الحدث الفلسطيني
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة
تستقبل فلسطين عيد الميلاد المجيد للعام الثاني على التوالي، والحرب تلقي بأثقل ما لديها من قتل ووجع وقهر وجوع، على أطفالنا واهلنا أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة، أكثر من 420 يوما من الإبادة الجماعية ارتقى فيها أكثر من 44 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح و10 الاف مفقود، وأكثر من مليوني نازح. وها نحن منذ أكثر من 76 عاما نواجه كيانا محتلا وغاصبا لأرضنا، ولكن عدالة قضيتنا تقودنا في مسيرتنا نحو فلسطين حرة وقدسنا عاصمة لدولتنا.
أبناء شعبنا، تتوجه بلدية رام الله ومجلس كنائس مدينة رام الله في رسالتهم السنوية بمناسبة عيد الميلاد المجيد بالتأكيد على صمودنا أمام التحديات والصعاب، فالمسيح له المجد لم يأت بطريق مفروش بالورود، بلا انه ولد لنا مخلص في الوقت الذي أعلن فيه هيردوس قتل جميع الأطفال خشية من الخلاص الجديد، ونحن على درب المسيح سائرون.
وفي هذا السياق تعلن بلدية رام الله ومجلس كنائس المدينة واحتراما للدماء الطاهرة التي سالت على ارض الوطن، وتنديدا بالعدوان على غزة اقتصار احتفالات الأعياد بالخدمة الكنسية والصلوات والدعاء لأهلنا في غزة، ولأرواح شهدائنا، ولشفاء الجرحى، ولتخفيف ويلات الحرب على أبناء شعبنا، ونطالب المجتمع الدولي حكومات وشعوب العالم بالوقوف الى جانب الإنسانية، فلا معنى لاحتفالاتكم بالأعياد بينما ارض الميلاد تنزف دما وقهرا منذ أكثر من عام.
أما نحن سنعيش معنى الميلاد في بيوتنا وكنائسنا بوضع مغارة الميلاد والطفل يسوع ويحيطه أطفالنا بعيون يملؤها الحب والتضرع والدعاء من أجل السلام والحرية، فهذه الأيام المليئة بالطقوس الدينية باتت تعكس قوة الإيمان والصبر في مواجهة الصعاب وتعبّر عن الأمل بميلاد جديد ينهي الألم ويعيد البهجة إلى القلوب. وبينما تغيب الأنوار والشجرة والزينة، تظل قلوب الناس مشتعلة بالأمل والايمان في أن تحمل الأيام القادمة بشائر الفرح والسلام.