رام الله جميلة بمكوناتها المختلفة؛ تنامت فيها ظاهرة المخالفات والانفلات والفوضى بسبب عدم إنفاذ القانون على الشارع للمخالفات على أنواعها "الكثير منها خطرة وتصنف كجرائم". وهي تحدث بشكل يومي وعلى أعين رجال الشرطة. وعندما تسألهم كيف ولماذا يحصل هذا؟ الجواب "بسبب ظروف البلد الصعبة". وبالمقابل يتم تحرير المخالفات يومياً لمخالفات أقل خطورة مثل مخالفات السيارات المركونة بشوارع فرعية على الأحمر أو المركونة عكس اتجاه السير. وكأن الشرطي يقف هنا في مهمة رسمية وهناك يقف بلا مهمات ولا صلاحيات. وإذا كان الشرطي بلا صلاحيات لماذا يقف بالشارع؟ ليتحدث إلى هاتفه الجوال وأصدقائه من المشاة وراكبي السيارات؟؟ أم لشرب القهوة والشاي؟؟ كل شرطة العالم لها هيبة وحضور في وقفتها في الشارع ولها مهماتها وصلاحياتها. هذه القاعدة وليست الاستثناء.
ما هو المنطق المتبع في تحرير المخالفات؟ ما الذي يحكم رجال الشرطة في تحرير المخالفات وقائمتها طويلة وطويلة؟؟ لا بد من سرد بعضها:-
ظاهرة قيادة السيارات والأطفال في حضن السائق من عمر أيام وأشهر إلى سنوات. وامتدت الآن لتشمل الصبايا من الأمهات. حسب القانون هذه جريمة وليست مجرد مخالفة. وهذا يجري على أعين الشرطة. امتدت الظاهرة لتشمل القيادة والكلاب في حضن السائقين.
قيادة السيارات عكس السير. وإذا رفض السائق غير المخالف تمرير المخالف، يعتدي المخالف بكل وقاحة على غير المخالف "غياب أمن المواطن" وغياب للشرطة.
خروج الأطفال من أسقف السيارات وهي تسير وبشكل خطير جداً .
ركوب الأطفال بجانب السائق. والصغار منهم وقوفاً وبدون أحزمة هل يعرف السائق خطورة ذلك على الأطفال؟؟
حزام الأمان؛ الشرطة الفلسطينية لا تخالف على عدم وضعه مع أن القانون ملزم لحزام الأمان. بالمقابل نصبح كالأرانب بمجرد الخروج من المدن ونلتزم بالحزام. لا أدري لمصلحة من وضع نظام أحزمة الأمان بالسيارات.
الهواتف الخلوية مسموح استخدامها داخل المدن والشرطة الفلسطينية تخالف حسب تعليمات ذلك اليوم. خارج المدن مخالفات الشرطة الإسرائيلية تصل إلى ألف شيكل.
ظاهرة عامة وخطيرة استخدام غمازات السيارات. الغمازات لا تستعمل بنسبة تفوق تسعين بالمئة من السائقين. بالتالي أنت لا تعرف وجهة السائق أمامك، ربما يفاجئك بدوران أو انعطاف إلى اليسار.
ظاهرة قيادة الأطفال للسيارات. والشبيبة تقود السيارات بمفردها "بدون مرافق بالغ" كما ينص القانون. وبشكل خاص بحي الطيرة. سياقة متهورة وإزعاج للمواطنين وأمنهم.
ركن السيارات بشكل عامودي على الرصيف "شارع ابن رشد" وإغلاق الشارع ليصبح بمسرب واحد. الشرطة لا تتعاطى مع شكوى المواطنين المستمرة ولا حياة لمن تنادي.
الالتفاف حول جزيرة ممنوع الالتفاف منها. خاصة بشوارع ضيقة وتعطيل حركة السير.
ما معنى أن أسمح لمواطن بركن سيارته الفاخرة على الرصيف بجانب البنك العربي – ميدان الأسود "المنارة"، وأقف كشرطي متكئ عليها ولا أحرر مخالفات بحقها.
ما معنى أن يقف رجال الشرطة لساعات يتحدثون بهواتفهم النقالة وفوضى السير حولهم. والبلد حارة كل مين إيدو له؟
خدمة الاتصال والشكاوي. هل أنتم متأكدون من فعاليتها وتجاوبها مع المواطنين؟؟ أم أنها لذر الرماد بالعيون؟؟
أخجل أن أشير إلى ممارسات الكثير من السائقين أصحاب السيارات ذات اللوحات الصفراء. فهم يشكلون شريحة كبيرة غير ملتزمة بالقوانين داخل المناطق الفلسطينية السيادة من نسيج مجتمعي أكبر. تضر بسمعتها وحضورها بالوطن. للأسف أن الشرطة عاجزة عن اتخاذ إجراءات بحق المخالفين منهم وهذا يشجع الظاهرة.
هل إنشاء شرطة بلدية يخفف من هذه الظواهر السلبية؟؟
وماذا بعد؟ كمواطنة أتمنى وأحلم أن أعيش في بلد حر وكريم تسود فيه القوانين والأمن والعدالة. فهل على الحلم جمرك؟؟