الأربعاء  25 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فوق أسرّة المستشفيات.. أطفال غزة يحتفلون بالعيد

2014-07-28 06:46:29 PM
فوق أسرّة المستشفيات.. أطفال غزة يحتفلون بالعيد
صورة ارشيفية

الحدث- غزة
لن يتحقق حلم الصغيرة "إيناس عاشور" بارتداء فستانها الورّدي، وتسريح شعرها كما تريد، في أول أيام عيد الفطر، فرصاصة إسرائيلية أصابت رأسها، تسببت في نزيف داخلي، وكسر في الجمجمة، جعلت من حلمها الطفولي أمرًا مستحيلا.
وبين تأوهات ودموع وألم، ستقضي الطفلة "عاشور"، أيام العيد، متساءلة عن الذنب الذي اقترفته لتُحرم من الفرحة التي يعيشها أطفال العالم، وفق قولها لمراسلة الأناضول.
وفوق سرير المرض الأبيض، في مستشفى الشفاء في مدينة غزة ترقد "عاشور" (12 عامًا)، منذ مساء أمس، بعد أن أصيبت برصاصة إسرائيلية من مروحية حربية، وهي تلعب برفقة بنات عمّها فوق سطح منزلهم، في منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة.
وبصعوبة مسحت "عاشور" دموع عينيها، ثم أشارت بيدها إلى ضماد لفّ حول رأسها، وقالت: "رأسي يؤلمني كثيرًا، ليت الرصاصة لم تخترقه، كنت أتمنى أن أرتدي ثياب العيد، وأفرح، وألعب".
"كانت ماما ستضع لي "شبرات" (إكسوارات الشعر)، جميلة جدًا على شعري، تناسب لون فستاني، لكنها الآن لن تفعل، فشعري تحت الضماد، ورأسي مصاب"، وفق عاشور.
وتضيف الطفلة الجريحة:" أنا الآن لا استطيع النهوض، لن أشترى دمية جميلة، ولن أشارك صديقاتي اللعب، فقط أشعر بالألم، هنا داخل رأسي أشعر أن شيئًا يتقطع".
وشرعت إسرائيل قبل 22 يومًا، بشن حربٍ على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الخميس الماضي(17 يوليو/تموز) بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، أدى إلى استشهاد أكثر من ألف فلسطيني، وجرح أكثر من ستة آلاف آخرين، بينهم 250 طفلا.
ومنذ مساء أمس لم تتوقف شهد العرعير "10 أعوام" عن البكاء، وتردد "لا أريد أن يأتي العيد الآن، ليته يتأخر، كيف سأذهب إلى الصلاة"، كما تقول والدتها نسمة للأناضول.
ولم يفلح شراء "نسمة" بعض الألعاب لصغيرتها، بإدخال السرور على قلب "شهد"، التي أصيبت بشظية اخترقت أذنها واستقرت داخل رأسها، وفق قول الأم.
وتقول الطفلة "شهد" صاحبة الشعر الأشقر، للأناضول "إنها كانت تتمنى أن تذهب لصلاة العيد مع أخواتها ووالدتها، فهذا فرض كما تقول أمي يجب أن نؤديه".
وأصيبت "شهد" أثناء هروبها مع عائلتها من منزلهم في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة)، أثناء القصف المدفعي العنيف من الآليات الإسرائيلية، الذي تعرض له الحيّ، في الـ 20 من الشهر الجاري، وبفعله تحولت مئات المنازل إلى ركام، وسقط المئات من القتلى والجرحى".
"ما ذنبا نحن الأطفال لتقتلنا إسرائيل، هل نقصف عليها الصواريخ، ونطلق الرصاص؟، لا نريد شي سوى العيش بأمان، لقد حرمونا من الفرح"، وفق قول شهد، التي تحتضن دميتها وهي نائمة على سرير المستشفى.
ومازالت "شهد" تعاني من آلم حادة في أذنها ورأسها، فلم يجرِ لها الأطباء حتى اللحظة عملية جراحية، لاستخراج الشظية؛ لشدة خطورتها، كما تقول والدتها.
وتتمنى أن تعرف "شهد" ماذا حلّ بفستانها الأرزق، وحذاءها البُني، وحقيبتها الصغيرة، كما تقول، فتحت القصف العنيف هربتها العائلة، دون أن تأخذ أي شي معها.
وفي غرفة مجاورة داخل المستشفى كان ينام الطفل محمد محمود "9 أعوام"، يسند قدمه الملتفة بالضماد، على وسادة، وبجواره بعض الألعاب التي أحضرها له والده.
يقول "محمود":" لا أستطيع السير على قدمي، هي مليئة بالشظايا، ولن أستطيع إرتداء حذائي الجديد".
ويكرر محمود على مسامع ووالدته:"لا أريد العودة إلى المنزل، أخاف أن تقصفنا إسرائيل مرة أخرى"، وببراءة الأطفال يسأل: "ولكن لماذا تقصفنا إسرائيل، لم أفعل لها شيئًا؟".
ويقول:" كنت أتمنى أن أخرج إلى الشارع، ونذهب إلى مدينة الملاهي كما يفعل أبي في كل عيد، لكن أصوات القصف وإصابتي تحرمني من ذلك".
وأُصيب "محمود" قبل عشرة أيام، وهو يقود دراجته الهوائية بجوار المنزل، أثناء قصف إسرائيلي لأرض زراعية مجاورة لمنزلهم.
ويُشكل الأطفال وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني نسبة 60 % من سكان قطاع غزة, يعاني 30% منهم بحسب إحصاءات حقوقيـة أمراضاً نفسية متعددة، منها الخوف الشديد وأعراض الصدمة النفسية والعصبية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينتهـم .

* المصدر: الأناضول