الجمعة  20 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

“أمّي.. لماذا نسيَ الجميع سورية حينما بدأتِ الحربُ على غزّة”؟

2014-07-27 01:21:20 PM
“أمّي.. لماذا نسيَ الجميع سورية حينما بدأتِ الحربُ على غزّة”؟
صورة ارشيفية
الحدث- صحيفة الغارديان
 
من البديهيّ أن تجد وكالات الأنباء والجماهير على حدّ سواء صعوبة في التعامل مع أكثر من أزمة دولية رئيسة في وقت واحد: فهناك الحرب في غزة، ثم إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية رقم MH17 على أوكرانيا. ولكن ماذا عن سوريا، حيث سُجّل أن أكثر من  1.700 شخص بها قد لقوا حتفهم في الأيام العشرة الماضية وحدها؟
 
كانت الانتفاضة ضدّ بشار الأسد هي القصة الأكبر والأطول فيما يعرف باسم “الربيع العربي”. لكن دفة الحرب بها قد تحولت في الآونة الأخيرة بسبب نجاحات الحكومة العسكرية، وحالة الفوضى بين المتمردين، وصعود جهادييّ داعش في كلٍّ من سوريا والعراق والانقسامات الدولية المستمرة التي تشلّ البلاد.
 
حصول الصحفيين على تأشيرات دخول إلى سوريا هو أمر شديد الصعوبة. وعمل التقارير من جانب المتمردين عبر تركيا هو أمر خطير للغاية. كما إنه من الأسهل بكثير الوصول إلى غزة المحاصرة، حيث تتواجد معظم وكالات الأنباء الدولية الآن. أضفْ إلى ذلك نقص الموارد المالية والبشرية.
 
كانت أحدث حصيلة للقتلى في سوريا قد أظهرت أن 700 شخص قد قُتلوا في يومين فقط في منطقة حمص، كما قُتل مئاتٌ آخرون في القتال ضدّ داعش حول حقول النفط في دير الزور. ولمن يريد أن يلعب لعبة الأرقام المروعة، فإن الأرقام الإجمالية لا تزال أقل من 800 حالة وفاة للفلسطينيين من سكّان غزة الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون نسمة.
 
ولكن أخبار الذبح في سوريا قد أصبحت روتينيّة خلال شهر قبل اندلاع الحرب على غزة. وأذكر هنا كلمات امرأة ليبية قالت: “سألتني ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات: “لماذا نسيَ الجميع سوريا عندما بدأت غزة”؟ 'فأجبتها آسفة: “لقد نسوا سوريا منذ زمن طويل”.
وتعد الأزمتان في الشرق الأوسط منفصلتين ومرتبطتين في نواح كثيرة. حيث تَعرض وسائل الإعلام الرسمي التي تسيطر عليها الدولة في سوريا الضرباتِ الجويّة والقصف من قبل “العدو الصهيوني”، وتبثّ صور الأطفال القتلى الفلسطينيين الذين تشبه مناظرهم الضحايا الذين قتلهم نظام الأسد، والذين لا تظهر صورهم على التلفزيون الحكومي، بل إنه في بعض الحالات نشرت صور للقتلى في حلب في وسائل الإعلام الاجتماعية كما لو كانوا من غزة.
 
 وقد أتاح الفصل الأخير من الحرب غير المتكافئة بين إسرائيل والفلسطينيين للأسد نفض الغبار عن ما سمي “محور المقاومة” الذي يضمّ سورية وحلفاءها المخلصين، إيران وحزب الله. يذكر أنّ حماس قد اضطرت لمغادرة مقرها في دمشق لأنّها لم تعارض الانتفاضة السورية، التي هي واحدة من أسباب ضعفها الحالي.
 
العداء السوري لجارتها الجنوبية هو حقيقي بما فيه الكفاية. حيث تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان وتضطهد الفلسطينيين (الذين كانوا يعيشون في سوريا أفضل مما كانوا عليه في أيّ بلد عربيّ آخر)، على الرغم من أن الأسد، مثل والده من قبله، قد استغل القضية الفلسطينية لأغراضه الخاصة، ويرى نديم شحادة من مركز أبحاث تشاتام هاوس “أن النظام السوري يستخدم ذلك النزاع لإضفاء الشرعية على نفسه”.
 
الإسرائيليون ومؤيدوهم يشكون من “الغضب الانتقائي”، وغالبًا ما يلمحون إلى دوافع معادية للسامية. وليس من الواضح، مع ذلك، كيف أنّ اهتمام وسائل الإعلام بسورية، من شأنه أن يساعد في حلّ القضية الفلسطينية، بينما يحتجّ النشطاء المناهضون للأسد على “الأممية الانتقائية” التي تعارض “العقاب الجماعي والقتل الجماعي للفلسطينيين والعرب، بينما تدعم أو تبرر عقابهم الجماعي والقتل الجماعي في دولة مجاورة”.
 
ولكنّ الصراع في البلدين لديه شيء واحد مهمّ مشترك: أنه منذ انهيار محادثات جنيف التي تدعمها الأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي، لم تكن هناك أيّ مفاوضات سلام حول مستقبل سوريا. الأمر نفسه ينطبق على فلسطين وإسرائيل منذ فشل جهود الوساطة التي قام بها جون كيري في إبريل/ نيسان الماضي.
 
الدرس المهمّ الذي يجب أن يفهمه المجتمع الدولي من المذابح في الشرق الأوسط، هو أن المشاكل