الحدث العربي والدولي
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن شعب بلاده يواصل وقوفه إلى جانب القدس وفلسطين ولم يتركوا أشقاءهم في قطاع غزة وحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في كلمة عقب مأدبة إفطار رمضاني مع فلسطينيين، الثلاثاء، في العاصمة أنقرة.
وحيّا أردوغان بإجلال أبناء فلسطين الشجعان الذين يتمسكون بالحياة بكرامة في كل أنحاء العالم وعلى رأسهم "أشقاؤنا" في غزة والقدس والضفة الغربية.
ووصف الرئيس التركي المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بأنها "وصمة عار في تاريخ البشرية".
وقال: "أسأل الله أن يرحم جميع شهدائنا الذين سقطوا في سبيل وطنهم وكرامتهم وحريتهم في غزة والضفة الغربية".
وشدد على رفض أي مشاريع ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم والتسبب في نكبة ثانية للشعب الفلسطيني.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وأكد أردوغان وقوف تركيا إلى جانب "أبطال غزة رغم كل من يشوه صورة المقاومة الفلسطينية ويتهمها أنها تنظيم إرهابي إرضاءً للكيان الصهيوني".
وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن حل عادل ودائم دون إقامة دولة فلسطين حرة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: "نعتبر دائمًا فلسطين وأشقاءنا الفلسطينيين روح روحنا ولم نتركهم وحدهم أبدًا".
وأضاف: "لا أحد يمكنه منع أخوّتنا الممتدة منذ الأزل ولن نترك فلسطين وأشقاءنا الفلسطينيين بمفردهم".
وقال: "لم نترك إخواننا الفلسطينيين وحدهم قط، حيث تقاسمنا معهم مصيراً مشتركاً تحت سقف واحد لأربعة قرون، وهناك آثار لتاريخنا وصداقتنا وتضامننا وأخوتنا المشتركة في كل زاوية من أرض كنعان، من القدس إلى حيفا ومن صفد إلى يافا ومن نابلس إلى عكا".
وأشار أردوغان إلى أن أخر كتيبة عثمانية عندما خرجت من القدس في 9 ديسمبر/كانون الأول 1917، تركت وراءها بعض الوحدات لحراسة المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن تركيا حشدت كل مواردها لوقف إراقة الدماء منذ بدء الهجمات على غزة في 7 أكتوبر 2023، مضيفًا: "أصبحنا صوت الفلسطينيين المضطهدين في كل المنابر الدولية التي شاركنا فيها وخاصة الأمم المتحدة".
وأردف: "ساهمنا في جعل 9 دول تعترف بدولة فلسطين، وتدخلنا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وأوصلنا إلى غزة نحو 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية، وأوقفنا بشكل كامل التبادل التجاري مع إسرائيل وتخلينا عن حجم تجاري يقدر بـ9.4 مليار دولار".
وأكد أردوغان أن تركيا ستدافع بكل شجاعة وفي كل الظروف عن نضال فلسطين من أجل الاستقلال.
وأعرب عن ترحيبه بالإرادة القوية التي أبدتها الدول الإسلامية مؤخرًا لاحتضان القضية الفلسطينية وحماية حقوق الفلسطينيين.
وثمّن أردوغان الخطة التي خرجت بها القمة العربية الطارئة في القاهرة حيال مستقبل غزة، معربًا عن تمنياته باستمرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير/كانون الثاني.
وفي قمة طارئة عقدت بالعاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء الماضي، اتفقت الدول العربية على رفض أي محاولات من شأنها إعادة إعمار قطاع غزة من خلال تهجير سكانه تحت أي مسمى أو ظروف.
وأوضح الرئيس التركي أن محاولات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقويض وقف إطلاق النار تزايدت منذ اليوم الأول، مضيفًا: "لن نسمح بتنفيذ خطط جديدة تعتمد على أسلوب فرق تسد في منطقتنا".
وشدد أن فلسطين ستبقى قائمة كما كانت منذ قرون، داعيًا جميع أعضاء المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية، إلى تحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.