الإثنين  17 آذار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطفل محمود أبو شحمه.. نجا من المجزرة وفقد كل شيء

2025-03-16 12:53:35 PM
الطفل محمود أبو شحمه.. نجا من المجزرة وفقد كل شيء

الحدث - مثنى النجار 

في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة؛ تتكشف يومًا بعد يوم قصص مأساوية لأطفال فقدوا عائلاتهم، ووجدوا أنفسهم وحيدين في مواجهة الحياة. ومن بين هؤلاء الأطفال يبرز اسم محمود تيسير أبو شحمه، الذي نجا من المجزرة، لكنه فقد كل شيء؛ عائلته ومنزله وأمانه.

لم يكن محمود يحمل سلاحًا، ولم يكن في ميدان معركة، بل كان طفلًا يلهو ويلعب، قبل أن تتحول حياته إلى كابوس مأساوي. فبعد القصف الذي استهدف منزله، وجد نفسه وحيدًا، يصارع الحياة بقدرات تفوق سنّه؛  يطبخ، يكنس، يغسل، ويبحث عن الماء، في محاولة للعيش رغم فقدانه لأمه وأبيه وإخوته.

ألم لا يمضي

عامٌ كاملٌ مرَّ، ولا يزال والد محمود تحت الركام، وكأن الزمن تجمد عند لحظة القصف، عند لحظة الفقد والوجع الذي لا يمضي، في تساؤل يملؤه الألم، يقول محمود:  "أي قلبٍ يحتمل هذا الألم؟ أي قانونٍ يبرر هذه المأساة؟ أنا لست مجرد رقم، أنا صرخة في وجه العالم… فهل من سيسمع؟".

ومأساة محمود ليست قصة فردية، بل هي انعكاس للواقع المرير الذي يعيشه أطفال غزة، الذين يُجبرون على النضوج قبل أوانهم، ويحملون أعباء الحياة القاسية وحدهم. هؤلاء الأطفال، الذين فقدوا كل شيء، يواجهون الموت يوميًا، سواء بالقصف، أو بالجوع، أو بالخوف والحرمان.

وقصة محمود تيسير أبو شحمه هي شاهد حي على حجم المعاناة التي يتكبدها الأطفال الفلسطينيون جراء الحرب الإسرائيلية الدامية والمدمرة ومأساة إنسانية تتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، لإنهاء معاناة أطفال غزة، وضمان حقهم في الحياة بكرامة وأمان.

ويعاني أطفال غزة من صدمات نفسية وجسدية شديدة بسبب ويلات الحرب، إذ تعرض العديد منهم لإصابات خطيرة مثل بتر الأطراف والحروق، إضافة إلى معاناة نفسية تتجلى في الكوابيس والخوف. رغم ذلك، لا يزال الأطفال يحلمون بمستقبل أفضل، مؤكدين أنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل أبطال يحملون راية الصمود والأمل.

وتحمل قصص الأطفال الناجين، شهادات حية على معاناة تفوق الاحتمال، فقدوا عائلاتهم، أصيبوا بجروح بالغة، ونزحوا مرارًا هربًا من القصف، لكنهم يواصلون الحياة رغم المآسي. بعضهم يحلم بالعودة إلى مدرسته، وآخرون يريدون أن يصبحوا أطباء أو موسيقيين، متشبثين بأحلامهم رغم كل العقبات.