عندما سقط العراق في العام 2003 كنت اجلس الى جانب احد الاعلاميين المصريين كان قومي الهوى ناصري الانتماء يقوم الليل ويصوم النوافل لكنه يؤمن بان العربي عربي وبان الله مع الانسان شيعي كان ام سني ارثوكسي كان ام كاثوليكي ...صديقي كان يؤمن بان المقاومة ضد المحتل تجمعنا وبان بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة ...لحظة سقوط بغداد بكى الرجل وظننته يبكي على سقوط النظام لكن بكاءه كان على غير ذلك ...صديقي كان يعمل في ثمانينيات القرن الماضي في سفارة مصر في العراق وكان يعرف فسيفساء المجتمع العراقي بشكل جيد ...قال يومها ان امريكا ستلعب على وتر الطائفية وستحطم العراق ...بعد اشهر انفجرت اولى السيارات المفخخه في العراق ...التقيته بعدها باعوام في القاهره فقال لي بعد كل هذه الاشلاء لا بواكي للعراق والولايات المتحده بعد ان ظهرت وكانها تقف الى جانب الشيعة قلبا وقالبا ستعود وتعلن وقوفها الى جانب السنه قلبا وقالبا ...حين قرات ما تحدثت عنه الولايات المتحده قبل ايام من ضرورة تسليح السنه في العراق عادت الي كلمات صديقي لتهز كياني وتدق جدران خزاني ...ان صوت الانفجار الاول في العراق في حسينية او مسجد كان ايذانا بالحرب الطائفية التي تريدها الولايات المتحدة ...الاصوات التي كانت تحذر من هذه الحرب كانت تدرك ان المقصود منها عملية تقسيم شامله للعالم العربي وبناء دول الطوائف التي ستبقى في حرب فيما بينها الى ما شاء الله لها ان تبقى ...داعش صاحبة نظرية قتل الشيعة والعلويين والدروز والازيديين باسم الله سيقابلها من الطوائف من يهدر دم السنه باسم الله ايضا ...وكل طائفة تحمل صكوك الغفران من الله فيما ستصنع ...الكل لا يريد حربا طائفية لكنه ينخرط بها والكل يخشى من تقسيم المنطقه لكنه يحمل معولا ويضرب بما اوتي من قوه ليقسمها...ان صوت الرافضين للحرب الطائفية بات صوتا شاذا ولا ادري هل سياتي يوما يخنق هذا الصوت بالقتل والتصفية ...وانا هنا واثق بان هذا الصوت ان لم يخنق من الطوائف المتناحره ستخنقه امريكا بكلتا يديها خوفا من ان يعلو ويسمع ويصبح صوت الحق ...حينما تحدثت كوندليزا رايس عن الشرق الاوسط الكبير القادم عبر الفوضى الخلاقه التقط المنظرون هذه الكلمات وقالوا ان خارطة الشرق الاوسط الكبير مرعبه فهي تقوم على تفتيت المفتت وتقسيم المقسم والغريب ان هؤلاء هم انفسهنم ينظرون للفكرة انفة الذكر عبر تاييدهم للقتل على الهوية الطائفيه ورفد الفكر العربي بمصطلحات طائفية مئه بالمئه ...سالت احد المفكرين هل ستتمدد داعش لتصل الاردن ولبنان ...قال لي متيقنا لا ...لكنها ستلقي في هذه البلدان وغيرها البنزين على الارض والف غبي منا سيلقي عود الثقاب ...داعش لن تكون في الاعوام الخمس المقبلة لكنها ستزرع حقدا وستهدر دما لن ينسى ولن يزول الا بانقسام الجتمعات العربية..وكذلك الذين يحرضون من باقي الطوائف على القتل هم يحققون الهدف الرئيس الذي ارادته امريكا وتريده اسرائيل ...في الساعات الاخيره ارتفعت اصوات في تل ابيب تطالب بتسليح الموحدون في جبل العرب ...الموحدون العرب تعرضوا لمجزره في سوريا على يد الجماعات الاسلاميه المتطرفه هذا ما جاء على لسان احد الاعلاميين الاسرائيليين ...ذات الكلمات كان في سبعينات القرن الماضي حين فتحت اسرائيل خطا مع الموارنه تحت مسمى حمياتهم وانتهت الحكايه بحرب اهلية لبنانيه اكلت الاخضر واليابس ...الكل يعلن بانه يمثل الله على الارض ويحمل تفويضا من الله ليقتل ويعذب ويدمر ...وحتى اكون واقعيا احد علماء الدين سمعته يوما يقول (( من كفر الشيعة فقد كفر))لقد استمعت اليه وهو يقول يوما ان شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله كافيه كي تمنعك من تكفير من هو امامك ...قبل اشهر تفاجأت بشيخنا يكفر الشيعه ويصفهم بابشع الصفات ...في الطرف الاخر اذكر من الشيعه وعلى راسهم الامين العام لحزب الله من اجاز صلاة الشيعي خلف امام سني ...ليخرج من الشيعه بعد ذلك من يشتم ابو بكر وعمر ويصف السيده عائشة بالزانيه ...ان الفكر المتطرف في جانب يوازيه فكر اكثر تطرفا في الجانب الاخر...والدائرة لن تقف عن الدوران ...كلهم يعلنون انهم طوائف الله والله ليس له طائفه .