الحدث الإسرائيلي
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططا لسيناريو مواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة لعدة سنوات قادمة حتى لو أجريت صفقة تبادل للأسرى.
وأشارت إلى أنه من غير المتوقع أن تؤدي نهاية الحرب مع لبنان، إلى إعادة غزة إلى ساحة قتال رئيسية، وسيبقى الحال كما هو عليه الآن؛ عمليات عسكرية في مناطق معينة.
وأشارت إلى أن ثلاث فرق من جيش الاحتلال ستعمل في قطاع غزة، أكبرها "فرقة غزة"، وهناك تفاهم ضمني فيما بينها بأنه يمكن الاستيلاء على أراض من غزة لأغراض عسكرية، وفق زعم الصحيفة.
وأوضحت أن جيش الاحتلال عمد على تسوية مئات المباني الفلسطينية بالأرض في المنطقة الفاصلة مع محور فيلادلفيا وصولا إلى عرض 2-3 كيلومترات، وهو ما يعني تقليص خطر القناصة والصواريخ المضادة للدروع.
وبحسب يديعوت، في محور نتساريم، يتمركز مئات من جنود الاحتياط منذ أشهر عديدة، وفي فرقة غزة يقتربون من استكمال المنطقة العازلة، بمتوسط عرض 2 كيلومتر على الجانب الفلسطيني، مع استمرار أعمال البحث عن أنفاق لحركة حماس.
وفق الصحيفة، المعارضة الأميركية منذ عام مضى لهدم آلاف المباني والمنشآت لصالح المنطقة العازلة، وهو المشروع الرئيسي لفرقة غزة، تبدو اليوم "ذكرى معارضة أمريكية"، فالحدود على قطاع غزة لم تعد مألوفة لمن يعرفها بسبب عمليات هدم المنازل، حي "أبراج الضباط" في بيت حانون، على سبيل المثال، الذي كان مرئيا بوضوح من سديروت، تم محوه، وسويت بالأرض آلاف المباني الأخرى في الشجاعية أو في خزاعة.
وعلمت يديعوت أن مشروع المنطقة العازلة "أُنجز" بنسبة تصل إلى نحو 95% من إنجازه، ويبلغ متوسط امتداده باتجاه غزة من كيلومتر إلى كيلومترين حيث لم تعد هناك منازل وبساتين وحقول وأشجار ودفيئات زراعية، ويتم إطلاق النار على كل من يدخل إلى هناك.
وتابعت الصحيفة موضحةً أن فرقة غزة في جيش الاحتلال تقود عملية هندسية أخرى، وهي تحديد وتدمير الأنفاق التي تقترب من الحدود، وتبين أنه لا يزال هناك بعض الأنفاق التي لم يتمكن جيش الاحتلال من تحديد موقعها، بسبب كثرة فروع مترو الأنفاق القريبة أيضاً من الحدود، ومن المثير للاستغراب أن حماس لم تستخدم هذه الأنفاق في 7 أكتوبر.
بالإضافة إلى ذلك، أكملت فرقة غزة نشر نظام متطور للتجميع والتصوير والرصد لضمان الكشف في المنطقة العازلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال أن مهام جيش الاحتلال في "نتساريم" تتمثل في منع سكان غزة من العودة من جنوب القطاع إلى الشمال، وتهجير 300 ألف من أصل نحو مليون كانوا في شمال القطاع قبل الحرب على إلى الجنوب.
وقال مصادر في جيش الاحتلال لـ يديعوت: "اليوم لا توجد تقريبا معابر في نتساريم، ولا حتى معابر إنسانية وطبية كما في الماضي. نحن نبني المزيد من القواعد الأمامية، ومعها نزيد الضغط على حماس، التي هي في الواقع محاصرة من كل الاتجاهات بالأقسام الثلاثة."
ولفتت الصحيفة إلى أن آخر حدث عملياتي مهم في منطقة "نتساريم" كان قبل أسبوع تقريبًا خلال اقتحام ليلي بين حيي الزيتون والشيخ عجلين في مدينة غزة، حيث خرج مقاوم من نفق وأطلق صاروخ آر بي جي على سائق جرافة تابعة للجيش، مما أدى إلى إصابة جندي بجروح خطيرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها بأن حماس تحاول إعادة بناء قوتها في قسم من مدينة غزة من خلال تجنيد مقاومين جدد، وحتى من خلال محاولة إنتاج طائرات بدون طيار يمكنها حمل قنبلة يدوية، ولدى قوات حماس في مدينة غزة قادة، وحتى لواء لم يتم القضاء عليه بعد.
وادعت الصحيفة أنه في النصيرات، الوضع مختلف، حيث هناك قوات لحماس لم تتضرر كثيرا، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يدخل لهناك هناك بعد خوفا من وجود أسرى إسرائيليين، مع الإشارة إلى أن النصيرات تلتصق بكثافة بدير البلح والمواصي المجاورة لها.
وصرح رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي مؤخرا أن الفرقة النظامية للقيادة الجنوبية 162، ستبقى في القطاع العام المقبل على الأقل، ولن تنتقل ألويتها إلى الشمال. واليوم هي الفرقة الوحيدة التي تنفذ هجومًا كاملاً في القطاع، بما في ذلك في جباليا.
وعن معركة جباليا، ختمت الصحيفة بأن حماس، التي لا تستسلم وتنجح أحيانا في تعقب القوات، قتلت حتى الآن نحو 30 جنديا خلال العملية العسكرية المستمرة منذ سبتمبر الماضي، أي بمعدل جندي واحد كل يومين، بما في ذلك قائد اللواء 401 في جيش الاحتلال.