الحدث الفلسطيني
تاريخيا ومنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني واجه القطاع الزراعي في فلسطين تحديات خطيرة جدا، والتي تجسدت بممارسات يصعب إيجاد الكلمات المناسبة لها في مختلف قواميس اللغات العالمية. حيث انتقلت الممارسات الإسرائيلية، على مر عقود من الزمن، من الحصار والخنق والمنع الى الدمار العسكري والإبادة. فبعد حوالي عام ونصف من حرب الإبادة الإسرائيلية التي طالت البشر والحجر والشجر تبين بعد المسح السريع خلال الأسابيع القليلة الماضية منذ وقف اطلاق النار، بأن الدمار الذي طال القطاع الزراعي في قطاع غزة لم يشهد له مثيل في التاريخ المعاصر. مما أثر بشكل كبير جدا على حالة الأمن الغذائي وتعطيل كافة الأنشطة الزراعية. وقد شمل تأثير العدوان على كافة مراحل سلسة الإنتاج الزراعي في قطاع غزة من تدمير الأراضي والمنشآت والبنية التحتية، ومنع توريد مدخلات الإنتاج، ومنع ومقاومة كافة أنشطة الإنتاج الزراعي، إضافة الى تحديات التخزين والنقل والوصول للأسواق والتواجد العسكري الذي منع الحركة بين محافظات قطاع غزة، وعزل الشمال بالكامل. ونتيجة لذلك، شهد سوق قطاع غزة المحلي نقصًا وارتفاعًا عاليا جدا في أسعار اصناف الغذاء، مما زاد من معاناة المواطنين. وبالأرقام فان الاحصائيات الرسمية تشبر الى انكماش القطاع الزراعي في قطاع غزة بحوالي 93%.
وقال عباس ملحم، المنسق العام للاطار التنسيقي للقطاع الزراعي، ان الأولوية والتركيز والاهتمام العالي يجب ان يتوجه لإعادة بناء وترميم واعمار القطاع الزراعي في قطاع غزة، لكي يعود لتوفير متطلبات الغذاء والحياة ولو بحد معقول. الأمر الذي سيؤدي حتما لتوفير فرص العمل وإعادة العملية الإنتاجية المتكاملة والمتداخلة مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
ومن هذا المنطلق فان الاطار التنسيقي للقطاع الزراعي في فلسطين ينظر بأهمية بالغة لموضوعة إعادة اعمار وتفعيل القطاع الزراعي بكافة مكوناته الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية وذلك من خلال مجموعة من المحاور: