رام الله- لوزية بزار
في إحدى محلات بيع التوابل والبهارات، وبالعين المجردة، ترى عناكب تتجول فوق أكياس الأعشاب، بالإضافة إلى ديدان وسوس وقوارض تتغلغل في الأعشاب الملقاة في خاناتها الخاصة أو مخزنها. وما هو غير مرئي بحاجة إلى مختبرات قادرة على كشف السموم الفطرية المختبئة في البهارات، عدا عن إعادة تصنيع البهارات منتهية الصلاحية ووضع تورايخ صلاحية جديدة عليها، وغيرها الكثير من طرق غش البهارات والتوابل في السوق الفلسطينية.
استيراد وعرض بلا فحص
أكد مدير الدائرة الفنية لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني عبد الغني سلامة “للحدث” بأن خطورة البهارات تكمن في وجود بعض السموم الفطرية خاصة ما يسمى ب “الأفلاتوكسين”، ومن الفحوصات المهمة كذلك متبقيات المبيدات الحشرية ولها نفس الضرر الناتج عن “الأفلاتوكسين” كونه يسبب أمراضاً خطيرة مع تراكمه في الجسم، وأضاف “للأسف الشديد لا يتم سحب عينات بصورة متكررة ومنتظمة وكافية للرقابة على هذا الخطر أو الاحتمالية الموجودة في البهارات»، وأوضح بأن وزارة الاقتصاد الوطني كانت تقوم بهذا الفحص في السابق في مختبرات وزارة الاقتصاد ولكن هذا المختبر تم تحويله إلى مختبرات الصحة قبل 3 سنوات. وقال سلامة أن نوعاً من «الأفلاتوكسين» ينشأ نتيجة توفر عدة عوامل أبرزها درجة رطوبة معينة وظروف التخزين غير الصحية وخطورتها تكمن في تأثيرها على الجسم مباشرة وتسبب السرطان على المدى البعيد إذا تراكمت في الجسم، وهي مادة شديدة السمية خاصة إذا تم تناولها على جرعات أكثر من الحد المسموح.
وبيّن عبد الغني سلامة أن وزارته تقوم بالتحقق من المواصفات المطلوب توافرها في البهارات والتوابل بناء على المواصفات العالمية لتحدد الصلاحية ونسبة العناصر المعدنية والشوائب والبكتيريا المسموح بها عدا عن طريقة التصنيع والعرض، ومن ضمن هذه المواصفات وجود بطاقة بيان عليها تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية بالإضافة إلى المصدر المصنع باللغة العربية. وقال بأن البهارت والتوابل لها فترة صلاحية طويلة نسبيا لأنها هي بحد ذاتها مواد حافظة ولا تشجع على النمو البكتيري، وبالتالي تكون الرقابة عليها أقل تركيزا من الأغذية الأخرى.
وقال إن هناك ثلاثة أنواع من البهارات في السوق الفلسطيني، المحلي والمستورد وهذا الأخير يقسم لقسمين: الأول يستورد جاهزاً والآخر يتم استيراد مواده الخام ثم يصنع هنا ويتم طحنه وتعبئته حسبما قالت الدائرة الفنية في وزارة الاقتصاد، وهنا تكمن المشكلة، فلعدم وجود حدود تشرف عليها الجهات الفلسطينية، يتم إدخال البهارات والتوابل دون فحصها على الحدود.
وقال عبد الغني إن البهارت من المواد الجالبة للحشرات والقوارض وتتغذى عليها بشكل جيد، ووارد في أي محل يوجد عنده بهارات أن يكون هناك حشرات، وهذا يؤثر سلبا عليها لأن مخلفاتها أو أجزاء منها تبقى داخلها، وخاصة في المحلات القديمة، مع أن هناك شروطا للتخزين لكنه لا يتم الالتزام بها. وبالنسبة لغش البهارات قال سلامة: «إن خلطها بنسب بمواد معينة غير معلن عنها يمكن أن تكون غير ضارة صحيا لكنها نوع من الغش الهدف منه الربح وطالب سلامة بتظافر كل الجهود سواء من قبل مفتشي الوزارات أو المنظمات الأهلية والمواطنين لخلق حالة من الوعي والثقافة لدى المواطن ليكون له دور فاعل ومساند في الرقابة على الأغذية والمنتجات. كما طالب سلامة بتحديث القانون وتفعليه لأن القانون الحالي غير رادع وغير كاف ويجب أن يتلاءم مع روح العصر ويكون أكثر جدية وفاعلية.
هيل منتهي الصلاحية
ومن جهته، كشف رئيس شعبة المتابعات في الإدارة العامة لحماية المستهلك أيوب حشيش عن ضبط كميات من الهيل منتهية الصلاحية تم إعادة تبكيته بتواريخ صلاحية جديدة وتم إتلافها وإحالة التاجر إلى النيابة دون الإعلان عن اسمه. وطالب حشيش بزيادة كادر الموظفين الرقابي وإجراء بعض التعديلات على القانون لاتخاذ عقوبات صارمة بحق المخالفين وأن تكون هناك محكمة مختصة في هذا المجال للتسريع في الإجراءات حتى لا تأخذ وقت طويل.
وقال رئيس قسم الرقابة الصحية في بلدية البيرة عطا الله التميمي باعتباره عضو لجنة السلامة العامة أن منتجات التوابل والبهارات يشترط أن تكون بعيدة عن المناطق الرطبة وعن أشعة الشمس ومرتفعة عن الأرض ما لايقل عن 15-10سم، ويفضل وضعها في صناديق خشبية من النوعية الجيدة كالزان إلا أنه غال أو ستانلس ستيل لأنها تقاوم الصدأ والرطوبة وحتى لا تتغير النكهة تحت تأثير عدة عوامل، كذلك يشترط وجود “بطاقة بيان” واضحة بالإضافة إلى وجود شفاط للروائح، لكن الإلتزام بهذا الأخير قليل جدا. وبالنسبة لأنواع غش البهارات تحدث التميمي عن وجود طرق مختلفة لغش البهارات التي يمارسها التجار ومنها إضافة أعشاب أخرى للعشبة الأساسية لزيادة الوزن، ويمكن لهم زيادة نسبة رطوبة التوابل لذات السبب، وهناك حالات تزوير لمنتجات منتهية الصلاحية يتم خلطها بأخرى غير منتهية الصلاحية وإعادة تصنيعها، والحالة الأخيرة هي وضع نشارة خشب ناعمة جدا على التوابل ولكن في حالات نادرة. وأكد التميمي أن لجنة السلامة تواجه مشكلة في حالات النظافة العامة مع أن الوضع أفضل من السابق، مشيراً إلى أنه يتم إعطاء التاجر إخطاراً مدته 72-24 ساعة لتصويب أموره.
وقال مدير دائرة البيئة والسلامة العامة في محافظة رام الله والبيرة خليل سلامة أن دورهم مقتصر على فحص المنتج أثناء عرضه على المواطن، بمعنى التفتيش الدوري ومطابقة المنتج المعروض للمواصفات الفلسطينية، ويتم التدقيق على تاريخ الصلاحية والنظافة والترتيب، وأضاف بأن دورهم يقوم على متابعة ومراقبة نسبة المواد التالفة ومسائل التخزين وهناك سوء تخزين من قبل التجار وينعكس ذلك سلبا على جودة المنتج. وأوضح سلامة بأن هناك مخالفات مقصودة وأخرى غير مقصودة، ويتم تحويل المقصودة إلى النيابة فورا ولا تتدخل المحافظة في القضاء، بينما غير المقصودة المتعلقة بسوء الإدارة فتقوم لجنة السلامة العامة بسحب الكميات وإتلافها.
ومن ناحية أخرى تحدثت مؤسسة المؤقت عن أنواع البهارات، فهناك بهارات أساسية وتعطي النكهة الأساسية ومنها خلطات جديدة تضاف عليها أنواع أخرى حتى تعطي نكهات مختلفة، وهذا يختلف تبعا لطريقة زراعتها، والأكسدة الموجودة فيها مقارنة بالأكسدة الموجودة في الدول المصدرة، وكل شيء له تأثير من حرارة ورطوبة