الحدث العربي الدولي
المجموعات العراقية المدعومة من إيران، وهي من الأعداء الأكثر صعوبة في التعامل بالنسبة لإسرائيل في الصراع مع حركات المقاومة الإقليمية، تستعد للتخلي عن أسلحتها لتجنب مواجهة مباشرة مع ترامب وإسرائيل، حسبما أفادت وكالة رويترز.
وفقًا للتقرير، فإن المناقشات بين المجموعات المسحلة والحكومة العراقية حول هذا الموضوع "في مرحلة متقدمة جدًا"، وهناك مخاوف من أن يقرر ترامب مهاجمتها بشكل واسع. بالإضافة إلى ذلك، لا يُعرف ما إذا كان هذا يعد خطوة دعائية من إيران والمجموعات العراقية لتهدئة ترامب في ظل الخشية من التصعيد الإقليمي.
وقالت 10 مصادر رفيعة المستوى في العراق، بما في ذلك ستة قادة بارزين في المجموعات المسلحة، إنها تنوي التخلي عن أسلحتها لأول مرة منذ تأسيسها لتجنب هجمات قوية من ترامب في العراق، وربما أيضًا من إسرائيل. وأفادت المصادر بأن الولايات المتحدة حذرت بغداد أنه إذا لم تتخذ خطوات لتفكيك المجموعات على أراضيها، فقد تهاجمها جويًا.
وكشف سياسي شيعي بارز مقرب من الحكومة العراقية لرويترز أن المناقشات بين المجموعات المسلحة والحكومة "في مرحلة متقدمة جدًا"، وأنها تميل للتخلي عن أسلحتها. وقال السياسي عزت الشابندر، إن "الجماعات على دراية تامة بأن الولايات المتحدة قد تهاجمها".
القادة الذين تم مقابلتهم في التقرير ينتمون إلى مجموعات مثل كتائب حزب الله العراقي، والنجباء، وكتائب سيد الشهداء وغيرها، وهذه المجموعات تحملت مسؤولية مئات الهجمات بالطائرات المسيرة، والصواريخ، والقذائف ضد أهداف في إسرائيل وقواعد أمريكية في الشرق الأوسط خلال السنة والنصف الماضية.
وقال قائد في كتائب حزب الله العراقي، أثناء المقابلة وهو يرتدي قناع وجه أسود ونظارات شمسية: "ترامب مستعد لرفع الحرب ضدنا إلى مستويات صعبة للغاية، ونحن نعلم ذلك ونريد تجنب مثل هذا السيناريو". وأضاف القادة العراقيون أن الحرس الثوري الإيراني "أعطى موافقته" لهم لاتخاذ أي قرار يرونه مناسبًا لمنعهم من الانجرار إلى صراع صعب مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفقًا للتقرير، فإن العديد من القادة في المجموعات المسلحة قد عززوا إجراءات الأمن الخاصة بهم في الآونة الأخيرة، مثل تغيير أرقام الهواتف، وتبديل السيارات، وتغيير عناوين سكنهم بشكل متكرر. وقال أحد المصادر: "إذا لم نمتثل طواعية، فقد يتم فرض ذلك علينا من الخارج". كما أُفيد بأن بعض المجموعات قد أخلت العديد من مقراتها، وقامت بتقليص وجودها في بعض المدن الكبرى خوفًا من الهجمات الجوية.
رئيس الوزراء العراقي يعمل منذ شهور طويلة على ممارسة الضغط على المجموعات على الأقل لتقليل أنشطتها وتقليل تعرض العراق للهجمات العسكرية، سواء من إسرائيل أو من الولايات المتحدة.
قبل عدة أسابيع، أُفيد بأن إسماعيل قاآني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، زار بغداد ودعا قادة المجموعات إلى تقليل وجودهم وأنشطتهم في الوقت الحالي، وعدم تنفيذ هجمات خارج حدود العراق، خاصة ضد الأهداف الإسرائيلية، وعدم زيادة الاحتكاك مع الجيش الأمريكي الذي يعمل في العراق بآلاف الجنود والمعدات.
وقد عبر مسؤول أمريكي عن شكوكه بشأن هذه الخطوة، قائلاً إن هناك حالات سابقة توقفت فيها المجموعات العراقية عن شن هجماتها بناءً على الضغط الأمريكي، لكنه كان مترددًا في تصديق أن هذا يمكن أن يكون مسارًا طويل الأمد وثابتًا. ومن الصعب في الوقت الحالي تحديد مدى صحة هذا التقرير أو ما إذا كان مجرد محاولة من المجموعات أو الإيرانيين لتقليص التوتر الحالي "وإغفاء" الولايات المتحدة وإسرائيل، لتجنب الانجرار إلى صراع عنيف في الوقت الحالي.