الحدث- محمد مصطفى
لم تكن حادثة إصابة فتيين برصاص قناصة إسرائيليين في قدميهما قرب بلدة خزاعة المحاذية لخط التحديد، جنوب شرق قطاع غزة، مجرد صدفة، أو حدث أمني عابر.
فما يحدث في تلك المناطق منذ مدة، يبدو أشبه بالخطة الإسرائيلية غير المعلنة، والتي تهدف على ما يبدو لإعادة ترسيم وفرض منطقة أمنية عازلة، تمتد ما بين 300-500 متر في عمق أراضي المواطنين على طول الخط المذكور.
ترسيم قسري
فالاقتراب من تلك المنطقة من قبل المزارعين أو رعاة الأغنام، أو حتى المواطنين العاديين، يجابه بإطلاق نار إسرائيلي مباشر، وقد تخطئ الرصاصات المنطلقة هدفها، ويتمكن المستهدفون من الانسحاب، وهذا حدث أكثر من مرة، وقد تصيب الرصاصات الشبان، كما حدث أول من أمس الاثنين، وقبل نحو الأسبوع.
المزارع يوسف أبو شوقي، ويمتلك أرضاً شرق مدينة رفح، أكد أن المزارعين والمواطنين باتوا يدركون بأن الوصول لمسافة معينة من خط التحديد، سيعرضهم لإطلاق نار مؤكد، لذلك بات الجميع يتجنب الاقتراب من تلك المناطق.
ونوه إلى أن الاحتلال وضع في الفترة الأخيرة مزيداً من كاميرات المراقبة، وأجهزة كشف ورصد متطورة، وثمة قناصة من جنود الاحتلال، مهمتهم إصابة كل شخص يحاول الاقتراب من تلك المناطق.
ونوه أبو شوقي إلى أنه في بعض الأحيان تنطلق رصاصات تحذيرية بجانب الشخص، وفي أحيان أخرى تكون الإصابة مباشرة، كما حدث مع الفتيين، قبل يومين، وهذا يعود لمزاج الجندي الذي يمسك ببندقية القنص، ويعتلي برج المراقبة.
قرار غير معلن
أما المواطن محمود النجار، من سكان مناطق شرق خان يونس، فأكد أن هناك على ما يبدو قرار إسرائيلي غير معلن، بإعادة فرض المنطقة العازلة، التي كان من المفترض إلغائها كلياً، بموجب اتفاق التهدئة الأخير.
ونوه النجار إلى أن الاحتلال ومن خلال تعمده إطلاق النار تجاه المزارعين ورعاة الأغنام، يريد إيصال رسالة تحذيرية، مفادها عدم اقتراب أي شخص من تلك المنطقة، مذكراً بحادثة إصابة قريبه فريد النجار، وهو مزارع تعرض لإطلاق نار خلال تواجده في أرضه قبل أكثر من أسبوع.
ولفت إلى أن هذه المنطقة التي ناضل المزارعون والمواطنون من أجل إلغائها، تريد إسرائيل جعلها أمر واقع، عبر انتهاج لغة القوة في التعامل مع كل من يحاول اقترافها.
رعاة في خطر
أما راعي الأغنام عبد الرحمن سويعد، فأكد أنه قرر تجنب الرعي في محيط خط التحديد، بسبب تعرضه لإطلاق النار أكثر من مرة، فالرعاة يختلفون عن المزارعين، فهم لا يعرفون حدود المناطق، وقد تسبقهم قطعانهم الجائعة بالوصول إلى بعض الأراضي، التي تقع ضمن المنطقة التي تعتبرها قوات الاحتلال محظورة.
ونوه إلى أنه فقد إحدى نعاجه بعد أن إصابتها رصاصة قناص إسرائيلي، كما كاد أن يصاب هو في إحدى المرات، لذلك قرر الرعي في مناطق بعيدة عن الخطر، حتى لا يصاب بأذى.
وخط التحديد هو عبارة عن أسلاك شائكة، خلفها أبراج مراقبة ودبابات، ويمتد من نقطة التقاء الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية "المثلث" في مدينة رفح جنوب شرق قطاع غزة، حتى بلدة بيت حانون شمالاً، ثم يتجه غرباً حتى شاطئ البحر.