الثلاثاء  04 شباط 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤشر NBI العالمي لعام 2024 يصدم الإسرائيليون: الجيل الشاب حول العالم يرفضها بشكل قاطع

2025-02-04 12:14:14 PM
مؤشر NBI العالمي لعام 2024 يصدم الإسرائيليون: الجيل الشاب حول العالم يرفضها بشكل قاطع
إسرائيل احتلت المرتبة الأخيرة من بين 50 دولة حول العالم

الحدث العربي الدولي

نشرت شركة NBI - Nation Brand Index ومبادرة BrandIL اليوم الثلاثاء التصنيف السنوي لعلامات الدول التجارية لعام 2024. شمل الاستطلاع، الذي أجري بين يوليو وأغسطس من العام الماضي، مشاركة 40,000 شخص، وتناول تقييم 50 دولة حول العالم.

يُعد هذا البحث الأكثر حداثة وشمولًا حول صورة "إسرائيل" الدولية منذ 7 أكتوبر 2023، وقد أظهر التصنيف أن إسرائيل جاءت في المرتبة الأخيرة، إلى جانب دول متخلفة. ويضم المؤشر 50 دولة تمثل قوى اقتصادية رائدة أو تحظى بأهمية على الساحة الدولية، مثل الولايات المتحدة، الصين، الهند، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا، السويد، تركيا، والبرازيل.

ويهدف المؤشر إلى تقييم صورة الدول في الرأي العام العالمي منذ إطلاقه عام 2005، حيث يتم تحديثه سنويًا وفق ستة معايير رئيسية:

السياسة والإدارة: تشمل الاستقرار السياسي، الشفافية، ومستوى الأمان.

الثقافة: تقييم الغنى الثقافي في مجالات الرياضة والفنون والتراث.

المجتمع والسكان: يُعنى بمستوى الانفتاح، الجدية، والود لدى السكان.

التصدير: يعكس التقدم العلمي، الابتكار التكنولوجي، وجودة الإنتاج.

الهجرة والاستثمار: يقيس مدى جاذبية الدولة للإقامة، الدراسة، والاستثمار.

السياحة: يقيّم مدى جاذبية المدن والمعالم السياحية والطبيعة داخل الدولة.

لأول مرة، شاركت "إسرائيل" كدولة عضوة كاملة في التصنيف العالمي بعد مبادرة BrandIL، التي اشترت حقوق البيانات الكاملة المتعلقة بجميع الدول المصنفة، وقدمتها لصناع القرار في وزارتي الخارجية والاقتصاد.

ورغم أن البيانات الاقتصادية تضع "إسرائيل" ضمن العشر الأوائل عالميًا، فإن تصنيفها جاء في المجموعة الأخيرة مع دول ذات ناتج محلي إجمالي للفرد يبلغ حوالي 11,000 دولار – وهو أقل بنسبة 80% من نظيره في "إسرائيل".

كذلك، جاءت "إسرائيل" ضمن دول ذات متوسط عمر متدنٍ (72 عامًا في المرتبة 120 عالميًا) رغم أن متوسط العمر فيها يبلغ 83 عامًا، ما يضعها بين الدول العشرين الأعلى عالميًا.

إضافة إلى ذلك، 60% من الدول المصنفة في العشرية الأخيرة ليست ديمقراطية، مما يشير إلى أن العالم لا يمنح "إسرائيل" تميزًا خاصًا لكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. رغم عدم اعتبار فلسطين دولة مستقلة، فقد سعت BrandIL لإدراجها ضمن المؤشر للمرة الأولى، حيث جاءت في المرتبة 50.

وكشف التقرير أن الكيان الفلسطيني، سواء السلطة الفلسطينية أو حماس، لا يُنظر إليه كعضو شرعي في المجتمع الدولي، حيث حصل على تقييمات متدنية للغاية في جميع المعايير. ومع ذلك، يتمتع ببعض الدعم في العالم الإسلامي، الصين، وبين الأوساط الشبابية.

من أبرز التهديدات التي كشفها المؤشر هو القطيعة بين "إسرائيل" والأجيال الشابة عالميًا. إذ يُظهر التقرير أن جيل Z يرفض "إسرائيل" تمامًا، ويضعها في أسوأ ترتيب ممكن بجميع الفئات. وهذا يعني أن قادة المستقبل قد يستمرون في مقاطعة "إسرائيل" واعتبارها كيانًا معزولًا، بينما تحظى بدعم أكبر بين الفئات العمرية الأكبر، خصوصًا من هم فوق الستين، لكن تأثيرهم يتراجع تدريجيًا. غالبية المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن عدم رغبتهم في شراء المنتجات الإسرائيلية.

يشير التقرير إلى أن ذلك بمثابة مقاطعة فعلية للمنتجات والشركات الإسرائيلية على المستوى الدولي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لصادرات إسرائيل والشركات التي تعمل تحت علمها.

كما أظهر التقرير أن صورة "إسرائيل" كـ "دولة الشركات الناشئة" (Start-Up Nation) هي رؤية داخلية أكثر منها واقعًا عالميًا، حيث لم تحصل على تصنيف عالٍ في الابتكار التكنولوجي مقارنة بدول أخرى ليست معروفة كمراكز تكنولوجية. يكشف التقرير تراجع تصنيف إسرائيل" إلى جانب أوكرانيا وروسيا، اللتين حلّتا في المرتبتين 46 و47 على التوالي.

ويفترض التقرير أن العالم يرى "إسرائيل" كعنصر من عناصر الفوضى العالمية أكثر من كونها قوة تعزز الأمن والاستقرار الدولي. خلص الباحثون إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، القائمة على الدفاع عن سياساتها وإقناع العالم بعدالتها، باءت بفشل ذريع. في حين يرى الإسرائيليون أنفسهم كدولة متقدمة، ينظر العالم إلى "إسرائيل" على أنها دولة تزعزع الاستقرار العالمي.

في هذا السياق، صرّح موتي شريف، المستشار الاستراتيجي ومؤسس BrandIL، أن "إسرائيل فقدت شرعيتها في المجتمع الدولي وتم إقصاؤها إلى مجموعة الدول الهامشية والسيئة عالميًا".

ومع ذلك، أشار إلى إمكانية تحسين التصنيف إذا قامت إسرائيل بإعادة بناء صورتها عالميًا بشكل جذري.