الإثنين  03 شباط 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يؤجل نتنياهو انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار؟

2025-02-03 10:42:08 AM
لماذا يؤجل نتنياهو انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار؟
نتنياهو

الحدث الإسرائيلي

مع دخول اليوم السادس عشر من اتفاق تبادل الأسرى، لا يزال 79 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، وكثير منهم على قيد الحياة. وعلى الرغم من أن اليوم الاثنين كان من المفترض أن يشهد انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتواجد في واشنطن، لم يتخذ حتى الآن قرارًا رسميًا بإرسال وفد تفاوضي، كما لم تتضح بعد هوية المشاركين فيه أو من سيرأسه.

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يفضل تعيين الوزير رون ديرمر مسؤولًا عن فريق التفاوض بدلاً من رئيس الموساد، دادي بارنيع، الذي سيظل ضمن الفريق إلى جانب رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، واللواء احتياط في جيش الاحتلال نيتسان ألون.

ووفقًا لنتنياهو، فإن المرحلة الثانية من المفاوضات تبدأ اليوم في واشنطن مع لقاء ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن يتواصل ويتكوف لاحقًا مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين، فيما يبدو أن المفاوضات ستنتقل إلى دبلوماسية "التنقل بين الأطراف" بوساطة أمريكية.

بحسب المحلل السياسي الإسرائيلي نداف إيال، فقد ناقش نتنياهو مع رئيس الموساد ورئيس الشاباك نيته إجراء تغييرات في فريق التفاوض، فيما يرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليص نفوذ المسؤولين الأمنيين لصالح شخصيات سياسية مقربة من نتنياهو، مثل ديرمر. ويعتقد مراقبون أن هذا التغيير مرتبط بهدفين رئيسيين: ربط أي اتفاق جديد بشأن غزة بصفقة إقليمية مع السعودية، وتأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق.

من ناحية أخرى، تسعى "إسرائيل" إلى فرض ثلاثة شروط رئيسية قبل التقدم في المفاوضات: نفي قيادة حماس من القطاع، نزع سلاح المقاومة، وإطلاق سراح جميع الأسرى.

ومع ذلك، تُرجح التقديرات أن حماس سترفض هذه المطالب، مما يقلل من فرص نجاح المفاوضات. ومع ذلك، هناك احتمال أن يوافق محمد السنوار على صفقة جزئية يتم بموجبها الإفراج عن مزيد من الأسرى الأحياء. من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في الأول من مارس، وهو اليوم الـ42 للاتفاق، فيما يجب أن تبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية اليوم كحد أقصى وفقًا للاتفاق.

وبحلول اليوم الـ50، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا، لكن لا يبدو أن هناك نية لتنفيذ ذلك دون اتفاق شامل على استمرار العملية.

وفي ظل هذه التحديات، صرح رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأنه لا توجد بعد "تفاصيل واضحة" حول موعد وكيفية بدء المفاوضات، لكنه أعرب عن أمله في حدوث "تقدم ما" خلال الأيام المقبلة. إلا أن نتنياهو، على ما يبدو، يرى أن واشنطن وليس الدوحة، هي المكان المناسب لبدء المفاوضات. من جانبها، وجهت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية اتهامات لـ نتنياهو بتعطيل المرحلة الثانية من الصفقة، معتبرة أن عدم إرسال وفد للمفاوضات يعد انتهاكًا لشروط الاتفاق.

ورغم ذلك، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مصرية قولها إن تأخيرًا ليوم أو يومين لن يكون مشكلة كبيرة. في القاهرة، يعتقد المسؤولون أن العقبة الأكبر تكمن في المرحلة الثالثة من الاتفاق، حيث تحاول الولايات المتحدة تأخير إعادة إعمار غزة بهدف الضغط على السكان للهجرة، وهو ما تحاول مصر إيقافه بمساعدة جهات عربية أخرى.

لكن من الواضح أن المرحلة الثانية لن تنطلق ما لم يتم الاتفاق مسبقًا على المرحلة الثالثة، التي تشمل تبادل الجثث، وإنهاء الحرب بشكل نهائي، وإعادة إعمار القطاع. صحيفة "الأخبار" اللبنانية، وصفت الاتفاق بأنه "صفقة ترامب-نتنياهو"، مشيرة إلى أن التطبيع مع السعودية مرهون بوقف الحرب.

ومن الواضح أن نتنياهو لا يسعى فقط لإتمام الصفقة، بل أيضًا لمعالجة قضايا أوسع، بما في ذلك الملف الإيراني. في الولايات المتحدة وإسرائيل، يدرك المسؤولون أن الرياض لن تشارك في أي اتفاق دون وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتوفير "أفق سياسي" للفلسطينيين، وهو أمر لم يُحسم بعد. ويرى البعض أن نتنياهو قد يحاول إقناع ترامب بإعطاء الأولوية لمواجهة إيران قبل إبرام أي اتفاق مع السعودية، ما يمنحه وقتًا إضافيًا لإدارة ملف غزة دون ضغوط زمنية.

لكن إذا قرر ترامب التركيز على السعودية أولًا، فقد يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية هائلة، حيث قد يطالبه ترامب بإنهاء الحرب والإفراج عن جميع الأسرى قبل تحقيق أي تقدم على المسار السعودي أو الإيراني. وفي حال لم ينجح نتنياهو في إقناع ترامب بخلاف ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى تحديد موعد مبكر للانتخابات في "إسرائيل"، ما يضع مستقبله السياسي على المحك.