خامنئي: نرفض المطالب الأميركية والتفاوض ليس لحل القضايا

الحدث العربي والدولي

قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس السبت، في كلمة له أمام كبار المسؤولين الإيرانيين، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط من أي "دولة تمارس البلطجة"، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه بعث رسالة إلى السلطات الإيرانية للتفاوض على اتفاق نووي. وانتقد خامنئي "إصرار بعض الدول والشخصيات المتنمرة على التفاوض ليس لأجل حل القضايا، بل للتحكم وفرض توقعات على الطرف الآخر"، غداة تصريحات ترامب التي قال خلالها إن هناك طريقتين للتعامل مع إيران، إما عسكرياً أو إبرام اتفاق.

وأضاف خامنئي الذي تجاهل الإشارة إلى رسالة ترامب إليه أن أميركا تريد من خلال التفاوض "طرح مطالب جديدة بشأن قدرات إيران الدفاعية وقدراتها الدولية"، مؤكداً أن بلاده "لن تحقق هذه التوقعات بالتأكيد". وأشار إلى أنهم، خلال التفاوض، "سيطالبون بألا تتعاملوا مع تلك الجهة وذاك الشخص وألا تنتجوا هذا الشيء وألا يزيد مدى صواريخكم عن هذا المقدار"، مضيفاً: "لا أحد يقبل بهذه الأشياء".

وتابع المرشد الإيراني أن تكرار عنوان التفاوض في تصريحات الأميركيين هدفه "الضغط على الرأي العام بأن الطرف الآخر مستعد للتفاوض ولماذا أنتم غير مستعدين؟ لكن هذا ليس تفاوضاً، بل هو فرض شروط وتحكم".

وتعليقا على التصريحات الأوروبية حول عدم التزام طهران بتعهداتها، قال خامنئي إن هذه "المزاعم بشأن عدم تنفيذ إيران التزاماتها كلام زور"، مخاطبا إياهم: "هل أنتم نفذتم تعهداتكم؟ أنتم لم تفعلوا ذلك من اليوم الأول وبعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، وعدتم بالتعويض عن ذلك فتخليتم عن وعدكم".

كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات للتلفزيون الإيراني في معرض رده على سؤال بشأن خطاب ترامب للمرشد الإيراني "نحن أيضاً سمعنا عن ذلك لكن لم تصلنا رسالة".

من جانبه، رد البيت الأبيض على رفض إيران دعوة ترامب للتفاوض على اتفاق نووي، وأعاد تأكيد الرئيس الأميركي أنه "يمكن التعامل مع طهران إما عسكرياً أو من خلال إبرام صفقة". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض براين هيوز في بيان: "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".

وكشف ترامب عن بعثه رسالة إلى القيادة الإيرانية، الأربعاء الماضي، للتفاوض على اتفاق نووي، قبل أن تنفي إيران الأمر، مؤكدة أنها لم تتلقَّ أي رسالة. وأكد ترامب أنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفاً في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" بُثت أمس الجمعة: "قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران". وتابع، وفق "رويترز": "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر".

وذكر ترامب خلال المقابلة: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً، أو إبرام اتفاق". وفي وقت لاحق، قال ترامب في تصريح له إن شيئاً ما سيحدث مع إيران قريباً، مضيفاً أنه يأمل في اتفاق سلام يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.