الحدث الإسرائيلي
بعد يومين من تقديم لائحة الاتهام الخطيرة ضد مسرب "وثائق حماس" إيلي فيلدشتاين، نشر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مقطع فيديو مدته 9 دقائق و15 ثانية علق فيه بشكل مطول على القضية، وكان حديثه مليئا بالمغالطات والخداع المتعمد، وفق توصيف صحيفة يديعوت أحرونوت.
وزعم نتنياهو في كلامه أنه طالب عدة "بالتحقيق في مصادر تسريب المعلومات والتي عرضت الإسرائيليين وجنود جيش الاحتلال للخطر، لكن أحدا لم يقم بذلك".
وردت يديعوت بأنه في الواقع، هذا صحيح. لقد طالب نتنياهو بإجراء تحقيقات، وفي الماضي روج أيضًا لقانون يلزم الوزراء بإجراء اختبارات كشف الكذب، لكنه في النهاية رئيس الوزراء، وعدم إجراء تحقيقات أو سن قوانين تمنع التسريب هي مسؤوليته، وفي النهاية اتضح أن التسريبات من مكتبه وليس من الوزراء.
وقال نتنياهو إن بعض التسريبات عن موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وكذلك عن اجتماعات الكابينيت أضرت بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، وقد دفع الحركة إلى مزيد من "التشدد" خلال عملية التفاوض، لكن يديعوت أشارت إلى أن هدف التسريب في صحيفة بيلد الألمانية والذي قام به مقربون من نتنياهو هو التأكيد على فكرة أن حماس هي المعطل لصفقة التبادل.
كما أشار نتنياهو إلى "تسريب فيديو من سجن سيدي تيمان والذي قدم جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنهم مجرمي حرب بسبب معاملتهم لأسرى فلسطينيين بوحشية"، ويدّعي نتنياهو أن يشير أن التسريب جاء من مكتب المدعي العام، في حين أن هناك عددًا لا بأس به من المصادر التي تدعي أن محامين هم من قاموا بتسريبه، وفق يديعوت.
"يمكنني أن أسرد عددًا لا يحصى من التسريبات الأخرى هنا، وفي كل منها هناك سرقة معلومات، وفي كثير من الحالات، سرقة مستندات وتسليمها للآخرين دون تصريح"، قال نتنياهو، وأضاف أن "هذه التسريبات موجهة ضدي، وهي موجهة لخدمة رواية الاستسلام لإملاءات العدو، وليس من الضروري أن تكون عبقريًا عظيمًا لكي تفهم سبب عدم إجراء تحقيق في كل هذه التسريبات.
وهنا، فجأة، بدأ التحقيق في تسريب واحد فقط"، وهو ما يشير إلى اتهامه الضمني للشاباك بالوقوف وراء الهجوم عليه عبر الإعلام.
وأضاف نتنياهو، بالمناسبة، ادعاءات ضد المؤسسة الأمنية لمنعه من الوصول إلى معلومات مهمة: "كان ينبغي أن تكون هذه الوثيقة على مكتبي. إنها وثيقة سرية للغاية، لماذا لا تصل إلي؟ علي أن أتخذ قرارات بناء على هذه المواد". وبالتأكيد لا ينبغي أن أنعزل عنه، وهذه ليست المرة الأولى التي لا يتم فيها نقل معلومات حيوية إليّ".
وفي إشارة إلى لائحة الاتهام الموجهة ضد فيلدشتاين، قال نتنياهو: "للأسف، حملة الصيد الحالية تفرض أيضًا ثمنًا باهظًا للغاية، ليس فقط على العاملين في مكتبي، بل إنها تفرض ثمنًا باهظًا جدًا على الشباب الذين يدمرون حياتهم، لقد تم تقديم لائحة اتهام ضد فيلدشتاين بتهمة تسريب وثيقة استراتيجية.
لقد تم تقديم لائحة الاتهام هذه بالفعل ضده، لكن غرضها واضح: إيذائي وإيذاءكم، يا جماهير الإسرائيليين الذين يدعمون السياسة التي أقودها باسمكم ونيابة عنكم".
وتابع دفاعًا عن المتحدث باسمه والمتهم بقضية التسريب: "أعرف إيلي فيلدشتاين، إنه وطني إسرائيلي، وصهيوني متحمس، ونقيب في الاحتياط شق طريقه من عالم التوراة إلى الجيش.
لا يمكن أن يفعل أي شيء بقصد تعريض أمن البلاد للخطر، ولكن إذا جاءوا إليك مقنعين في الليل، فإنهم يضعونك في الحجز، ويعزلونك، ويقيدون يديك، ويهددونك بالقتل أو السجن مدى الحياة، إذا لم تقل ما يريدون، ويمكن لأي شخص أن ينهار في مثل هذه الحالة".
وبحسب يديعوت، نسي نتنياهو أن مكتبه تبرأ تماما من فيلدشتاين وادعى أنه لم يكن موظفا في المكتب عندما بدأ الحديث بالقضية، كما ادعى المكتب أنه لم يتم التحقيق مع أي شخص من المكتب أو اعتقاله، والآن فجأة يحتضن نتنياهو فيلدشتاين ويتحدث عنه باعتباره "وطنيا وصهيونيا متحمسا".
صرخة نتنياهو المفاجئة للدفاع عن المتحدث باسمه تثير تساؤلات حول قلقه من احتمال أن يصبح فيلدشتاين شاهد دولة. كما ذكر نتنياهو قضية تزييف البروتوكولات، التي يشتبه بمسؤول طاقم مكتبه تساحي برافرمان بالقيام بها، وقضية الاحتفاظ بفيديو حساس لضابط كبير في مكتب السكرتير العسكري في رئاسة الوزراء على الرغم من أن هاتين القضيتين لا علاقة لهما بلائحة الاتهام ضد فيلدشتاين.
وتابعت يديعوت: على الرغم من أن نتنياهو خدم لسنوات عديدة كرئيس للوزراء، إلا أنه يواصل الادعاء بأنه "لا يعرف"، ويكتشف الأمور من خلال وسائل الإعلام. لم يكن يعلم بكارثة ميرون، ولم يستيقظ ليلة 7 أكتوبر، وما زال يرفض تحمل مسؤولية الفشل الأخطر في تاريخ إسرائيل والذي حدث في عهده.
وختمت يديعوت: كما يتجاهل نتنياهو أن هذا يشكل انتهاكا صارخا لإجراءات التعامل مع الوثائق السرية مما يعرض مصادر استخباراتية حساسة للخطر، فهو يتجاهل هذه الشبهة، ويحول الأمر إلى حملة صيد ضده.