الحدث
اعتبرت صحيفة “ذا جويش ديلي فورورد” الإسرائيلية، بأن تويتر بات يشكل أسوأ عدو جديد من أعداء الكيان الصهيوني، وبأن الحرب الحالية على غزة أثبتت أهمية وسيلة التواصل الاجتماعي هذه في تغيير موازين القوى على صعيد الرأي العام العالمي، بسبب نقلها الأخبار والتجارب الشخصية للصحفيين والناس من مكان الحدث، وبسرعة، وبدرجة كبيرة من العاطفية.
وقالت الصحيفة بأنّه، وبعد وقت قصير من بدء إسرائيل الغزو البري على قطاع غزة، آن بارنارد، مراسلة صحيفة نيويورك تايمز التي غطت الحروب لأكثر من عقد، وقفت في غرفة الطوارئ في مستشفى الشفاء في مدينة غزة وشاهدت طفلة عمرها 9 سنوات تموت.
الفتاة وحدها، من دون عائلة، ومن دون اسم. وعندما قال الطبيب بأنها ماتت، بارنارد ومراسل آخر بدآ بالبكاء، وقاما بالتغريد على تويتر، معبرين عن الحزن لما رأياه للتو.
واعتبرت الصحيفة بأن حروب إسرائيل تخاض دائمًا على جبهتين؛ واحدة فعلية على أرض الواقع، وأخرى مع الرأي العام العالمي. الجزء الصعب هو أن الانتصار على أي من الجبهتين يعني في كثير من الأحيان خسارة الجبهة الأخرى، وفقًا للصحيفة، والتي اعتبرت أن تويتر غيّر كل قواعد العمل الصحفي وطرق نقل القصة الإخبارية.
وما هو أكيد الآن، وفقًا للصحيفة، هو أن تويتر أصبح لعبة كبيرة في جبهة الرأي العام، وهدم الكثير من المسافة التي تسمح ببناء حذر للقصص التي ترضخ لروايات كلا الجانبين. التويتس تصل الأن إلى عدد أكبر من الناس من قبل. حيث إن تويتر لديه الآن 100 مليون مستخدم، أكثر مما كان لديه خلال عملية غزة الأخيرة، في عام 2012.
وقد وفرت هذه الحرب مئات من الأمثلة على استجابة الصحفيين في الوقت الحقيقي، مثلما فعلت بارنارد. عندما قصفت إسرائيل شاطئ غزة وقتلت أربعة أولاد صغار، أصبح الصحفيون الغربيون الذين كانوا يقيمون في فندق قريب شهودًا عليها. تايلر هيكس، المصور الحائز على جائزة بوليتزر لصحيفة نيويورك تايمز، قام بالتغريد، معربًا عن شكه بما إذا كانت إسرائيل قد ظنت بأن الأطفال من مقاتلي حماس.
كان هذا هو المثال الأكثر شهرة فقط. كل يوم آخر جلب تويتات مثل هذا التويت، والتالي هو من كيم سينغوبتا، مراسل صحيفة الإندبندنت البريطانية، ويقول فيه: “قابلت رجلًا في الشجاعية منذ يومين وكان مصرًّا على أن لا يغادر بيته المصاب. رأيت البيت اليوم، وكان مهدمًا بالكامل”.
وهذا من صوفيا جونز من هافينغتون بوست، وتقول فيه: “هذا الصباح في مشفى الشفاء، حيث تم نقل أعداد من سكان الشجاعية الخائفين، الناس كانوا يطلبون مني ومن زملائي المساعدة”.
وبعد هذا، كان هناك التويت الشهير لمراسلة السي إن إن، والذي وصفت فيه الجنود الإسرائيليين بـ “القذارة”، ثم قامت بحذفه على الفور. وكانت هناك أيضًا مجلة نيوزويك الأمريكية، التي اتهمت في إحدى قصصها الإخبارية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو بشراء التويتات من أجل الترويج لحربه على غزة.