الحدث- محمد مصطفى
خنق الكساد وتراجع القوة الشرائية أسواق قطاع غزة، وتسبب في تضرر التجار، وتذمر الباعة، خاصة وأن شهر رمضان لم يحدث الانتعاشة التي كانوا يتمنونها.
بيد أن بعض التجار، خاصة الصغار منهم، باتوا يلجئون لطرق وأساليب جديدة، للتحايل على حالة الكساد المذكورة، والمتاجرة في سلع تلقى رواجاً ما بين المواطنين.
سلعة الشيكل
كانت الفكرة الأكثر تطبيقا، والمتمثلة في بيع سلع رخيصة، لا يتعدى ثمنها شيكلا واحدا فقط، لكنها تدر دخلا جيدا على المتاجرين فيها.
البائع رفيق سعدي، أكد أنه أدرك بأن المواطن المنهك لا يمكنه في ظل الظروف الحالية شراء سلع غالية الثمن، لذلك كانت فكرته بإقامة بسطة كل ما عليها يباع بـ"شيكل واحد"، فالمبلغ المذكور صغير ولا يزيد أعباء من يدفعه، كما لا يؤثر على ميزانية المنزل المنهكة.
وأكد أنه بدأ بتجميع العديد من الأدوات المنزلية الصغيرة، مثل الكاسات والأطباق، والسكاكين والملاعق، وهي من أكثر السلع استخداماً لدى ربات البيوت، وبدأ يعرضها على بسطته التي يتنقل بها بين الأسواق الشعبية في القطاع.
ولفت السعدي إلى أن سلعه تلقى إقبالا من المواطنين، خاصة وأن البسطة زاهرة بالأدوات المنزلية، التي تغري ربات البيوت للإقبال عليها ومعاينتها.
أما الشاب فادي غالب، وكان يتنقل على بسطة متحركة في إحدى الأسواق، فأكد أنه كغيره من الباعة، بات يبحث عن السلع الرخيصة، خاصة وأن المصانع تنبهت لذلك هي الأخرى، وبدأت تصنع من كل شيء سواء أدوات منزلية أو أية سلع استهلاكية عبوات صغيرة، تباع بشيكل واحد.
وقال غالب: "أصبح زيت الزيتون، والطحينة، والخميرة، والشاي، وصلصلة الطماطم، وغيرها من السلع تصنع بعبوات صغيرة، الواحدة منها تباع مقابل الشيكل".
ونوه إلى أنه يسارع بجمع هذه السلع، ويضعها على بسطة، ويبدأ بالتنقل في الأسواق لبيعها على المواطنين، وفي الغالب ينجح ببيع كميات كبيرة منها، خلافاً لما كان الحال حين كان يبيع سلع بأسعار أعلى.
وتوقع غالب، أن تنتشر ظاهرة السلع الصغيرة، لتشمل معظم أنواع السلع، فهي الأكثر رواجاً في السوق، وطلباً من قبل الزبائن.
سداد للحاجة
أما المواطنون، فأبدوا رضاهم لتوفر بضائع وسلع بأحجام صغيرة وبأسعار منخفضة، فهي تسد حاجتهم، دون أن يضطروا لدفع الكثير من المال.
وأوضح المواطن أحمد عصفور، أن بعض الحاجيات الأساسية تنفذ من المنزل خاصة نهاية الشهر، ومن الصعب شراء غيرها نظراً لارتفاع أسعارها، وهنا تبرز أهمية السلع الرخيصة، فمثلا مغلف زيت زيتون صغير من الممكن أن يؤدي الحاجة للاستخدام مرة واحد، بدلاً من أن يتكلف رب الأسرة بشراء عبوة كبيرة بأسعار عالية.
ولفت عصفور إلى أنه يعيب على المصانع والشركات الكبيرة، وضع كميات ضئيلة جداً من السلعة في العبوة المعدة للبيع بشيكل، فهي لا تتناسب مطلقاً مع أسعار نفس السلعة في حال اشترى المواطن علبة أو مغلف كبير.
وتعاني أسواق قطاع غزة حالة من الكساد منذ عدة سنوات، بسبب الحصار وقلة فرص العمل والبطالة المنتشرة، وتعتبر رواتب الموظفين العموميين هي المحرك الرئيسي للأسواق، بحيث تنتعش الأخيرة بصورة ملحوظة بعد صرفها، غير أن هذه الانتعاشة لا تدون سوى بضعة أيام.