الحدث- تونس
تجمّع مئات التونسيين، والمقيمين، من العرب والأفارقة، رجالاً ونساءًا، ليلة أمس الأحد، في شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة تونس، للاستمتاع بحفل أقيم على أنغام موسيقى "القناوية".
وجاء هذا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى في نسخته الرابعة والثلاثين، برعاية المعهد الفرنسي، بتونس.
وعلى أنغام الطرب "القناوي"، الذي يرافقه رنين المدائح الدينية، اهتز شارع الحبيب بورقيبة، ورقص عدد من الحضور، برفقة ثلاثة فرق، أحيت الحفل، الذي اتسم بأداء رقصات مصاحبة، لما يسمى في الطابع القناوي "الأبراج الموسيقية المئتين".
والفرق الثلاث المشاركة، هي فرقة فتحي ثابت (فرنسا)، التي غنت على مدى ساعة من الزمن، وفرقة جماوي أفريكا (الجزائر)، التي تمايل الجمهور مع نغماتها، ومزراب (تونس)، بقيادة التونسي التركي، أحمد الماجري.
وعبّرت الجماهير التّي حضرت بكثافة عن إعجابها، بمثل هذه الحفلات الروحانية، سيما أنها تتزامن مع شهر رمضان المعظم.
وتمتزج موسيقى القناوية الإفريقية، ذات الطابع الديني الإسلامي، بالموسيقى العربية، وبالأمازيغية، التّي تميز بلدان المغرب العربي.
وتنسب موسيقى "القناوة" إلى مدينة "قانو"، الواقعة في نيجيريا، وكانت إحدى أهم مناطق إفريقيا في جنوب الصحراء، إلى جانب كلٍّ من مالي والنيجر، التي شهدت جميعها حركةً ديمغرافية باتجاه الشمال المغاربي الإسلامي، في شكل هجرة اختيارية، أو في إطار حركة تجارةِ الذهب والعبيد.
واصطحب المهاجرون معهم عاداتهم وتقاليدهم، بما فيها الموسيقى والرقص الإفريقي بآلاته الإيقاعية والموسيقية الوترية، على غرار آلة القَمْبْرِي، ونشروها في كامل البلدان المغاربية، وذلك بعد أن اتخذتْ القناوية طابعا روحيا صوفياً، ارتبط بثقافة الحركة الطُّرقية، وطقوس زيارة أضرحة الأولياء والصالحين.
واحتفل العالم أمس، باليوم العالمي للموسيقى، الذي يصادف في 21 يونيو/حزيران من كل عام.
وقد بدأت فكرة اليوم العالمي للموسيقى، منذ أن دعا إليها أول مرة في فرنسا عام 1976، الموسيقار الأمريكي، جويل كوهين، الذي اقترح أن يتم عزف الموسيقي طوال الليل، احتفالاً ببداية الموسم الصيفي.
وأصبح اليوم العالمي للموسيقي ظاهرة عالمية، في أكثر من 32 دولة حول العالم، يتم فيها الإحتفال بالموسيقى، ولكن لكل بلد طريقته الخاصة.