الثلاثاء  04 شباط 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل تواجه خيارات معقدة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب

2025-02-04 09:30:59 AM
إسرائيل تواجه خيارات معقدة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب
علم فلسطين وحماس فوق انقاض غزة

الحدث الإسرائيلي 

اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المشاهد الأخيرة من عروض حماس العسكرية خلال عملية إطلاق سراح الأسرى لم تدع مجالا للشك بأنه بعد عام وخمسة أشهر من الحرب، لا تزال "حماس" هي العامل المؤثر في قطاع غزة، رغم المساعي الإسرائيلية المتواصلة لإسقاط حكمها.

ووفقا للصحيفة، تواجه "إسرائيل" أربعة سيناريوهات محتملة بشأن "اليوم التالي" في غزة، كل منها يحمل تعقيدات سياسية وأمنية، سواء لإسرائيل أو لسكان القطاع.

الأول هو استمرار حكم حماس رغم أنه الخيار الأقل ترجيحًا من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن بقاء "حماس" في الحكم لا يزال واردًا، خاصة أن لديها آلاف المقاتلين وقوات الشرطة والإدارة المدنية التي تعمل على تسيير الحياة اليومية في القطاع. ورغم محاولات "حماس" طرح فكرة تشكيل لجنة مدنية لإدارة غزة، فإن رفضها حل جناحها العسكري يُصعّب إمكانية قبول هذا الطرح، كما أن استمرارها في الحكم يناقض الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب. والسيناريو الثاني هو احتلال إسرائيلي كامل للقطاع.

في السياق، دعا وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى إعادة احتلال غزة بالكامل، مشددًا على أن "إسرائيل" يجب أن تستمر في الحرب حتى القضاء التام على "حماس". ويرى مؤيدو هذا الخيار أنه السبيل الوحيد لضمان عدم عودة "حماس"، لكنه يعني أيضًا تحمل "إسرائيل" مسؤولية إدارة حياة أكثر من مليوني فلسطيني، ما قد يزيد من التعقيدات الأمنية والدبلوماسية، ويعرقل مساعي تطبيع العلاقات مع السعودية.

أما السيناريو الثالث فهو عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم، حيث يُنظر إلى السلطة الفلسطينية باعتبارها البديل الفلسطيني الوحيد لـ"حماس"، لكن "إسرائيل" تعارض هذا السيناريو بشدة. وعلى الرغم من أن نتنياهو نفى أن السلطة الفلسطينية تشارك في إدارة معبر رفح، إلا أن تقارير إعلامية أكدت خلاف ذلك، ما يعزز التكهنات بإمكانية منح السلطة دورًا أوسع، ربما تحت ضغوط أمريكية وعربية، لا سيما من دول الخليج.

السيناريو الرابع هو إدارة دولية للقطاع. منذ انسحاب "إسرائيل" من بعض المناطق في غزة، دخلت شركات أمنية دولية لتولي عمليات الفحص الأمني في بعض المعابر. ويطرح هذا النموذج إمكانية توسيع الدور الدولي في إدارة القطاع، بدعم من دول عربية مثل السعودية والإمارات، رغم اشتراط الأخيرة وجود مسار سياسي واضح يقود إلى إقامة دولة فلسطينية.

ويلتقي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، في واحدة من أهم اللقاءات على الإطلاق بين زعيم إسرائيلي ورئيس أمريكي.

وقبل هذا اللقاء، اجتمع نتنياهو في واشنطن مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك وولتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

ووصفت مصادر مقربة من نتنياهو الاجتماع بأنه كان "إيجابيًا ووديًا"، مشيرة إلى أن "إسرائيل" تستعد لإرسال وفد رسمي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، نهاية الأسبوع الجاري، لمناقشة تفاصيل تقنية تتعلق بتنفيذ الاتفاق الجاري.

كما أعلن مكتب نتنياهو أن الأخير سيعقد فور عودته إلى "إسرائيل" اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، لمناقشة المرحلة الثانية من الصفقة التي ستحدد مستقبل المفاوضات.

اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب قد يكون مفصليًا في تحديد ملامح مستقبل غزة. فإسرائيل تجد نفسها أمام مفترق طرق، حيث يتعين عليها الاختيار بين استمرار الحرب، أو القبول بحلول سياسية تفرضها الظروف الدولية والإقليمية.