التشيك تتجه لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

الحدث العربي والدولي

توشك جمهورية التشيك على اتخاذ خطوة مثيرة للجدل بنقل سفارتها لدى إسرائيل إلى مدينة القدس، في تحرك قد يجعلها أول دولة أوروبية تقدم على هذه الخطوة منذ إعلان الولايات المتحدة نقل سفارتها في عام 2018.

ووفقاً لما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد أبلغ مسؤول تشيكي رفيع المستوى نظيره الإسرائيلي مؤخراً بقرار حكومي وشيك بهذا الشأن، وذلك في إطار تنسيق يبدو أنه جرى بطلب من الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.

ورغم أن التشيك كانت قد افتتحت بالفعل مكاتب ثقافية واقتصادية في القدس قبل أعوام، ثم أضافت قسماً قنصلياً، فإن الخطوة الحالية تمثل تحركاً رسمياً كاملاً نحو الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، وهو ما يُعد تغيراً دبلوماسياً لافتاً داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يشترط الإجماع التام لاتخاذ أي قرار في الشؤون الخارجية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، أبدت التشيك موقفاً متعاطفاً مع إسرائيل، واصطفت إلى جانب هنغاريا في مواجهة المقترحات الأوروبية المناهضة لتل أبيب.

وتأمل إسرائيل أن تلحق هنغاريا بركب الدول التي نقلت سفاراتها إلى القدس، لكن الرسائل التي حملها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بودابست كشفت عن تردد هنغاري في أن تكون الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي التي تقدم على هذه الخطوة الحساسة.

وعلى الرغم من أن هنغاريا سبق وأبدت استعدادها المبدئي للنقل، فإنها تفضل التريث إلى حين تهيؤ الظروف السياسية والدبلوماسية الملائمة. الموضوع كان حاضراً في لقاء نتنياهو مع رئيس الوزراء فيكتور أوربان، ومن المتوقع أن يستمر طرحه خلال اجتماعه المقبل مع وزير الخارجية الهنغاري.

في السياق ذاته، منحت هنغاريا إسرائيل دعماً لافتاً بانسحابها مؤخراً من المحكمة الجنائية الدولية، ما اعتُبر هدية سياسية كبيرة في وقت حساس. منذ عام 2018، نقلت ست دول سفاراتها إلى القدس: الولايات المتحدة، غواتيمالا، كوسوفو، هندوراس، بابوا غينيا الجديدة، وباراغواي. وتترقب إسرائيل خطوة مماثلة من الأرجنتين، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس خافيير ميلي عن قرار مشابه قبل نهاية العام، رغم التحديات السياسية التي قد تؤخر التنفيذ.