ترجمة الحدث
نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة حول حملة "إسناد"، التي أطلقها عز الدين دويدار، وهو معارض مصري في المنفى يدعم مظلومية الشعب الفلسطيني. تستخدم الحملة، التي بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2023، تكتيكات الحرب النفسية وحيزها الأساسي مواقع التواصل الاجتماعي. في إطار الحملة، يتظاهر المتطوعون بأنهم إسرائيليون ويوزعون رسائل باللغة العبرية من أجل زيادة الضغط الشعبي في إسرائيل لإنهاء الحرب، مع التركيز على إطلاق سراح الرهائن وانتقاد القيادة الإسرائيلية. وفق الدراسة، يستغل زعيم الحملة الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وخاصة الخلافات السياسية المحيطة بإدارة الحرب، من أجل تقويض الشعور بالأمن وزيادة الضغط الشعبي على الحكومة. يتظاهر نشطاء الحملة بأنهم إسرائيليون يساريون ويستخدمون رسائل تهدف إلى الاندماج في الخطاب السياسي في إسرائيل. على الرغم من المحاولات الإسرائيلية لتقويض الحملة، إلا أنها لا زالت مستمرة بقوة. تؤكد الدراسة على البعد الرقمي والتكنولوجي لحملة "إسناد" والتي تستخدم على نطاق واسع الأدوات الرقمية مثل الشبكات الاجتماعية وأدوات تتبع البيانات والتحليلات وخدمات VPN التي تسمح لها بالعمل بفعالية.
بحسب الدراسة، في كانون الأول/ديسمبر 2023، وبعد شهرين من اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة، أطلق المعارض المصري المنفي عز الدين دويدار حملة شعبية تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني. تعتمد الحملة على أساليب حرب نفسية معقدة، وتهدف إلى زيادة الضغط الداخلي على إسرائيل لإنهاء الحرب. يقود دويدار الحملة مع فريق من عشرات الخبراء والمديرين، وتعتمد على آلاف العرب والمسلمين المتطوعين. يقوم هؤلاء المتطوعون بإدارة مئات الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتظاهرون بأنهم إسرائيليون، وينشرون رسائل يومية باللغة العبرية. تركز الرسائل على دعم اتفاقيات الإفراج عن الأسرى، وانتقاد الحكومة الإسرائيلية، وبث الخوف واليأس بين الإسرائيليين. يعتمد القائمون على الحملة على "إغراق الخطاب" لتحقيق التأثير، حيث يتم إعادة نشر الرسائل بشكل مكثف عبر حسابات إسرائيلية بارزة. حتى الآن، تم صياغة آلاف الرسائل، بما في ذلك النصوص والرسوم التوضيحية ومقاطع الفيديو، التي حظيت بعشرات الملايين من المشاهدات. ورغم كشف الحملة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ومحاولات الجهات الإسرائيلية التصدي لها، إلا أنها لا تزال تتمتع بمرونة تؤكد الحاجة إلى تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة تأثيرات النفوذ الأجنبي.
يعد الناشط السياسي المصري عز الدين دويدار، المقيم حالياً في تركيا، من أبرز الشخصيات التي تعمل على تحريك الرأي العام العربي. يتخذ دويدار كل قرار يتعلق بحملة "إسناد" التي يقودها بنفسه، حيث يحترم النشطاء هذه القرارات، وهو يمثل الحملة في مقابلات إعلامية باللغة العربية. تتميز الحملة بدمج رؤى إسلامية مع استراتيجيات معاصرة، مع التركيز على تعبئة الشباب. وقد أظهرت مراجعة لتاريخ دويدار أنه دائمًا ما كان يدمج السياسة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشاطاته. ولد دويدار في عام 1980، وهو يعارض بشدة الأنظمة العربية. يعتقد أن التغيير يجب أن يأتي عبر انتفاضة شعبية، وهو يرى أن الفن وسيلة مهمة لتشكيل الرأي العام وتعزيز التغيير الاجتماعي، مما دفعه لصناعة الأفلام. في بداية العقد الماضي، كان مرتبطًا بحركة الإخوان المسلمين في مصر، وفي عام 2013، صنع فيلمًا يحاكي روح الحركة، تم حظره من قبل الرقابة المصرية رغم حكم الرئيس محمد مرسي الذي كان ينتمي للإخوان.
على مدار أكثر من عقد من الزمان، كان دويدار نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في فترة ما بعد الإطاحة بالرئيس مرسي في انقلاب 2013. من خلال صفحته على فيسبوك، التي تابعه فيها 155,000 شخص، كان يشجع على الاحتجاجات وينظمها. استخدم تقنيات حديثة مثل الطائرات بدون طيار لتوثيق احتجاجات ضد الانقلاب العسكري، ساعيًا لكسر التعتيم الإعلامي الذي فرضه القادة العسكريون في مصر. وبعد الانقلاب، تم نفيه إلى السودان ثم ترحيله إلى تركيا، حيث استمر في نشاطه السياسي والاجتماعي. في السنوات الأخيرة، وجه دويدار انتقادات لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين بسبب الفساد داخلها، وأعلن عن انسحابه من الحركة. ومع ذلك، لا يزال متمسكًا بالأيديولوجية الإسلامية ويستمر في العمل من أجل التأثير في الرأي العام العربي والإسلامي.
في سياق موقفه من إسرائيل، يرى أن وجودها غير طبيعي في المنطقة، ويدعو إلى محاربتها حتى تزول. يعتقد أن اليهود المقيمين في إسرائيل ليسوا جزءًا منها، بل ينتمون إلى بلدانهم الأصلية، ويجب استخدام الحرب النفسية والجسدية لدفعهم إلى مغادرتها. يمثل عز الدين دويدار مثالًا على الناشط السياسي الذي يتنقل بين الأيديولوجيا والممارسة السياسية الحديثة، متحديًا الأنظمة القائمة، ويواصل الدعوة لتغيير اجتماعي واسع عبر مختلف الوسائل الإعلامية والتقنية.
انطلقت حملة "إسناد" مع بداية حرب الإبادة، وكان هدفها المعلن هو إنهاء الحرب. وتهدف الحملة إلى التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، لا سيما على المعارضة الإسرائيلية، من أجل الضغط لإنهاء الحرب. في مقابلة له في أبريل 2024، أوضح دويدار (أحد المشاركين الرئيسيين في الحملة) أن إسرائيل وحماس في حالة من عدم القدرة على الحسم العسكري، ولا يمكن لأي منهما قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي يراه الآخر مهزومًا. وبالتالي، يعتقد أن المتغير الوحيد الذي يمكن أن يغير المعادلة هو الرأي العام الإسرائيلي، وخاصة المعارضة وعائلات الأسرى. ورغم أن الحملة تركز على أهداف قصيرة المدى، إلا أن مؤسسها لديه طموحات أكبر، حيث يهدف إلى الاستمرار في الحملة حتى إسقاط إسرائيل، من خلال استغلال الانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي وتحفيز الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم على المشاركة. يشير رمز الحملة إلى محاولة محاصرة إسرائيل من جميع الاتجاهات عبر "المقاومة الرقمية" التي تهدف إلى دعم حركات المقاومة في نضالها ضد إسرائيل. يروج دويدار للحملة باعتبارها حركة شاملة تهدف إلى دعم الفلسطينيين بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الدينية.
تتمثل استراتيجية الحملة في إنشاء "سيل" من الرسائل التي تغمر المجتمع الإسرائيلي، حيث يعتقد دويدار أن تكرار الرسائل يمكن أن يؤثر في الوعي الجماعي. وبهدف تحقيق هذا، تم تجنيد آلاف المتطوعين لنشر الرسائل، بينما يتولى عدد محدود من المديرين صياغة المحتوى بما يتماشى مع التوجهات الحالية في المجتمع الإسرائيلي. تمثل قناة "تلغرام" الحملة "بوابة" نشر الرسائل، التي تجذب المتابعين والمساهمين عبر جمع التبرعات. اعتبارًا من أكتوبر 2024، وصل عدد متابعي القناة إلى حوالي 50,000، بينما يضم فريق إدارة الحملة حوالي 45 عضوًا. في بداية الحرب، أطلق دويدار حملة دولية باللغة الإنجليزية لزيادة الوعي بالوضع في غزة، لكن الحملة لم تحقق النجاح المتوقع. لذلك، تم إطلاق حملة "إسناد" في ديسمبر 2023، التي استهدفت الرأي العام الإسرائيلي بشكل مباشر من خلال حسابات تتظاهر بأنها إسرائيلية. وفي نهاية مارس 2024، أُطلقت "إسناد هجومي"، وهي مرحلة جديدة من الحملة تضمنت نشر رسائل معادية لإسرائيل باللغة العبرية.
النموذج التشغيلي لحملة "إسناد" يعتمد على هيكل تنظيمي بسيط ولكنه فعال. يتكون هذا الهيكل من مجموعة صغيرة من المدراء والخبراء الذين يشكلون "عقل النشاط"، بالإضافة إلى عدد كبير من النشطاء الذين يقومون بأنشطة يومية بسيطة على مستوى استثماري يمكن دمجه بسهولة في حياتهم اليومية. وفقًا للحملة، "كل ما هو مطلوب هو هاتف محمول وساعة من اليوم". لا يتطلب الأمر من النشطاء معرفة اللغة العبرية أو امتلاك خلفية تقنية، حيث يتولى الفريق المتخصص المهام المعقدة مثل دراسة المجتمع الإسرائيلي، المراقبة اليومية لما يحدث فيه، وصياغة المحتوى وتوزيعه، بالإضافة إلى التحرير الجرافيكي للرسوم التوضيحية ومقاطع الفيديو. يراقب المدراء ردود الفعل الإسرائيلية على الرسائل التي يتم نشرها، ويقومون بتعديل الأنشطة بناءً على هذه الردود.
دور المدراء الأساسي يتمثل في توجيه النشطاء، الإجابة على أسئلتهم، ومساعدتهم في استيعاب متطلبات الحملة. عملية الانضمام إلى الحملة تتم بشكل منظم: يتصل الوافدون الجدد مع مدير، يُطلب منهم إنشاء ملف تعريف إسرائيلي مزيف، ثم يخضعون لفترة تجريبية قصيرة تصل مدتها إلى يومين يتم خلالها تكليفهم بمهام بسيطة. بعد التحقق من أدائهم، يتم قبولهم في النشاط بشكل منتظم. يتم إرسال المحتوى اليومي المطلوب نشره للنشطاء عبر قنوات خاصة مثل مجموعات تيليجرام أو حسابات على منصة X. في البداية، كانت الحملة تعتمد على مجموعة تيليجرام مغلقة، ثم تم الانتقال إلى حساب X مخصص، وأخيرًا تم استخدام روبوت تيليجرام لتوزيع المحتوى. المدراء يحافظون على تواصل مستمر مع النشطاء، حيث يقوم مدير الحملة دويدار بإجراء محادثات دورية للإجابة على أسئلة النشطاء وتقديم دعم تحفيزي. قناة الحملة ومجموعاتها تنشر رسائل تحفيزية تؤكد على أهمية النشاط، كما يُتَاح للنشطاء تقديم اقتراحات، ويتم تنفيذ بعضها. ويتم تقديم التقارير الإعلامية المتعلقة بالحملة كدليل على تأثيرها على المجتمع الإسرائيلي.
فيما يتعلق بالمسائل القانونية، يطمئن المدراء المشاركين بأن الأنشطة لا تخالف القوانين المحلية أو قواعد المنصات. كما يشددون على أن استخدام الملفات الشخصية المزيفة يضمن عدم التعرف على النشطاء. بعد عمليات إزالة الحسابات المزيفة من قبل منصة X، يظهر بعض الإحباط بين النشطاء، إلا أن المدراء يشجعونهم على الاستمرار، مشيرين إلى أن هذه العمليات ليست مؤثرة على فاعلية الحملة. على الرغم من الانخفاض المؤقت في نشاط الحملة على X، تم تعزيز الأنشطة على منصات أخرى مثل Facebook و TikTok. العلاقة بين المدراء والنشطاء هي علاقة تفاعلية، حيث تستفيد الحملة من اقتراحات النشطاء وتفاعلهم في مجموعة Telegram، مما يعزز روح التعاون والمشاركة في حملة ذات هدف مشترك.
رغم أن قناة "إسناد" على تيليغرام قد جذبت حوالي 50,000 متابع، إلا أن الحملة التي تديرها تثير تساؤلات حول مدى المشاركة النشطة للأفراد. وفقًا لرئيس الحملة، دويدار، فإن 10% من المتابعين يشاركون في حملة انتحال الشخصيات الإسرائيلية على منصة X، لكن بعض المؤشرات تشير إلى أن هذه النسبة قد يكون مبالغ فيها. تظهر البيانات أن عدد الحسابات النشطة يتراوح بين 600 إلى 1,200 حساب في ذروة النشاط، مع تقديرات تشير إلى أن عدد المشاركين الفعليين قد يتراوح بين 500 إلى 1,000 ناشط. هذا العدد لا يشمل النشطاء على الشبكات الاجتماعية الأخرى. رغم ذلك، تشير أرقام المشاهدات إلى أن كل رسالة على قناة تيليغرام تحقق حوالي 7,000 مشاهدة، بينما تقتصر مشاركة الأعضاء في مجموعة تيليغرام الخاصة بالحملة على حوالي 5,000 عضو، منهم 2,000 يشاركون برسائل مكتوبة. عدد المشاركين في الأنشطة الأسبوعية يتراوح بين 100 و600 شخص، مع معدل دوران مرتفع بين الأعضاء. يتبين من متابعة نشاط المشاركين أن هناك تفاوتًا كبيرًا في مستوى التفاعل. فبعض النشطاء ينضمون للحملة لفترات قصيرة ثم يتوقفون، بينما يلتزم آخرون بشكل مستمر، حيث يصيغون رسائل متوافقة مع أهداف الحملة. هؤلاء النشطاء يتفاعلون بسرعة مع التغريدات من الشخصيات الإسرائيلية البارزة لتحقيق أقصى قدر من التأثير، وبعضهم استثمر ماليًا في حملته عبر شراء "إشارة زرقاء" لزيادة مصداقية حساباتهم.
تعد قضية الأسرى الإسرائيليين من أبرز محاور حملة "إسناد"، التي تواصل الضغط من أجل توقيع اتفاق للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن. وتؤكد الحملة باستمرار أن الاتفاق هو الحل الوحيد لإعادتهم، بينما يعرّض استمرار القتال حياتهم للخطر. يعتقد القائمون على الحملة أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من ضعف نفسي، ويستهدفون من خلال رسائلهم خلق مشاعر الخوف واليأس، مما يساهم في تقليل الثقة في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق النصر. كما تسعى الحملة إلى التأثير على الرأي العام الإسرائيلي لدفعه نحو دعم وقف الحرب، عبر التأكيد على التكلفة البشرية الباهظة وتقديم مقتل المقاتلين على أنه لا فائدة منه. استفادت حملة "إسناد" من المخاوف من التصعيد الإقليمي، محذرة من خطر الهجمات الصاروخية من حزب الله على المستوطنات الشمالية. كما تشير الحملة إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لن تتمكن من التصدي لحرب شاملة في الشمال.
تشير رسائل الحملة إلى ربطها بين قضايا متعددة، مثل انتقاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقضية الأسرى. وتصور الحملة نتنياهو على أنه المسؤول عن عدم الإفراج عنهم، بل وتتهمه في مراحل لاحقة بتفضيل مقتلهم على دفع ثمن باهظ في صفقة للإفراج عنهم. كما ربطت الحملة بين إخفاقات الجيش الإسرائيلي في مواجهة حماس وبين مصالح شخصية لنتنياهو وعائلته. في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أبريل 2024، نشرت الحملة رسائل تتهم نتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب من خلال اغتيال مسؤولين إيرانيين. وتُظهر هذه الرسائل القدرة على استهداف مجموعة متنوعة من الجمهور الإسرائيلي في وقت واحد، على الرغم من أن التركيز على عدة مواضيع قد يؤدي إلى ضعف التأثير. حملة "إسناد" تبذل جهوداً كبيرة للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي عبر التقليل من إنجازات الجيش، تعزيز مشاعر الخوف من تصعيد الحرب، والتشكيك في قدرة القيادة الإسرائيلية على إنهاء الصراع.
تتميز حملة "إسناد" عن الحملات السابقة في جوانب عدة؛ على عكس الحملات التي تديرها حكومات مثل إيران وروسيا والتي تشرف عليها وكالات استخبارات محترفة، تمثل "إسناد" مبادرة مستقلة أطلقها نشطاء ميدانيون. اعتمدت الحملة على العمل التطوعي غير المدفوع لمئات الأشخاص على مدار ثمانية أشهر، وهي المرة الأولى التي تُنفذ فيها حملة بهذا النطاق ضد إسرائيل باستخدام هذه الطريقة. تتمثل أبرز خصائص الحملة في مرونتها وقدرتها على التكيف، مما يمنحها مرونة أكبر في الاستجابة والتكيف مع ردود فعل الجمهور. فريق الإدارة الصغير يسمح لهم باتخاذ قرارات سريعة وفعّالة بعيداً عن البيروقراطية. في المقابل، تتبع الحملات التقليدية مثل تلك الروسية والإيرانية أساليب مختلفة. تعتمد روسيا على ضخ هائل من المحتوى على الإنترنت مع أقل قدر من الاستثمار، بينما تركز إيران على بناء هويات مزيفة بعناية لتصبح أصولاً رقمية تعمل على جمع المعلومات والتأثير على المواطنين الإسرائيليين. حملة "إسناد" تتبنى نهجاً وسطياً بين الكمية والجودة. حيث تُوزع حوالي 1000 ملف شخصي مزيف بعناية، مما يجعلها أكثر إقناعاً من الحملات الروسية، لكنها لا تصل إلى مستوى دقة الحملات الإيرانية التي تستخدم هويات مزيفة مع مرور الوقت. الملف الشخصي المزيف في "إسناد" يحاول تجنب الكشف بفضل التنظيم الدقيق للصور، السير الذاتية، وتوقيت النشاط.
تأثير حملة "إسناد" يزعج المستويات المختلفة في إسرائيل، ففي ظل تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية، أصبحت الشبكات الاجتماعية منصة مثالية لحملات التأثير، خاصة في سياق الحرب المستمرة والانقسام الداخلي في إسرائيل. يعتمد نجاح حملة "إسناد" على دراسة دقيقة للمجتمع الإسرائيلي وتحليل ردود الأفعال من خلال المشاركات المكثفة لآلاف النشطاء، مما سمح لها بتحقيق عشرات الملايين من المشاهدات خلال تسعة أشهر. ورغم محاولات منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية الحد من تأثير الحملة، استمرت "إسناد" في العمل وتكيفت مع جهود مكافحتها. ومع غياب جهة مركزية موحدة لمكافحة مثل هذه الحملات، يظهر قلق إسرائيلي من أن الجهود المتفرقة قد تضر أكثر مما تنفع. لذلك توصي الدراسة الصادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بإنشاء هيئة مركزية تتولى مسؤولية مراقبة ومكافحة عمليات النفوذ الأجنبي، على أن تنسق هذه الهيئة جهود مختلف الجهات مثل الأحزاب السياسية، منظمات المجتمع المدني، الشركات التكنولوجية، والبحث الإعلامي لضمان الاستجابة الفعالة لحملات التأثير.