الحدث: محمد مصطفى
رغم الحصار وصعوبة الأوضاع في قطاع غزة، إلا أن سكانه انتظروا شهر رمضان منذ مدة طويلة، واستعدوا لاستقباله، ومع غرته مارسوا طقوساً متنوعة، أضافت بهجة على أيامه ولياليه.
فالشهر الفضيل تزامن هذا العام مع حالة من الهدوء الأمني والميداني، سارع الغزيون باستغلالها، في التزاور والتسوق، وعقد اللمات الرمضانية، بعد أن كان العدوان الأخير، في العام الماضي، الذي تزامن مع الشهر الفضيل حرمهم منها.
اللمات الرمضانية
وحرصت معظم العائلات على عقد "اللمات الرمضانية"، خاصة بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، وهي عادة فلسطينية قديمة توارثتها الأجيال، وتضم أفراد العائلة، وربما بعض الأقرباء والأصدقاء، ويتناول الجلساء خلالها الحلوى الرمضانية، ويحتسون القهوة السادة.
المواطن زهير عبد الحميد، أكد أن اللمة الرمضانية من أهم طقوس الشهر الفضيل، وتحلو أكثر في فصل الصيف، فالعائلة تجتمع يومياً بعد صلاة التراويح في غرفة فسيحة، ويتم تبادل أطراف الحديث، وتناول القطايف والكنافة، وأنواع أخرى من الحلوى، وشرب القهوة السادة والشاي.
وأشار عبد الحميد، إلى أن شهر رمضان هو أفضل فرصة للالتقاء وإعادة اللحمة الاجتماعية، التي غيبتها انشغالات الحياة، لذلك فهو يحرص في كل شهر فضيل على إقامة الولائم، واستضافة شقيقاته المتزوجات وعائلاتهن، وبعد الإفطار وأداء صلاتي العشاء والتراويح تحلو اللمات والسهر، لاسيما وأن الفترة الحالية عطلة صيفية للمدارس، والطقس الحار يساعد على السهر.
التسوق المسائي
أما التسوق المسائي في الأسواق الشعبية الرمضانية، التي تقام في كل قرية ومدينة في القطاع، فبدا عادة يمارسها المواطنون يومياً، حتى وإن لم يكونوا بحاجة لشراء السلع.
فقبيل الإفطار بساعتين، تبدأ تلك الأسواق تعج بالمتسوقين، ويرتادها مواطنون من كل حدب وصب، بينما تعرض السلع والبضائع الرمضانية في كل جانب، وتغص بسطاتها بالسلع المتنوعة.
المواطن صالح نصر، أكد أنه اعتاد منذ سنوات طويلة على التسوق المسائي طوال شهر رمضان، فهو لا يشعر ببهجة الشهر الفضيل من غير زيارة هذه السوق.
وبين نصر أن السوق المذكورة تغص بالسلع الرمضانية، بينما يستمتع قاصدوها بمشهد السلع، ويشمون فيها رائحة القطايف والمخلات، ويستمتعون بمشاهدة بما لذ وطاب من أكلات.
وأشار إلى أنه يشتري أحيانا بعض المقبلات، وأحيانا أخرى حزمة من الجرجير، أو فاكهة، دون أن يغفل شراء القطايف والكنافة من تلك السوق.
تبادل التهاني
وبات تبادل التهاني خاصة من خلال الاتصالات الهاتفية أو الرسائل القصيرة "SMS"، من أهم الطقوس الرمضانية، التي اعتاد عليها المواطنون منذ سنوات.
وأوضح المواطن كامل عبد ربه، أنه استقبل الشهر الفضيل بعشرات الرسائل القصيرة والاتصالات، التي انهالت على هاتفه النقال، للتهنئة بالشهر الفضيل، وهو كذلك قام بالرد عليها.
وأوضح عبد ربه، أن هذه العادة الجميلة تضيف بهجة على شهر رمضان، كما أنها تزيد وتقوي أواصر الترابط بين الأصدقاء والأقارب.
وكانت الكثير من الطقوس والعادات الرمضانية القديمة اندثرت وانتهت، وفي مقدمتها المسحراتي، الذي كان يدور في شوارع وأزقة المخيمات والأحياء لإيقاظ المواطنين وقت السحور، وكذلك الابتهالات الدينية التي كان يعقدها مشايخ، يرددون خلالها أناشيد وتواشيح دينية، تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان، إضافة إلى انتهاء الولائم العامة، والتي كانت تعقد في المساجد وفي الشوارع، ويقدم خلالها أهل الخير طعام مجاني للفقراء والمحتاجين.
بينما طغت عادات جديدة، أبرزها الجلوس أمام التلفاز لساعات طويلة، لمشاهدة ما يعرض على قنواته من مسلسلات مصرية وسورية وخليجية، واصطحاب العائلة للإفطار على شاطئ البحر أو في منطقة خالية، فراراً من الحر وانقطاع الكهرباء.