الحدث الإسرائيلي
في الساعات التي سبقت عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقع اللواء في جيش الاحتلال يارون فينكلمان من القيادة الجنوبية في "فخ التضليل" الذي مارسته حركة حماس والذي حذر هو نفسه منه عندما كان رئيساً لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة، لمدة أقل من عام و وذلك وفقًا للعديد من التحقيقات الداخلية التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، وفق ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت.
وقالت الصحيفة إنه بينما كان فينكلمان - آنذاك برتبة مقدم - رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة، تم إبلاغه بخطة هجوم حركة حماس، والتي يطلق عليها في "إسرائيل" "جدار أريحا" وتم تنفيذها من قبل الحركة بعد فترة قصيرة، ووضع بين يديه معلومات قدمت له في وقت سابق من قبل الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال.
وقال مسؤول عسكري كبير مطلع على التفاصيل لصحيفة يديعوت: "ليس من الواضح كيف حدث أن نفس الشخص، الذي كان على علم بخطر الخطة وحذر حتى من إمكانية قيام حماس بمفاجأة إسرائيل، فشل في تلك المرحلة بالذات، ومن غير الواضح أيضًا لماذا يسارع فينكلمان، قبل انتهاء التحقيقات، إلى تسمية الأشخاص الذين كانوا جزءًا من قيادة الفشل، وأن أحدهم كان حاضرًا في تلك المحادثة المصيرية التي حسمت بالفعل انهيار فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي".
وتابعت يديعوت أنه في 7 أكتوبر 2023، في الساعة الثالثة صباحًا، عقد فينكلمان - الذي كان آنذاك قائد القيادة الجنوبية - مناقشة باستخدام الهاتف الخلوي المشفر، وربما كانت هذه المناقشة، بالإضافة إلى تقييم الوضع الذي أكمله رئيس الأركان بعد فترة وجيزة، الأكثر أهمية في تلك الساعات المصيرية.
وجاء في المحادثة أن هناك "استعداد متزايد في عدد من تشكيلات حماس وعلى نطاق محدود"، وعرض خلالها ضابط استخبارات القيادة الجنوبية وممثل الشاباك بعض العلامات المثيرة للقلق التي جمعتها الوحدة 8200 والشاباك في الساعات التي سبقت عملية طوفان الأقصى، إلى جانب علامات أخرى تشير إلى حماس تتصرف كالمعتاد.
وفق يديعوت، قام فينكلمان بتفصيل الأسباب التي يعتقد أنها وراء حالة التأهب المتزايدة في حماس. الأول قال: "إجراء مناورة من قبل حماس". والثاني: "زيادة الاستعداد في ظل التخوف من مبادرة إسرائيلية بعد عطلة تشرين أي أن حماس في حالة تأهب لأنها تعتقد أن إسرائيل تنوي مهاجمتها، وفي نهاية المحادثة يطرح فينكلمان إمكانية أن تكون حماس "تستعد لمبادرة هجومية على حين غرة".
وبحسب يديعوت، حماس خدعت "إسرائيل" وجعلتها تعتقد أنها لا تريد حربا، وجعلت الجهاز السياسي والعسكري والاستخباراتي يعتقد أنها "مردوعة" ومهتمة بالهدوء، لكن كما يظهر من العديد من التحقيقات التي أجرتها القيادة الجنوبية واستخبارات القيادة الجنوبية ولم تنشر بعد أن فينكلمان نفسه، قبل عام ونصف، حذر من هذا الأمر بالضبط بأن حماس ستحاول خداع "إسرائيل" في الأيام والساعات التي تسبق تنفيذ خطتها الهجومية.
وفق الصحيفة، بتاريخ 25 يوليو 2022، وزعت وحدة الاستخبارات التابعة لفرقة غزة وثيقة تحت عنوان: "هجوم حماس المحتمل"، ظهر فيها "جدار أريحا" كأحد السيناريوهات المحتملة.
ووصف أن "خطة مداهمة بعيدة المدى تم التخطيط لها في مقر العمليات وفي تقديرنا لم تصل بعد إلى الألوية والكتائب الإقليمية". "كجزء من الخطة، سيتم تنفيذ عملية تشمل هجوم 14 سرية إلى المستوطنات في وقت واحد، بالتزامن مع عمليات من الجو والبحر، وإطلاق الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات وتحليق طائرات بدون طيار".