الأحد  02 شباط 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لقاء الثلاثاء/ بقلم: نبيل عمرو

2025-02-02 09:09:03 AM
لقاء الثلاثاء/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

يوم الثلاثاء القادم هو اليوم الذي انتظره نتنياهو طويلاً ليكون الزائر الرسمي الأول للبيت الأبيض.

ورغم أن أبواب هذا البيت لم تُغلق في وجهه طيلة فترات حكمه لإسرائيل، إلا لبعض الوقت في عهد بايدن، إلا أن لقاء الثلاثاء، سوف يكون له طابع مختلف، ويُعتبر ما سينتج عنه بمثابة اختبار حاسم لجدية ترمب في التزامه بوعوده، وأهمهما تحقيق السلام الذي بدا مستحيلاً في عهد غيره، ليس في الشرق الأوسط حيث حرب الجبهات السبع، التي نجح نتنياهو في توريط بايدن بتغطية كل نفقاتها، وإنما في العالم كله، حيث الأكثر خطورة وصعوبة، تلك الحرب الواقفة على حافة "النووي" في قلب أوروبا أي الحرب الروسية الأوكرانية.

ما يهمنا نحن أهل الشرق الأوسط وأصحاب القضية الأساسية فيه، هو ما سينتج عن هذا اللقاء، بين سيد البيت الأبيض الذي يطرح نفسه سيداً للعالم، وسيد العدوان والحرب الذي يطرح نفسه سيداً للشرق الأوسط.

هل ستتبخر وعود ترمب وكأنها لم تكن؟ إذا ما واصل تبني نتنياهو وسياساته، أم أنه سيظهر تعقلاً يُستنتج منه أنه جادٌ في إحراز السلام المنشود الذي يتجاوز صفقة القرن البائدة وحكاية التهجير الخطرة التي طالعنا بها في أسبوعه الأول من رئاسته؟

الرجل لا يخفي أجندته، ويتحدث بصراحة أحياناً وغالباً بلغة صادمة، لهذا سيكون واضحاً لنا خياره وآلياته لتحقيق هذا الخيار.

لماذا يوم الثلاثاء؟ أي بعد أيّام قليلة.

الجواب هو ما تسرّب من معلومات حول زيارة ستيف ويتكوف الحالية إلى المنطقة، والتي بدأها بالسعودية، وها هو يستكملها في إسرائيل، إذاً فإن تحضير نتنياهو لمقابلة ترمب سيتجاوز حكاية صفقة غزة، للبحث في التطبيع مع السعودية، واحتمالات فتح مسار سياسي، بخصوص المسألة الفلسطينية والشرق الأوسط.

إن منح نتنياهو ميزة أن يكون الزائر الأول لترمب بعد تتويجه، ومنح السعودية ميزة الدولة الأولى التي يفكر ترمب بزيارتها، أكسب لقاء الثلاثاء أهمية استثنائية، وما سينتج عنه سوف يكون مؤشراً على ما بعده، أي ما يسميه الأمريكيون اليوم التالي على حرب غزة أو الأيام الأولى لترسيم صورة ومحتوى الشرق الأوسط الجديد الذي يجري الحديث عنه كثيراً.

في حالة ترمب، مجرد الانتظار لا يجدي ولا يفيد، إذ لا بد من دخولٍ عربيٍ إقليميٍ دوليٍ على الخط، أي لا بد من دخول رصيدٍ فعلي يؤثر على قرارات وتوجهات الرئيس ترمب الذي هو أصلاً رجل أعمال يحسب المصالح المادية المباشرة فوق أي حسابات أخرى، وإذا ما وضعنا في المعادلة ما لدى العرب من رصيد، فلديهم الكثير وإذا ما أحسن استخدامه في هذه الفترة الحرجة، فسيجد الرئيس الأمريكي نفسه مضطراً لوضعها في الحساب بما يؤثر على قراراته وسلوكه.

لم تفت الفرصة بعد في استخدام الأرصدة العربية مع ترمب، فليس غيرها ما يؤثر في سياساته سلباً أو إيجاباً.