الأحد  16 آذار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أزمة تصريحات السفير الإسرائيلي في واشنطن بخصوص مصر.. هل تسعى إسرائيل لتوتير الأجواء؟

2025-02-19 10:30:21 AM
أزمة تصريحات السفير الإسرائيلي في واشنطن بخصوص مصر.. هل تسعى إسرائيل لتوتير الأجواء؟
علم مصر وإسرائيل

الحدث الإسرائيلي 

تسبب السفير الإسرائيلي في واشنطن، يعقوب لايتر، بأزمة بعد اتهامه مصر بأنها "تضر عن عمد باتفاقيات السلام مع إسرائيل"، معتبرا أنها "تبني قوة مصرية معززة في سيناء". وبعد الكشف عن تصريحاته، وصل إلى القاهرة رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، رون لاودر. في اجتماع في قصر الرئاسة، الذي تم تحديده بسرعة، حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات المصرية، الجنرال حسن رشاد.

وفقاً لما نشرته رئاسة الجمهورية في القاهرة، تركزت المحادثة حول الجهود المصرية للتوصل إلى سلام إقليمي وإقامة دولة فلسطينية. كما أوضح الرئيس السيسي أنه يريد من "جميع الأطراف المعنية"، بما في ذلك إسرائيل، "التصرف بمسؤولية كاملة" لضمان استمرارية وقف إطلاق النار. من جهته، أشاد لاودر بخطوات السيسي "الصحيحة".

ومع ذلك، كشف مصدران في مصر لصحيفة يديعوت أحرونوت أن لاودر استعجل في الوصول إلى القاهرة لتهدئة الأجواء بعد التصريحات الحادة للسفير لايتر، الذي قال في حديث بثه عبر القنوات الأمريكية والإسرائيلية إن "القواعد المصرية التي أُقيمت في سيناء مخصصة أساساً للأسلحة الهجومية، وهذا انتهاك صارخ لاتفاقيات السلام"، وتساءل: "إلى من ستوجه القوات المصرية هجماتها؟".

على الرغم من أن تصريحات لايتر حُذفت بسرعة من الإنترنت، إلا أنها انتشرت في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية التي أكدت أنها المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول رسمي إسرائيلي رفيع مصر بانتهاك اتفاقيات السلام بهذه الطريقة الفجة. وفي رد سريع، تظاهر عشرة من مقدمي البرامج التلفزيونية الأكثر شهرة في مصر "لحماية كرامة الدولة" وسخروا من تصريحات السفير، مؤكدين "لا أحد يريد الدخول في حرب، ولكن إذا كان علينا القتال، فنحن مستعدون وجاهزون".

حاول لاودر التخفيف من حدة الأزمة، مؤكداً قناعته بمواقف الرئيس المصري، وتحدث عن العلاقة الجيدة التي تربط قصر الرئاسة المصري باليهود الأمريكيين، مشيداً بجهود مصر بقيادة السيسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضاف لاودر أنه يتطلع إلى الخطة المصرية التي سيتم عرضها في القمة العربية بشأن مستقبل غزة وبرامج إعادة الإعمار.

وأوضح السيسي أنه سيشارك في القمة العربية المصغرة في الرياض نهاية هذا الأسبوع، وأنه سيطرح المسائل نفسها في قمة 22 من قادة الدول العربية في القاهرة. وأكد السيسي أن "برامج إعادة الإعمار ستنفذ دون أن يتم نقل سكان غزة". من جهته، هنأ لاودر الرئيس المصري على "نصائحه الحكيمة".

وكشف مسؤول مصري رفيع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن لاودر كان محرجاً عندما عرض عليه نص تصريحات السفير لايتر بشأن تصريحات السيسي التي قال فيها إن مصر "ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها ستعلن في القدس الشرقية"، ولم يرد لاودر على ذلك. وقال المسؤول المصري: "كان من الواضح لنا أن لاودر يدرك دور مصر كوسيط بين إسرائيل وحماس، وأكد على أهمية اتفاق السلام المصري الإسرائيلي. لا شك في أن لاودر جاء لإخماد الحريق الذي اندلع بعد تصريحات السفير، وكان من المهم له أن يوضح كيف تحترم الولايات المتحدة اتفاقيات السلام".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي توجه فيها إسرائيل اتهامات لمصر بشأن انتهاك اتفاقيات السلام، لكن طلب الرئيس دونالد ترامب من الرئيس السيسي استقبال غالبية سكان غزة في الأراضي المصرية رفع من مستوى التوتر، حيث "أوضح" نتنياهو أن الخطة الأمريكية مقبولة عليه.

وفي هذا السياق، ستُعقد هذا الأسبوع قمة مصغرة في الرياض بمشاركة قادة السعودية ومصر والأردن والإمارات، ومن المرجح أيضاً أن يشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. يهدف الاجتماع إلى التحضير للقمة العربية المقررة في القاهرة في 27 فبراير. تم تأجيل الحدث إلى 4 مارس بسبب "مشاكل لوجستية"، وكشف أن الإدارة الأمريكية أبدت استياءً شديداً من هذه الخطوة، لذا تقرر التأجيل لـ "تهدئة" بيان الختام.