الحدث الفلسطيني
قضية اغتيال جيش الاحتلال للمسعفين في رفح، والذين بحسب الأمم المتحدة تم قتلهم في هجوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم دفنهم في قبر جماعي، تحظى بتغطية واسعة في الإعلام الدولي.
في مركز الاهتمام، سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على تغيير جيش الاحتلال لروايته بعد نشر مقطع فيديو في موقع صحيفة "نيويورك تايمز" يدحض الرواية التي قدمها جيش الاحتلال بأن مركبات الإسعاف لم تشعل الأضواء وشعر الجنود بالتهديد، وهو ما ثبت أنه غير صحيح.
في "نيويورك تايمز"، أشاروا إلى أن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بفتح تحقيق في الحادثة جاء بعد يوم من نشر الفيديو على موقع الصحيفة الأمريكية، الذي تم تصويره بواسطة أحد المسعفين الـ15، والذي شكك في رواية الجيش بشأن الحادثة.
جيش الاحتلال ادعى في وقت سابق أن المركبات بدت مشبوهة، لكن الفيديو الذي حصلت عليه نيويورك تايمز أظهر أن سيارات الإسعاف وناقلة الإطفاء كانت تحمل إشارات طوارئ مضاءة بوضوح في وقت إطلاق النار.
في "سي إن إن"، تحت العنوان "الفيديو الذي يظهر اللحظات الأخيرة لعمال الطوارئ في غزة يثير الشكوك حول رواية الجيش الإسرائيلي حول عملية القتل"، سلطوا الضوء أيضًا على الفيديو الذي صوره أحد المسعفين، والذي دحض رواية جيش الاحتلال، وقدموا مزيدًا من التفاصيل حوله.
أشار التقرير أيضًا إلى أنه في مرحلة ما قال أحد المسعفين: "سامحيني أمي، هذه هي الطريقة التي اخترتها لمساعدة الناس".
وأضافت "سي إن إن" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم دليلًا على ادعائه بأن تسعة من أفراد الطاقم الطبي الذين جرى اغتيالهم كانوا من المسلحين.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لـ"سي إن إن" إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي دفنت جثث العاملين لأنهم كانوا يتوقعون أن يتطلب الأمر وقتًا لتنسيق جمعها مع الهلال الأحمر والأمم المتحدة.
ومع ذلك، أضاف التقرير، "لم يشرح الممثلون الإسرائيليون لماذا تم دفن سيارات الإسعاف أيضًا".
وأشارت "سي إن إن" إلى صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في 23 و25 مارس، والتي تم نشرها على موقع "الجزيرة" وتحليلها، والتي تظهر سيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي تحيط بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر.
في "بي بي سي"، تم نشر تقرير أشار إلى الفيديو الذي نشرته "نيويورك تايمز"، الذي تم تصويره بواسطة أحد المسعفين، وأظهر أن السيارات كانت تحمل إشارات الطوارئ.
أضاف التقرير أن الفيديو، الذي تم الحصول عليه من صور هاتف محمول لأحد المسعفين الذين قُتلوا، "أظهر أن إطلاق النار بدأ دون تحذير، حسب ما يظهر عند شروق الفجر".
وذكرت "بي بي سي" أن الجيش صرح بأن الجنود دفنوا الجثث في اليوم التالي، لكن الجثث لم تكشف إلا بعد أسبوع من ذلك. وعندما اكتشف الفريق الدولي الجثث، عثروا على هاتف أحد المسعفين وفيه مقطع الفيديو. وأضاف التقرير، "الهلال الأحمر والمنظمات الدولية تطالب بالتحقيق المستقل في الحادث".
في وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، تم نشر تقرير عن الحادث تحت العنوان "مقطع فيديو يبدو أنه يناقض رواية إسرائيل حول قتل 15 مسعفًا فلسطينيًا".
أشار التقرير إلى أن رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي تغيرت مع مرور الوقت، حيث ادعى الجيش في البداية أن إطلاق النار تم بسبب حركة السيارات المريبة دون أضواء الطوارئ، لكن لاحقًا تم دحض هذه الرواية مع اكتشاف الفيديو الذي نشر، والذي أظهر أن السيارات كانت تحمل الأضواء المضيئة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة نشر الفيديو، الذي تم العثور عليه في هاتف أحد المسعفين الذين قُتلوا، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. "أحد المسعفين الناجين، أكد مصداقية الفيديو لوكالة أسوشيتد برس"، حسب التقرير. "قال المسعف إنه رأى أحد المسعفين الذين ما زالوا مفقودين، يُقاد مع تغطية عينيه بواسطة جنود إسرائيليين"، وفقًا للتقرير.