضوء ما كشف النقاب عنه من تسريب وثائق سرية أضرت بالجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف.
وشددت زوجة أحد أسرى الاحتلال لدى المقاومة على أنه لا يوجد إرادة سياسية لإعادة الأسرى، وهذا يجعل أهاليهم بلا خيار سوى البقاء أمام وزارة الجيش للاحتجاج والمطالبة بإجراء صفقة تبادل للأسرى.
وقالت: "لم أتفاجأ بما اكتشفناه إعلامياً أمس، نحن بلا زعامة، ومن يجلس هناك في الكرياه (تقصد نتنياهو) يستمع إلينا ويواصل توجيه التهم لنا ويكذب علينا في كل مرة، وسندعو جميع المواطنين الإسرائيليين، يوم الاثنين المقبل، إلى تقديم شكوى ضد أعضاء الكنيست ككل سواء من هم في الائتلاف أو المعارضة".
وتكشف قضية الوثائق السرية عن قيام مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتمرير وثائق سرية تخص الأسرى الإسرائيليين إلى صحيفة "بيلد" الألمانية وإلى صحافيين إسرائيليين، وقد جرى اعتقال المتحدث باسم مكتب نتنياهو في إطار القضية.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، يستمر التحقيق في هذه الأيام للتحقق مما إذا كان تسريب المواد من قبل المشتبه بهم له أضرار أمنية فعلية على الاحتلال، أو تسبب في الكشف عن مصادر وأساليب النظام الأمني الإسرائيلي، والأمر الآخر الذي سيتم فحصه في التحقيق هو من وافق على التسريب وثائق سرية، وما إذا كان المشتبه بهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم أو ما إذا كانوا تلقوا تعليمات من مسؤولين كبار.
وانتقد شاي موزيس، ابن شقيق الأسير لدى المقاومة غادي موزيس، حكومة نتنياهو بشدة، وقال: "منذ 13 شهرًا يشن نتنياهو حربا خشية نهاية حكمه.
لقد تم قتل الإسرائيليين والحكومة مستمرة في التشهير ببعضها البعض وتواصل التحريض ضد أهالي الأسرى.
يا نتنياهو وقع على الصفقة المطروحة على الطاولة منذ يناير". وقالت إيناف تسينجاوكر، والدة الأسير لدى المقاومة ماتان، إن "رئيس وزرائنا يحاول دفنكم تحت كومة من الأكاذيب والتضليل، ويتم تسريب وثائق سرية من مكتبه، لكي تتعفنوا هناك في غزة، هذه هي الحقيقة المؤلمة والصعبة، لا يكفي أن حماس تأسركم، كذلك رئيس الوزراء يشارك في ذلك".
وتوجهت إلى نتنياهو: "هل أنت على استعداد لإنقاذ الأرواح حتى لو كان ذلك على حساب إسقاط الحكومة؟ هل هناك شخص لن تبيعه مقابل مقعدك؟ لقد خنتنا، وغرزت سكينا في قلوبنا".
وألقى أهالي أسرى الاحتلال لدى المقاومة بيانا أمس أمام الكرياه، انتقدوا فيه بشدة نتنياهو وسلوك حكومته، وقال داني إلجرت، شقيق الأسير لدى المقاومة إيتسيك إلجرت، المضرب عن الطعام منذ 31 يوما أمام الكنيست، إن "نتنياهو يقوم من جهة بتعطيل الصفقات، ومن جهة أخرى يتجنب تقديم مبادرة إسرائيلية، فهو يتباطأ، بل ويعلن أنه لن يوافق على إنهاء الحرب، ويدعو الشاباك إلى أنهاء التحقيق في شبهات التخريب المتعمد لأهداف الحرب.
وكما كنا نصرخ منذ أشهر: نتنياهو كان ولا يزال العائق الوحيد أمام الصفقة".
وأصدر مكتب نتنياهو الليلة الماضية بيانا، زعم فيه أن الوثائق السرية المنشورة لم تضر بالمفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى، بل ساعدت في هذا السياق، وبحسب البيان فإن "الوثيقة التي تم نشرها لم تصل إلى مكتب رئيس الوزراء شعبة الاستخبارات العسكرية، وعلم رئيس الوزراء بها من وسائل الإعلام.
والشخص المتهم بتسريبها لم يشارك قط في مناقشات أمنية".
وأضاف البيان: "على العكس من ذلك، لم تساعد الوثيقة سوى جهود إعادة الأسرى، ولم تضرها بالتأكيد.
لقد كشفت الوثيقة والمقال عن أساليب حماس في ممارسة الضغط النفسي من الداخل والخارج على الحكومة.
بينما الجمهور الإسرائيلي يحمل إسرائيل مسؤولية فشل محادثات إطلاق سراح الأسرى، في وقت يعلم فيه الجميع، كما يؤكد مرارا وتكرارا مسؤولون أميركيون كبار، أن حماس هي التي تمنع تنفيذ الصفقة".