الحدث- وكالات
قال الرئيس الأخير لنظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا ومن قام بتحويل النظام في الدولة الأفريقية إلى نظام ديمقراطي، فريدريك وليام دي كلارك في مقابلة أجرتها معه إذاعة إسرائيل إن المقارنة بين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وبين الفصل بين السود والبيض في جنوب أفريقيا مثيرة للاشمئزاز. وقال دي كلارك في المقابلة إنه يعارض المقاطعة على إسرائيل.
وبحسب أقواله فإن المقاطعة تؤدي للتطرف داخل المجتمع الذي يتعرض للمقاطعة وإلى إسكات الأصوات المعتدلة. ويعتقد دي كلارك أن المحادثات فقط هي قادرة على تغيير السياسة.
وكانت جنوب أفريقيا تحت نظام الأبرتهايد والفصل بين السود والبيض قد شهدت مقاطعة دولية كبيرة منذ العام 1980 وذلك من قبل شركات أمريكية وأوروبية. وشغل دي كلارك منصب الرئيس الأخير لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا جنبا إلى جنب مع نيسلون مانديلا الذي حل محله كرئيس للبلاد.
وقال دي كلارك في المقابلة: "في حالة جنوب أفريقيا، كانت تجربتنا أن العقوبات في بعض الأحيان ساهمت في تأخير الإصلاح وقد أثر ذلك أيضا على قيادات البيض في جنوب أفريقيا الذين تحكموا في كل السلطة وقاوموا العقوبات بشدة".
وأضاف دي كلارك: "في النهاية صبت العقوبات ضد الأشخاص الذين كان القصد منها مساعدتهم، أكثر بكثير مما تسببت بالضرر للبيض. عانى السود من إيجاد فرص عمل وكانوا بنفس القدر ضحايا للعقوبات".
وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق إنه فقط من خلال الحوار يمكن أن يأتي التغيير في السياسة وأضاف: "الحوار والتفاوض والتفاعل بين الدول الرائدة في العالم وجنوب أفريقيا ساهم في تحقيق نتيجة أفضل".
ورفض دي كلارك المقارنة بين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل وقال: "اعتقد أن المقارنات بغيضة وأنا لا أحب الحديث عن المقارنات. أفضل الحوار والتفاوض كوسيلة لحمل الحكومات على تغيير مواقفها".
وجاءت تصريحات كلارك في ظل حملة المقاطعة والدعوة لفرض العقوبات على إسرائيل، وفي أعقاب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وسياسيين آخرين حول حملة المقاطعة ضد إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر أصدر الاتحاد الوطني البريطاني للطلاب قرارًا بالانضمام إلى حركة مقاطعة إسرائيل ودعا الاتحاد الحكومة البريطانية إلى سحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وبعد أيام، قال الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفرنسية العملاقة أورانج إن شركته تريد قطع العلاقات مع إسرائيل. ونظرت إسرائيل إلى هذه الخطوة بأنها بمثابة دعوة لمقاطعة إسرائيل، فيما نفى مدير عام أورانج، ستيفان ريشار ذلك وقدم اعتذاره عما بدر منه، بعد زيارته لإسرائيل ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.