الحدث الإسرائيلي
في جلسة للكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، أكد وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أن تمرير قانون التجنيد والميزانية يمثلان أولوية قصوى للحكومة، محذرًا من أن الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم وحلّ الكنيست.
وقال سموتريتش خلال الجلسة: "آمل أن ننجح في تمرير قانون تجنيد جيد والميزانية. وإذا لم ننجح، أقول لزملائي الحريديم: يمكننا اتخاذ قرار بتمرير الميزانية وحلّ الكنيست". وأضاف أن الوضع الأمني الراهن يستوجب تجنيد اليهود الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن الانتقال من قانون تجنيد مرن إلى قانون إلزامي بات ضرورة.
وأوضح: "حتى الآن، لم يكن الجيش بحاجة إليهم، لكنه يحتاج إليهم الآن. نحن بحاجة إلى جيش كبير، ذكي، شرس، وفتاك".
وأكد أن التساهل في هذه القضية غير وارد، مشيرًا إلى أن أي تنازل كان سيؤدي إلى تمرير قانون التجنيد منذ فترة طويلة.
وأضاف أن عدم تمرير القانون سيضع النظام السياسي أمام أزمة معقدة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة إقرار الميزانية لضمان استقرار الدولة في ظل الحرب.
من جانبها، ردت مصادر في حزب "يهدوت هتوراة" على تصريحات سموتريتش، معتبرة أنها تعكس احتمالية تفكك الحكومة.
وقالت المصادر: "يبدو أن الأمور تتجه نحو انهيار الائتلاف. إذا كان وزير المالية يعتقد أننا سنصوت لصالح الميزانية قبل الانتخابات دون تمرير قانون التجنيد، فهو مخطئ تمامًا".
وأضاف مصدر آخر في الحزب: "نأمل التوصل إلى اتفاق حول الميزانية، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فقد يكون الخيار المطروح هو تمرير قانون التجنيد وحلّ الكنيست".
وتأتي تصريحات سموتريتش بعد يوم من إنذار وجهه رئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مطالبًا بإقرار قانون إعفاء الحريديم من التجنيد خلال شهرين.
وفي مقابلة مع إذاعة كول برما، قال درعي: "رؤساء الائتلاف ورئيس الوزراء ملتزمون بتنظيم وضع طلاب مدارس التوراة. لديهم شهران لحل هذه المسألة، وهذا هو الاختبار الحقيقي. وإذا لم يتم حلّها، فسنذهب إلى انتخابات".
كما عبّرت أحزاب "شاس" و"يهدوت هتوراة" عن دعمها لإتمام صفقة تبادل الأسرى، بما في ذلك المرحلة الثانية، وهو ما اعتبره البعض محاولة لربط الصفقة بتمرير قانون إعفاء الحريديم من التجنيد.
وفي هذا السياق، وجه وزير العمل من حزب "شاس"، يؤاف بن تسور، رسالة إلى نتنياهو قائلًا: "امضِ في الصفقة القادمة، انتقل إلى المرحلة الثانية، لا تتوقف".
كما أبدى درعي استياءه من وصف طلاب التوراة بـ"المجرمين"، مشيرًا إلى أن الحاخام عوفاديا يوسف كان شديد الحرص على دعم دراسة التوراة.
وفي تصريح لعضو الكنيست يوسي طيب، رئيس لجنة التعليم عن حزب "شاس"، قال: "ابني تلقى أمر تجنيد، وإذا تم اعتقاله، فسيواصل دراسة التوراة من السجن".
وردّ درعي على هذا التصريح قائلًا: "إنه يعبر عن الحقيقة. لقد ربّى ابنه على دراسة التوراة، وسيواصل ذلك، ومن يتحدث عن تراث الحاخام عوفاديا يوسف، عليه أن يحترم أيضًا يوسي طيب".
تأتي هذه التطورات وسط انقسامات حادة داخل الائتلاف الحاكم لدى الاحتلال بشأن قانون التجنيد، ما يضع الحكومة أمام اختبار صعب قد يؤدي إلى حلّ الكنيست والذهاب إلى انتخابات جديدة، في حال تعذّر التوصل إلى تسوية بين الأطراف المتنازعة.