الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في غزة: صفحات الطبخ على مواقع التواصل فن يصل إلى حد الهوس

2015-06-20 12:21:07 PM
في غزة: صفحات الطبخ على مواقع التواصل فن يصل إلى حد الهوس
صورة ارشيفية
 الحدث: محمد مصطفى

وجدت مئات السيدات في شبكات التواصل الاجتماعي، ساحات لإبراز فنونهن في الطبخ، وعرض الأكلات والحلوى المتنوعة بقوالب وأشكال تثير الانتباه، لدرجة أن بعض الصفحات أو المجموعات بدت وكأنها مطاعم أو مطابخ الكترونية.
 
وفي بعض الأحيان تجاوز عرض المأكولات حد إبراز مواهب السيدات، ووصلت إلى ما يشبه الهوس، بحيث تعمدت بعض النساء إلى تصوير كل طبق يقمن بإعداده قبل تقديمه للعائلة، ونشره على صفحات المواقع والشبكات، بل فإن أخريات يقمن بإعداد أطباق خصيصا لتصويرها لا من أجل أكلها.
 
أمر جيد ولكن!
 
وتقول المواطنة هبة الشريف، إنها من المتابعين لهذا الأمر، وتنشر صور لبعض المأكولات التي تعدها على صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكثيراً ما تتشاور مع صديقاتها، وتتعلم فنون طبخ جديدة.
 
وبينت الشريف أن الأمر جيد، كونه يسهم في تناقل الخبرات ما بين السيدات، ويزيد من مهاراتهن في الطبخ، وهذا بالتأكيد ينعكس إيجاباً على كل أفراد الأسرة، بتقديم وجبات مذاقها مميز.
 
وأوضحت الشريف أن الأمر لا يخلو من بعض العيوب، خاصة إذا ما تجاوز نشر صور المأكولات حدود المعقول، فمواقع التواصل الاجتماعي ليست مطاعم، أو مطابخ، ويجب عدم المبالغة في عرض صور الطعام.
 
وبينت الشريف أن هناك بعض المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي من الفقراء، قد يشاهدوان صور الطعام ولا يستطيعون توفيره، وهذا يتسبب في إيذائهم نفسياً، ناهيك عن أن صور الطعام تنشر أحيانا في أوقات غير مناسبة، فمثلا في بعض الأحيان يركز النشطاء منشوراتهم وصورهم لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام مثل الشيخ خضر عدنان، ونفاجأ بعرض صور طعام.
 
ظاهرة سلبية
 
 أما الفتاة ولاء فروانة، فأشارت إلى أنها من أكثر المعارضين لنشر صور الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا من وجهة نظرها يحمل نوع من التباهي من قبل بعض النساء، ووصل الأمر لحد الهوس، فبعضهن باتت تعد وجبات من أجل تصويرها فقط، وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وأكدت أن بعض النساء تبدي اهتماما بعرض صور الطعام على تلك المواقع أكثر من اهتمامها ببيتها وأسرتها، ويبالغن بتزيين الأطباق بصورة ملفتة، تثير شهية الفقراء، مقسمة أنها سمعت في أحد الأيام طالبة فقيرة تدعو على إحدى السيدات لعرضها صور طعام كانت تشتهيه ولم تستطع توفيره.
 
وأكدت فروانة أن هناك بعض البرامج والتطبيقات الحديثة، تتيح لمشتركيها إقامة مجموعات مغلقة مثل "واتس أب"، من الممكن أن تشترك فيها مجموعة من الصديقات أو القريبات، ويعرضن من خلالها ما يحببن من مأكولات، من دون فرضها على صفحات عامة مثل فيس بوك.
 
حرية يجب أن تضبط
 
أما منى وادي، فرأت أن مواقع التواصل الاجتماعي هي متنفس للتعبير عما يجول في داخلنا، وقصة الطعام تأتي في إطار التعبير عن مكنونات واهتمامات ذات أهمية، لمشاركتها مع من نحب من الأصدقاء ..فما المشكلة من ذلك؟، معتبرة أن نشر صور الطعام يأتي ضمن الإطار الاعتيادي، وهو أمر موجود في غزة وكل العالم.
 
 ورغم ذلك، رأت وادي أن الأمر يجب أن لا يخرج عن حدود المعقول، ويتحول إلى ظاهرة، فمن باب أولى علينا أن نستغل هذا العالم الافتراضي الجميل لعرض انجازات ذات أهمية، ورسالة سامية يرتقي بها المجتمع، بدلاً من المبالغة في استعراض الطعام بالشكل الذي يعطي صورة سلبية عن ناشرها، خاصة إذا كانت من باب المباهاة واستعراض الامكانات المادية للأسرة .