مراد السوداني- أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
على بوابة المسجد الأقصى أوقف جنود الاحتلال وفد المترجمين ومنهم د. لويس ميغيل كانيادا، رئيس مدرسة المترجمين في طليطلة .قال المحتل على البوابة المقدسة موجها كلامه للوفد الذي كان صحبة الأخت نغم الحلواني من أسرة بيت الشعر: كلكم مسلمون تدخلون أما لويس فهو مسيحي، فرد لويس: وأنا مسلم.. قال له الجندي :إقرأ الفاتحة، قرأها لويس بطلاقة فاسقط في يده، ودخلوا المسجد الأقصى في انتصار اللغة العربية وانتباهة الحر المعافى عاشق الضاد ومترجمها الفذ لويس، تنهمر الدموع أمام مشهد مدينة الله، ويجهش صبح ورفاقه بفيض القلب، يتعرفون إلى تفاصيل الوجع اليومي.
ثمة مساحة من الإنقطاع المعرفي والثقافي بين فلسطين المحتلة و « الهجاج « الفلسطيني في المغتربات والمنافي تحديدا بعد العام 1982.. من هنا كان لزاماً على بيت الشعر والاتحاد العام للكتاب والأدباء إعادة إنتاج المقولة الثابتة بما يليق ببلادنا ووصل ما انقطع، ويعيد للثقافة والمثقفين سياقهم المعرفي تأكيداً على دور المبدع وجبهة الثقافة في منازلة النقيض الاحتلالي ، ففتحت فلسطين قلبها وصدرها لنخبةٍ من المترجمين والكتاب من « إسبانيا إلى فلسطين « في ورشة ثقافية لأربعة أيام طافوا خلالها رام الله ونابلس وبيت لحم وأريحا والقدس.
في عودة الوفد إلى عمان وبعد احتجاز استمر لمدة ثلاث ساعات على الجسر، إلتقينا في المقهى الثقافي في «ركوة عرب»، حيث كان في انتظارنا جمهرة من الكتاب والمبدعين على رأسهم الشاعر يوسف عبد العزيز والشاعر زهير أبو شايب والشاعر والإعلامي خيري منصور، يتوسطهم علماني لترصدنا كاميرا «فلسطين اليوم «ونحن نسلم علماني الدروع التكريمية ووسام السيد الرئيس، لتفيض اللحظة بالمحبة لأجمل أبناء فلسطين صالح علماني الذي رقرقت عيناه بدموع القهر والانتصار معاً، قهراً لعدم التمكن من الوصول إلى الغزالة فلسطين، وانتصار قدوم فلسطين إليه بكل هذا الحب الذي لم يتوقف عند علماني وإنما راح يحلق بعيدا محملاً الأخير والوفد المرافق، درعا تكريمية للمستشرق بدرو مونتابث تقديرا لجهوده في الترجمة من العربية إلى الإسبانية.
الثقافة الفلسطينية موحَّدة وموحِّدة نعبر بها التخوم فتحملنا إلى الكون عطاء مكيناً، فلنمنحها الفضاء الواجب لتقدم عطاياها وفاء لمن منحوها الوقت والجهد وننهض قصائد وسنابل عناد وحناء دم الشهداء وننتصر