الحدث العربي الدولي
عين الزعيم الجديد لسوريا، أبو محمد الجولاني، العشرات من المقاتلين السابقين في مناصب رفيعة في الجيش السوري. وفقًا للتقارير، فإن من بين هؤلاء المقاتلين يوجد على الأقل ستة أجانب من مصر، تركيا، الأردن، ألبانيا، بالإضافة إلى اثنين من الأويغور. وقد شمل التعيين العديد من أعضاء تنظيم الجولاني، هيئة تحرير الشام. وقال مصدر في الهيئة لوكالة "رويترز" إن هذه التعيينات تُعد "علامة صغيرة على الاعتراف بتضحيات الإسلاميين في نضالهم من أجل التحرر من قمع النظام".
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، كان الجولاني وأفراد النظام الجديد لا يزالون أعضاء في جماعات معارضة، تكافح للإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد. اليوم، أصبح الجولاني ومقربوه مسؤولين عن تعيين ضباط في الجيش الذي كانوا يقاتلون ضده، إضافة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية. في الأسبوع الماضي، أعلنت القيادة السورية الجديدة عن اتفاق لتفكيك الجماعات المسلحة في البلاد ودمجها في وزارة الدفاع.
وفي مساء يوم الأحد، تم إصدار مرسوم يفيد بأن عشرات المقاتلين السابقين سيصبحون الآن ضباطًا رفيعي المستوى في الجيش السوري. من بين هؤلاء، حصل اثنان على رتبة لواء، بينما حصل خمسة آخرون على رتبة نائب لواء، وسيصبح حوالي 40 آخرين برتبة عقيد في الجيش.
وأشار المرسوم الذي تم نشره يوم الاثنين إلى أن هذه التعيينات تأتي في إطار الجهود الرامية إلى تطوير الجيش وتحويله إلى جيش حديث "من أجل تحقيق الأمن والاستقرار". من بين الجنرالات الجدد، يوجد مرهف أبو قسرة، رئيس الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، الذي تم تعيينه وزيرًا للدفاع في حكومة الانتقال.
العديد من التعيينات التي ظهرت في المرسوم كانت لأفراد بارزين في هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم المفاجئ الذي أطاح في بشار الأسد هذا الشهر، أو لأولئك الذين يُعتبرون مقربين من المنظمة. من بين هؤلاء، يوجد ضباط سابقون كانوا قد انشقوا عن الجيش في بداية الحرب وانضموا إلى صفوف المعارضة. تعيين "الجهاديين" في المناصب العليا في الجيش السوري قد يثير القلق لدى الحكومات في جميع أنحاء العالم، وكذلك لدى المواطنين السوريين الذين يتساءلون عن نوايا النظام الجديد. ومع ذلك، وعد الجولاني وأنصاره بعدم إقامة دولة إسلامية، مؤكدين أنهم سيتعاملون بتسامح مع الأقليات الدينية في سوريا.
خلال الحرب الأهلية، انضم الآلاف من المسلمين السنة الأجانب إلى جماعات المعارضة السورية، وكان بعضهم قد قاتلوا في صفوف هيئة تحرير الشام. كانت الهيئة في السابق ذراعًا لتنظيم القاعدة في سوريا، لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد استيلائها على الحكم في دمشق، سعى الجولاني وأتباعه إلى تقديم صورة أكثر اعتدالًا للمجتمع الدولي.
وفقًا لوكالة "رويترز"، أقال الجولاني عشرات من المقاتلين الأجانب من صفوف منظمته من أجل جعل الهيئة "سورية" و"أكثر اعتدالًا". في هذا السياق، بدأ النظام الجديد في سوريا بالإشارة إلى أن المقاتلين الأجانب وأسرهم قد يحصلون على الجنسية السورية ويبقون في البلاد، تقديرًا لدورهم في إسقاط الأسد.
في مقابلة مع قناة "العربية" قبل يومين، قال الجولاني إن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُدار "بعقلية التنظيمات والميليشيات". واعترف بأن المناصب الحكومية حتى الآن قد شُغلت من قبل أعضاء من تنظيمه أو من المقربين منه، ووعد بأنه في المستقبل سيشمل أيضًا عناصر أخرى في القيادة الجديدة.