الحدث العربي الدولي
واجه المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بولر، انتقادات واسعة في كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة بعد إعلانه عن إدارته مفاوضات مباشرة مع قادة حماس ووصفهم بالطيبين.
وزراء في الكابينت الإسرائيلي وصفوا تصريحات بولر في مقابلاته الأخيرة بأنها "غير ضرورية"، في حين هاجم السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان، بشدة هذه الخطوة التي اتخذها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
عقب هذه الانتقادات، وربما بعد تلقيه توبيخات داخلية، نشر بوهلر تغريدة توضيحية قال فيها: "أريد أن أكون واضحًا، حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف. إنهم في جوهرهم أشخاص سيئون. وكما قال الرئيس ترامب، لن يكون أي عنصر من حماس آمنًا إذا لم يُطلق سراح جميع الأسرى فورًا".
في المقابل، غرد فريدمان قائلاً: "في الأسبوع الماضي، عرض الرئيس ترامب على حماس خيارًا ثنائيًا: إطلاق سراح جميع الأسرى والاستسلام، أو مواجهة الدمار. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب. إذا كان ما قاله بولر صحيحًا، فإنه اتخذ خطوة غير مسبوقة بلقائه مع حماس لبحث إمكانية التوصل إلى صفقة تتيح لها دورًا في إدارة غزة، وهو أمر غير مقبول".
من وجهة نظر فريدمان، فإن "أي اتفاق مع حماس هو مضيعة للوقت ولن يُحترم أبدًا. مجرد السعي وراء ذلك يُعتبر انتقاصًا من كرامة الولايات المتحدة".
في الكابينت الإسرائيلي، الذي اجتمع قبل مغادرة وفد إلى قطر لمناقشة صفقة تبادل الأسرى، أُبلغ الوزراء بأن الوفد سيسافر لاستكشاف فرص تحريك المفاوضات بناءً على مقترح جديد للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. يتضمن المقترح إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين، من بينهم المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا واستئناف المساعدات الإنسانية لغزة.
بولر كشف خلال مقابلاته تفاصيل العروض التي قدمتها حماس في المفاوضات المباشرة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تستبعد فكرة "هدنة" لعدة سنوات بين حماس و"إسرائيل". في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، قال بولر إن حماس عرضت إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل وقف إطلاق النار لخمس إلى عشر سنوات، تتخللها عملية نزع السلاح، مع التزام الولايات المتحدة ودول أخرى بضمان عدم بناء أنفاق جديدة أو تنفيذ عمليات عسكرية.
في حديث آخر لشبكة CNN، لم يستبعد بولر إمكانية عقد لقاءات جديدة مع حماس، مؤكدًا أن شيئًا قد يحدث خلال أسابيع. وأضاف: "أعتقد أن جميع الأسرى قد يُطلق سراحهم، وليس فقط الأمريكيين"، رغم التصريحات الإسرائيلية التي تنفي حدوث أي تقدم فعلي في المحادثات.
بولر أشار إلى انزعاج إسرائيل من المحادثات الأمريكية مع حماس، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ليست "وكيلًا لإسرائيل"، ولديها مصالحها الخاصة. وأوضح أن هذه اللقاءات تمت بموافقة الرئيس ترامب وكانت ضرورية لدفع عملية تحرير المختطفين.
في اجتماع الكابينت، أعرب الوزراء عن استيائهم من تصريحات بولر، مشددين على ضرورة تنسيق المواقف مع "إسرائيل". ورغم ذلك، أكد مسؤولون أن القضية طُويت والوفد الإسرائيلي سيتوجه إلى الدوحة لمناقشة المقترح الجديد.
كان هذا الاجتماع هو الأول الذي يشارك فيه رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد، إيال زمير، حيث لاقى ترحيبًا من الوزراء وظهرت بوادر تناغم بينه وبين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. في المقابل، غاب رئيس الشاباك رونين بار، الذي أُعفي من رئاسة فريق التفاوض بأمر من نتنياهو.