الخميس  26 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تكبيرات "عيد غزة" من "قلب" أجراس "الكنائس"

2014-07-28 05:09:22 PM
تكبيرات
صورة ارشيفية

الحدث- غزة
وكالة الاناضول
تُسرّح الفلسطينية المُسلمة "فايزة الزعانين" شعر طفلتها "ليلى" ابنة الثلاثة أعوام، وتُرتب فستانها "أحمر اللون"، بأناقة تزيد من جمال وجهها الأبيض، وشعرها ذهبي اللون، في مكانٍ مُخصص لأعياد المسيحيين، وطقوس احتفالاتهم.
وفور أن تنتهي الأم من تجهيز طفلتها في أول أيام عيد الفطر، حتى تبدأ في ترتيب بقيّة صغارها، الذين ترتفع أصواتهم بـ"تكبيرات العيد".
والزعانين، (45 عاما) واحدة من عشرات النازحين الذين وجدوا في "كنائس غزة" مأوى لهم بعدما تهدمت بيوتهم، وتحولت إلى أكوام من الدمار، بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع لليوم الـ"22" على التوالي.
وتقول الزعانين لوكالة الأناضول:" أديّنا صلاة العيد، هنا في الكنيسة، وارتفعت تكبيرات الصغار، فرحا بالعيد، وقضينّا آخر أيام شهر رمضان، ونحن نصلي التراويح، ونتلو القرآن".
ومع أن الزعانين لا تشعر كغيرها من النازحين بفرحة العيد، إلا أنها  تجرّب شعورا تصفه بـ"الجميل"، وهي تشهد تضامن المسيحيين، مع المسلمين، وفتحهم لأبواب كنيسة القديس بروفيريوس للروم الأرثوذكس شرق مدينة غزة.
وتوافدت جمعيات خيرية على الكنيسة لتقديم ملابس وألعاب العيد للعائلات النازحة، وتحولت ساحة الكنيسة إلى ما هو أشبه بمدينة الملاهي، وانشغلت مجموعة من الأطفال في لعب كرة القدم.
ويقول "أنور شلّح" ( 50 عاما) :" نحن هنا أشقاء الوطن، والإنسانية، نحتفل جميعنا بالعيد، ووجودنا في هذا المكان، واحتضان المسيحيين لنا أنسانا ولو قليلا أحزان ما خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة".
وستتحول كنائس غزة، إلى مكان للمسلمين لكي يحتفلوا بعيدهم، كما يؤكد رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية الأب مانويل مسلَّم.
ويُضيف مسلَّم في تصريحات لوكالة الأناضول:" أنا قلتها وأُكررها دوما لكل العائلات المسلمة في قطاع غزة:" إذا هدّمت إسرائيل مساجدكم، تعالوا وارفعوا الآذان من كنائسنا".
وأكد أن القصف الإسرائيلي لا يُفرق بين مسيحي ومسلم، ولا بين مسجد أو كنيسة، وأن الفلسطينيين في قطاع غزة، يعيشون الهم والجرح الواحد.
ويُقدر أفراد الطائفة المسيحية فى غزة بنحو 2500 نسمة، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من أصل 1.8 مليون مسلم، فيما يعيش هناك 130 كاثوليكيا فقط.
وقد شيعت غزة أمس المسنة جليلة عياد، وهي أول مسيحية تستشهد في الحرب الإسرائيلية، بعد أن قصفت الطائرات الحربية منزلها أمس غرب مدينة غزة.

وشارك في تشييع عياد مسلمون لجؤوا إلى الكنيسة بعد تدمير منازلهم بالقصف الإسرائيلي، وسط أجواء خيم عليها الحزن والغضب.