الحدث الفلسطيني
طالب المتحدثون في فعالية نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمس بضرورة التحرك فورا لتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الكاملة في وقف حرب الابادة المفتوحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتصاعد العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال منذ 404 يوما على قطاع غزة مع توسيع دائرة المجازر اليومية والتجويع الذي بحسب المنظمات الدولية بات هناك نذر كارثة انسانية يخيم على القطاع جراء المجاعة المتفشية خصوصا في مناطق شمال قطاع غزة، وطالب اللقاء بالعمل فورا على فتح ممرات انسانية والضغط على حكومة الاحتلال لتأمين وصول المعونات والاغذية والادوية للمواطنين لمنع وقوع كارثة محققة، والسماح للطواقم الطبية بالوصول الى الجرحى، والمرضى وانتشال من هم تحت الانقاض بفعل القصف المتواصل على القطاع، كما طالب الاجتماع بالعمل على زيادة الجهوزية مع التصريحات الاخيرة بضم الضفة الغربية وتوسيع اعتداءات المستوطنين التي تطال عشرات القرى، والبلدات والتجمعات السكانية يوميا ضمن مخطط الحسم الذي تسعى دولة الاحتلال لتكريسه كأمر واقع خلال الفترة القريبة القادمة .
وافتتح اللقاء بكلمة لرئيس اللجنة التنسيقية للشبكة د. محمد العبوشي استعرض فيها الواقع الراهن والتحديات التي تواجه المجتمع المدني الفلسطيني كجزء من استهداف المجتمع الفلسطيني ككل مشيرا الى ان خطر استمرار الوجود متواصل منذ ما يقارب القرن ويمتد لاعلان وعد بلفور، وان ما يجري اليوم هو امتداد لذات العقلية التي تحاول اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، واستعرض العبوشي بالارقام ضحايا حرب الابادة على القطاع منذ ما يزيد عن 400 يوم مؤكدا ان ما يزيد على 70% من الضحايا في القطاع هم من النساء والاطفال اضافة الى استهداف البنى التحية والمؤسسات المدنية والدولية العاملة في القطاع والمشافي والقطاع الصحي الذي اصابه انهيار كامل وخروج عددا من المشافي من الخدمة بعد قصفها وحصارها، محذرا من استمرار الصمت الدولي الذي ترى فيه حكومة الاحتلال تشجيعا لارتكاب المزيد من الجرائم، مطالبا بوضع الية دولية عاجلة لاخراج المشافي خارج الاستهداف كما تنص جميع الاتفاقيات الدولية، والعمل على المسار القانوني لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم
من جانبه اشار امجد الشوا المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الاهلية الذي تحدث من قطاع غزة، على ان جميع فئات المواطنين ومناطق سكناهم في القطاع اصبحت تحمل معاني الكارثة دون استثناء ضمن حرب شاملة مفتوحة ترتكب فيها دولة الاحتلال باصرار جرائم حرب امام مرأى ومسمع العالم أجمع، ففي حين تستهدف المنظومة الصحية كاملة يطال عدوان الاحتلال المزارعين، والصيادين، والنساء، والاطفال، والشيوخ واصفا ما يجري بانه من اكثر المراحل سوء منذ بدء هذه الحرب قبل عام بما في ذلك جميع مناطق القطاع في الشمال والوسط والجنوب موجها رسالة من غزة ان البقاء والصمود رغم الدمار واستعداد مؤسسات العمل الاهلي للاستجابة الانسانية والطارئة، والعمل على مساعدة الناس والمنكوبين وتأمين الامكانات للصمود هو عنصر اساس في العمل الذي تمارسه المؤسسات التي فقدت العشرات من كوادرها، ودمرت مقراتها واعتقل العديد من العاملين فيها، وهي ما زالت تعمل على بناء منظومة للعمل الانساني وتقديم العون للضحايا .
تخلل اللقاء عقد جلستين حواريتين الاولى حول تضيق مساحة العمل الاهلي تحدث فيها د. رمزي عودة عن مجلس تنسيق العمل الاهلي،وأشار الى مجمل الوضع الانساني الكارثي في القطاع بسبب الجوع والدمار المتواصل بفعل ما تقوم به دولة الاحتلال مستعرضا الممارسات التي تستهدف العمل الاهلي الفلسطيني في الضفة والغربية، وقطاع غزة على مستوى القطاعات الصحية والتعليمية، والانسانية، والزراعية اضافة تقليص مساحات التمويل للمجتمع المدني وعمليات الاقتحام، واغلاق المؤسسات كما جرى في الضفة الغربية مؤكدا على دور العمل الاهلي في فضح وتوثيق جرائم الاحتلال، وتعزيز صمود الناس فوق الارض ومدهم بمقومات الصمود وتكامل الجهد مع الجهات الرسمية .
في حين اكد عصام العاروري مدير مركز القدس للمساعدات القانونية وحقوق الانسان ،ان وحدة العمل الاهلي الذي تمثل الشبكة عنوانه الاساس هو عنصر هام لضمان وحدة العمل الاهلي، والتوجه لخدمة قضايا الناس ومواصلة رسالة المجتمع المدني في ظل العالم المنحاز ومواجهة التحديات الداخلية، والخارجية بما فيها قوانين الاحتلال ومشاريعه الهادفة الى ابعاد عائلات الاسرى الى قطاع غزة مشددا على العمل بسرعة لبناء لجان سلم اهلي لمواجهة الخطر الداهم وحماية النسيج المجتمعي، واعادة تفعيل قيم المجتمع المدني الذي ولد من رحم الانتفاضة الاولى مع تصاعد المخاطر المحدقة بالجميع .
من جهتها تحدثت ياسمين مصلحي، من مركز الدعم القانوني الاوروبي، ومركزه هولندا، حول اهمية الدعم القانوني ووحدات الضغط والمناصرة الاوروبية والدولية، وزيادة الدعم على كل المستويات امام ما يجري من جرائم، وتعزيز العلاقة مع المؤسسات الانسانية والحقوقية المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، والعمل على مواجهة مخاطر التطبيع، وحماية حق المنظمات الاهلية في العمل وحرية عملها وصولا لاستراتيجية قانونية واضحة للعمل عليها من الجميع .
وفي الجلسة الثانية بعنوان الصمود والامل تحدثت امال صيام مديرة مركز شؤون المراة في رسالة من قطاع غزة تعكس صنوف المعاناة التي يتعرض لها القطاع قدمت خلالها شهادات حية حول التجويع والتعطيش، وحجم الدمار الذي لحق بالقطاع وقدمت نماذج لعشرات المبادرات الريادية للاستمرار بالعمل والتمسك بالحياة ومواصلة الجهود رغم انعدام الامكانيات للعمل في اطار الشبكة والمؤسسات الاهلية على تثبيت صمود الناس والمساهمة في منع النزوح والتهجير، واوضحت ان الشبكة عملت على كشف حجم الدمار والاضرار التي وقعت بشكل عام، ووصفت الوضع بالكارثي في ظل تدمير المنشأت، وانعدام الرواتب والقوة الشرائية، وشح المواد الغذائية ومعدلات الفقر والبطالة، وانتشار الامراض .
كما تحدث زياد عمرو من جمعية فلسطين للمكفوفين مستعرضا نتائج زيارة وفد الشبكة مؤخرا لعدد من العواصم والمدن الاوروبية مؤكدا اهمية خطط الضغط والمناصرة، وتفعيل ادوات العمل على المستوى الدولي لحشد التضامن مع ما يجري خصوصا في قطاع غزة، والعمل على تغيير مواقف الدول الكبرى، والمؤثرة اضافة الى العمل مع جيل الشباب في دول العالم المختلفة بما فيها مع النقابات، والصحفيين، والبرلمانين، وطلبة الجامعات ونشر صور معاناة المواطن الفلسطيني بسبب سياسات الاحتلال واعادة الاعتبار للقيم التي تجمع الانسانية لوقف ما يجري في القطاع .
وقام بالتيسير للورشة الاولى ابي عابودي عضو اللجنة التنسيقية للشبكة فيما يسرت للجلسة الثانية التي تولت ادارة النقاش ميرفت الشوملي المنسقة في شبكة المنظمات الاهلية، وتخلل اللقاءعرض فيلم قصير يلخص معاناة اهالي مسافر يطا جنوب الخليل من انتاج القطاع الصحي للشبكة، واشتمل اللقاء ايضا على العديد من المداخلات والاسئلة التي تمحورت حول اهمية تعزيز دور المجتمع المدني في ظل الوضع الحالي، وزيارة التـأثير على المستوى المحلي وتكامل الجهد بين جميع المكونات اضافة الى وضع خطة وطنية شاملة لبناء لجان مجتمعية، وتوسيع العمل مع الريف والمناطق المستهدفة في الاغوار، والقدس ومناطق الجدار والاستيطان .