الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شجرة الجميز المعمرة تهدي الصبية الفقراء حفنة من المال

2015-06-27 12:47:24 PM
شجرة الجميز المعمرة تهدي الصبية الفقراء حفنة من المال
صورة ارشيفية

 

 

#الحدث - محمد مصطفى-غزة
 
بوجوه محمرة من أشعة الشمس، وأيدي متسخة، وصل الفتيان القريبان أحمد ويوسف عامر، إلى إحدى أسواق جنوب قطاع غزة، وهما يحملان سلة صغيرة ممتلئة بثمار الجميز الناضجة، وجلسا في بقعة ظل، وعرضا سلعتهما الحمراء أمام الزبائن، آملين ببيعها.
الطفلان عمران، يقطنان المنطقة الجنوبية الشرقية من قطاع غزة، وهما دائما البحث عن أشجار الجميز، التي بدأت ثمارها تنضج، وهي في الغالب أشجار معمرة وضخمة، تزرع على حواف الطرق، وتكون ثمارها سبيل للمارة.
 
عمل شاق                       
ويقول أحد الطفلين، إنهما يتوجها في صبيحة كل يوم إلى لشجرة الممتلئة بالثمار، ويقضيان ساعات فوق أغصانها، وهما يجمعان الناضج منها، ومن ثم ينقلاه إلى السوق، لبيعه على المتسوقين في رمضان.
وبين أن ثمارهما الطازجة المنتفخة، غالباً ما تغري بشكلها المميز الصائمين، فيقبلون على شرائها، خاصة وأن أسعارها رخيصة، مقارنة بالفواكه الأخرى.
ويقول يوسف، إنهما وفور بيع ما حصلاه من ثمار، يتقاسمان المبلغ المتوفر، وفي الغالب يتراوح ما بين 20-30 شكل، ليحصل كل منهما على نصفه، ويعودا إلى منزليهما، بانتظار يوم جديد وعمل شاق.
أما أحمد فأكد أنه يعود للمنزل سعيداً، ويمنح نصف ما جمعه من مال لوالدته، التي توزعه على شقيقاته وأشقائه الأصغر منه، كمصروف يومي لهم، بينما يأخذ هو جزء منه لصرفه، ويدخر الباقي في حصالة، خصصها لشراء كسوة العيد والمدارس، وبعض الحاجيات الخاصة به.
وبين أحمد ويوسف أنهما ليسا من يعملان في جمع الجميز وحدهما، فثمة نساء يصطحبن أبنائهن للأشجار الكبيرة، ليقوموا بجمع الثمار، ومن ثم التوجه للسوق لبيعها.
 
قروش معدودة
أما الفتى باسل حسين، "15 عاماً"، فأكد أنه في كل عام يقوم بجمع الثمار المذكورة، ويبيعها في الأسواق، أو على المفارق العامة، فهي تنضج في فصل الصيف، حين يكون هو في العطلة المدرسية.
وبين أن جمع الثمار في نهار رمضان أمر شاق، لكنه اعتاد عليه، فهو يسلي وقته في شيء مفيد كما يقول.
ونوه حسين، إلى أنه ينجح في جمع ما بين 3- 4 كيلو غرامات من الجميز يومياً، ويبيعها في السوق، قبل العودة للمنزل، ليمنح المال الذي جمعه لوالده العاطل عن العمل، كي يشتري لهم متطلبات الأسرة اليومية.
 
فاكهة موسمية
وقبيل مغادرته السوق، وحين وقعت عينياه على الثمار الناضجة، توجه الشاب أسامة حمدان، إلى موقع الفتيين عامر، واشترى منهما كيلو غرام واحد من ثمار الجميز، مقابل خمسة شواكل.
حمدان أكد أن الجميز من الثمار التي نادراً ما تشاهد في الأسواق، فلم يعد أحد يهتم بجمعها كما السابق، كما أن معظم أشجارها اختفت من الشوارع، نتيجة للتمدد العمراني، وإقامة شوارع جديدة.
ونوه حمدان إلى أنه كان وهو صغير يتسلق إحدى الأشجار القريبة من منطقة سكنه، ويتناول الثمار الناضجة وهو أعلى الشجرة، ولا ينزل عنها حتى يشبع، لكنه ومنذ فترة طويلة لم يتذوق الجميز، وقد فوجئ بها في السوق، وقرر شرائها لتنالها وعائلته بعد الإفطار.
يذكر أن الجميز تعتبر من الأشجار التي اعتز الفلسطينيون بها، وورد ذكرها في الكثير من الحكايات والأناشيد الفلسطينية القديمة، وغالباً ما يتبع اسم الشجرة بصفة أو اسم لعائلة، وتكون بمثابة علم لوصف المناطق، وتحديد الشوارع، فيقال: أن موقع كذا بالقرب من "جميزة السبيل"، أو "جميزة عوض".. إلخ.