ترجمة الحدث
اعتبر رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، أن تحرير الأسيرات الإسرائيليات من قطاع غزة شكّل لحظة مؤثرة ووفّر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صورة ملائمة لاستخدامها كخلفية رمزية خلال خطاب تنصيبه. ومع ذلك، ألقى استعراض القوة الذي أظهره مقاتلو حماس، بأسلحتهم وسياراتهم من طراز "تويوتا"، بظلال ثقيلة على المشهد، مؤكدًا الحاجة الماسة لإكمال المهمة.
وقال إن أوساط الرئيس ترامب تدرك تمامًا تعقيد المشهد، فهم على دراية بالتوقعات العالية التي أثارها تهديد ترامب باستخدام القوة القصوى، وما صاحب ذلك من انطباع بأن الضغوط أثرت على الجانب الإسرائيلي أكثر مما أثرت على حماس. علاوة على ذلك، يدركون أن تنفيذ خطط ترامب الكبرى للشرق الأوسط أو ضمن إطار النظام العالمي الجديد لن يتحقق دون القضاء التام على قوى المقاومة المحركة لهذه الأزمات.
وأشار إلى أن "التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في الإدارة الجديدة، والتي تؤكد على أن حماس لن تبقى السلطة الحاكمة في غزة، تحمل أهمية كبيرة. لكنها تستلزم توضيحين مهمين: المعركة لا تقتصر على إسقاط حكم حماس.
الهدف هو نزع السلاح من القطاع وتحييد أي قدرات عسكرية أو وسائل تهدد إسرائيل، وضمان الحفاظ على هذه الحالة لفترة طويلة، ورفض أي نموذج حكم شكلي، إذ لا يمكن القبول بأي نظام سياسي يمنح مظهرًا زائفًا للاستقرار بينما يتيح لحماس فرصة تعزيز قوتها تحت غطائه، على غرار ما حدث في الساحة اللبنانية، حيث دروس الماضي لا تزال حاضرة في الذاكرة".
وشدد على أن إدارة ترامب تعمل ليس فقط على استعادة الأسرى، بل على إيجاد حلول طويلة الأمد.
بحسب تقرير لشبكة NBC، فإن مصدرًا مطلعًا على جهود وقف إطلاق النار أشار إلى أن تحسين أوضاع سكان غزة وإعطائهم بصيص أمل ضروريان لتجنب انتفاضة مستقبلية. لكن يبدو أن دوافع المقاومة في غزة ومدى الدعم الشعبي لها لم تُدرس بعمق كافٍ، حتى بعد أحداث 7 أكتوبر، فصور الاحتفالات في غزة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مع قادة حماس المسلحين تؤكد الحاجة إلى عملية "إزالة الثقافة الحاضنة"، والتي لن تكون ممكنة إلا بعد هزيمة حماس بشكل حاسم.
وأضاف بن شبات: التعامل مع إيران يمثل عاملًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي. السياسات التي انتهجتها إدارة بايدن تجاه طهران عززت جرأة النظام الإيراني وأضعفت موقف الولايات المتحدة في المنطقة. في طهران، فُسّرت هذه السياسة على أنها علامة ضعف وضمانة لعدم استخدام القوة ضدها.
ووفقا لزعمه، إيران تشكل تهديدًا للسلام والاستقرار العالمي، كما ظهر من خلال دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وشبكات التنظيمات التي تدعمها، ونشر الأسلحة بأسعار منخفضة وبكميات كبيرة. من المتوقع أن يُعيد ترامب حملته للضغط الأقصى على إيران، ولكن هذه المرة يجب أن تكون مصحوبة بتهديد عسكري فعلي، وهدف واضح يتمثل في تغيير النظام الإيراني.
وختم رئيس هيئة الأمن الإسرائيلي قائلا: لن تتحقق الأهداف التي حددها ترامب – إنهاء الحروب الإقليمية، تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، وتوسيع اتفاقيات إبراهام – إلا من خلال إسقاط النظام في طهران. فقط عندها يمكن لترامب أن يفي بوعده الذي قطعه في خطاب تنصيبه: "سننتصر كما لم ننتصر من قبل".