الثلاثاء  24 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تفاصيل مثيرة حول تضليل الموساد لحزب الله بأجهزة "بيجر"

2024-12-23 09:48:35 AM
تفاصيل مثيرة حول تضليل الموساد لحزب الله بأجهزة
عملاء سابقون لدى الموساد يكشفون حقيقة تفجير البيجر

الحدث الإسرائيلي 

قبل عشر سنوات، بدأ جهاز الموساد عملية سرية كان هدفها إلحاق الأذى المباشر بأعضاء حزب الله، وليس قتلهم. العملية، التي تضمنت تفجيرات في مراكز أساسية، مثل المقر الذي كان يستخدمه الشهيد القائد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، لم تكن تهدف إلى القضاء على الأفراد بل إلى إصابتهم بشدة.

في برنامج التحقيقات الشهير "60 دقيقة" على شبكة CBS الأمريكية، كشف عملاء موساد سابقون عن تفاصيل العملية المعقدة في مقابلة تم بثها في ليلة الأحد إلى الاثنين. أثناء المقابلة، عرضت المراسلة ليسلي ستال ما يُزعم أنه أحد أجهزة البيبر الذي أعده الموساد.

وحدث اللقاء مع عملاء الموساد وهم يرتدون أقنعة، مع تغيير أصواتهم، حيث تحدثوا عن تفاصيل العملية التي بدأت قبل عشر سنوات. البداية كانت من خلال بيع أجهزة الاتصال اللاسلكية (الوكيتوكي) ثم البيجر، وقد تم تجهيزها جميعًا بمتفجرات.

قبل عشر سنوات، بدأ الموساد عمليته باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي، على أمل أن يحملها أعضاء حزب الله قريبًا من صدورهم، بالقرب من القلب. أحد العملاء، الذي عُرف بالاسم المستعار "ميخائيل"، أكد أن حزب الله اشترى 16 ألف جهاز تم إنتاجه بواسطة الموساد "بسعر جيد".

وأضاف: "نحن نخلق عالمًا مزيّفًا، نحن شركة إنتاج عالمية، نكتب السيناريو، نحن المخرجون، المنتجون، الممثلون الرئيسيون والعالم هو المسرح الخاص بنا".

وأشار إلى أن "سعر الأجهزة كان لا بد أن يكون مرتفعًا قليلاً حتى لا يثير شكوك حزب الله". كما أن الموساد كان عليه إخفاء تورطه في عملية البيع لضمان عدم ربط الأجهزة بإسرائيل، مما دفعهم إلى إنشاء شركات وهمية للتسلل إلى سلسلة التوريد. ومع تراجع استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي، بدأت العملية بتوزيع نوع جديد من الأجهزة، البيجر، حيث اكتشف الموساد أن حزب الله اشترى أجهزة بيجر من شركة تايوانية تُدعى "غولد أبولو"، التي لم تكن تعلم بوجود المتفجرات في الأجهزة.

وقال العميل الثاني، الذي عُرف بالاسم المستعار "غابرييل"، إنه عندما عرض البيجر المعدل على رئيس الموساد، دادي برنيع، لم يعجبه لأنه كان ضخمًا وغير مريح، لكنه في النهاية اقتنع بأن الجهاز سيباع بهذه المواصفات. تم التعاقد مع مديرة التسويق لشركة "غولد أبولو" لتقديم ترقية للأجهزة القديمة لحزب الله.

وأوضح العملاء أن "كل شيء كان تحت سيطرتنا من وراء الكواليس، وكل شيء كان طبيعيًا بالنسبة لهم"، مضيفين أن الإعلانات التي تم إعدادها على يوتيوب كانت مزيفة لعرض الجهاز في أوضاع مميزة مثل تحت الماء وفي الأتربة. بحلول سبتمبر 2024، اشترى حزب الله نحو 5,000 جهاز بيجر. وأكد العملاء أن "الموساد يمتلك طرقًا عديدة لإنشاء شركات وهمية لا يمكن ربطها بإسرائيل"، وأن الأجهزة تم ترويجها كمنتجات ممتازة مقاومة للماء وتتمتع بخصائص جديدة.

وأشار "غابرييل" إلى أن الموساد أجرى تجارب باستخدام دمى مزودة بقفازات لقياس تأثير المتفجرات، للتأكد من أن الأضرار ستقتصر فقط على الشخص الذي يحمل الجهاز دون أن تؤذي المحيطين به.

وأضاف أن الأجهزة كانت "غبية بطبيعتها"، أي أنه من الصعب تتبعها أو استخدامها لأغراض تجسسية. وفقًا للمصادر في شبكة CBS، تم اتخاذ القرار بتنفيذ العملية في 17 سبتمبر من قبل رئيس الموساد برنيع، بعد ظهور مخاوف من أن حزب الله قد يكتشف الأجهزة. وبحسب المصادر، أسفرت التفجيرات عن مقتل حوالي 30 شخصًا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 3,000 آخرين. بعد يومين من التفجيرات، ألقى نصر الله خطابًا بدا "متحفظًا" بحسب وصف البرنامج، وكان له تأثير قوي على مقاتليه، حيث بدا على وجهه الخسارة.

قال أحد العملاء: "عندما تنظر إلى عينيه، ترى أنه قد خسر الحرب". وأكد أن بعض أفراد حزب الله الذين كانوا بالقرب من نصر الله في المقر كانوا يحملون البيجر عندما انفجرت الأجهزة.

عندما سُئل العملاء عما إذا كانت العملية قد حققت هدفها، أوضح "غابرييل" أن الهدف لم يكن القتل، بل إصابة أفراد حزب الله بحيث يصبحون "دليلًا حيًا على تفوقنا في الشرق الأوسط". وقال: "الناس في لبنان كانوا يخافون من تشغيل أجهزة التكييف بعد الانفجارات، خشية أن تنفجر". وأضاف "ميخائيل" أن العملية أثرت بشكل كبير على معنويات حزب الله، وأعرب عن أمله في أن تؤثر على حماس وتساهم في تحرير الأسرى في غزة.

وأكد أن حزب الله أصبح معزولًا الآن، متمنيًا أن تكون هذه العملية بمثابة رسالة واضحة لجميع أعداء إسرائيل.

ورغم أن إسرائيل لم تعترف رسميًا بالعملية، فقد وصفها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنها واحدة من أكبر العمليات في التاريخ الحديث، وأشارت التقارير إلى أن الموساد حقق إنجازًا يعادل إنجاز جيش كامل، من خلال "الضغط على زر واحد" ليتم تعطيل خمس القوات القتالية لحزب الله، وهو ما مثل تحولًا حاسمًا في الحرب في الشمال.