الحدث- محمد مصطفى
تعرضت العديد من المزارع المنزلية المخصصة لتربية طيور البط لخسائر واضحة، وسط تراجع ملحوظ في تربية هذا النوع من الطيور، بعد تأكيدات وزارة الزراعة في قطاع غزة، بخطورة البط، كونه ناقل لمرض "أنفلونزا الطيور".
وشهدت أسعار الطيور المذكورة، خاصة الصغيرة منها، انخفاض ملحوظ في الأسواق الشعبية، مع استمرار تراجع المواطنين عن شرائها وتربيتها.
التخلص من البط
وتقول المواطنة أم محمد أبو جزر، وتعمل كتاجرة دواجن منزلية في إحدى الأسواق الشعبية جنوب قطاع غزة، إن الإقبال على شراء البط بأحجامه المختلفة تراجع بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، بحيث بات معظم المواطنين ينزلون ما لديهم من طيور بط للأسواق بهدف بيعها، والتخلص منها.
وأكدت أبو جزر لـ"الحدث"، أن ذلك خلق حالة من العرض أكثر من الطلب، وبالتالي انخفضت أسعاره، وباتت أسواقه محدودة.
وأبدت أبو جزر شكوكها حول ما صدر من قبل وزارة الزراعة فيما يخص البط، مذكرة بما قيل قبل سنوات، حين وصل مرض أنفلونزا الطيور للقطاع، وكيف تخلص المواطنون من طيورهم، ثم تبين لاحقا أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا الرعب.
مواطنون قلقون
أما المواطن إبراهيم شباب، فأكد أنه قرأ بيانات وزارة الزراعة الأخيرة حول مرض "أنفلونزا الطيور"، خاصة فيما يتعلق بطيور البط وخطورتها، وهذا دفعه للتخلص من الطيور المذكورة فوراً، إما ببيعها، أو إهدائها، أو حتى ذبحها وأكلها، كون المرض إن وجد يزول خطره عند درجة حرارة الغليان.
وبين شباب لـ"الحدث"، أن أكثر ما يقلقه خلطه طيور البط مع طيور الدجاج، فمن المكن أن ينقل البط عدوى المرض للدجاج، والأخيرة مصدر دخل هام بالنسبة له ولعائلته، فهو يجمع بيضها لبيعه في الأسواق، فمذاق البيض البلدي يجعله أكثر تفضلاً لدى المواطنين.
أوضح أنه سيحاول قدر الإمكان الحفاظ على مزرعته المنزلية، التي تضم عدة أنواع من الطيور مثل الدجاج والحمام، إضافة إلى الأرانب، فهي توفر له دخل يمكنه من إعالة أسرته، لذلك لم يتردد في التخلص من طيور البط، خاصة وأن عددها ليست بكبير.
تحذيرات الزراعة
وكانت وزارة الزراعة في قطاع غزة، نصحت المواطنين بسرعة التخلص من المزارع البيتية لتربية البط، خشية من إصابتها بفيروس (اتش 5 ان 1) المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، وإمكانية نقله للإنسان.
وقال نائب مدير عام الخدمات البيطرية في الوزارة حسن عزام، في تصريحات صحافية، إن خطورة مرض فيروس "أنفلونزا الطيور" هو إمكانية انتقاله للإنسان، وهو ما لم يتم تسجيله حتى الآن في محافظات قطاع غزة.
وأضاف عزام "من باب الاحتياط ننصح المواطنين ممن يملكون مزارع بيتية لأنواع الطيور، خاصة البط، بضرورة التخلص منها في هذه الفترة، مع إمكانية تجديد تربية قطعان أخرى مستقبلا ".
وأكد عزام أن فيروس "أنفلونزا الطيور"، محدود في ظهوره في قطاع غزة، وانحصر في عدة مزارع بيتية، ومزرعة وحيدة للدجاج البياض، وتم التعامل مع جميع هذه الحالات، في ظل متابعة أطباء وعمال بيطريين ومعاينتهم لظهور أي أعراض للمرض في جميع المحافظات.
وذكر عزام لـ"الحدث"، أنه لم تسجل أية إصابة في الدجاج اللاحم وأن المزارع تأخذ كافة الاحتياطات من أجل حمايتها من الإصابة بالفيروس.
وأعلنت وزارة الزراعة قبل أسبوع أنها تخلصت من 8500 دجاجة بعد اكتشاف إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور في ثلاث مزارع في مدينة دير البلح، ومخيم النصيرات اللاجئين وسط قطاع غزة.