الحدث العربي الدولي
هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة مساء السبت، وذلك على خلفية دعوة ماكرون لإقامة دولة فلسطينية. في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، خاطب يائير نتنياهو ماكرون بالإنجليزية مستخدمًا تعبيرًا نابياً قائلاً: "Screw you".
وقد أعاد يائير نشر تغريدة لماكرون دعا فيها الأخير إلى إقامة دولة فلسطينية خالية من حركة حماس، وحل يقوم على أساس الدولتين، وافتتح رده بالشتيمة المذكورة.
وفي تغريدته اللافتة، دعا نتنياهو الابن إلى استقلال أقاليم ومناطق خاضعة للسيطرة الفرنسية، متهماً باريس بممارسة "الاستعمار الجديد". وكتب: "اذهب إلى الجحيم! نعم لاستقلال كاليدونيا الجديدة! نعم لاستقلال بولينيزيا الفرنسية! نعم لاستقلال كورسيكا! نعم لاستقلال إقليم الباسك! نعم لاستقلال غويانا الفرنسية! أوقفوا الاستعمار الجديد الذي تمارسه فرنسا في غرب إفريقيا!".
في تغريدة أخرى، شارك نتنياهو الابن منشورًا يهاجم فيه فرنسا، وكتب فيه: "فرنسا تتعاون مع الشر منذ عام 1940"، وأرفق التغريدة بصورتين؛ الأولى للرئيس ماكرون وهو يصافح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، والثانية لرئيس وزراء فرنسا السابق أنريه فيليب بيتان، المتعاون مع ألمانيا النازية، وهو يصافح أدولف هتلر. كما شارك دعوة للتصويت في الانتخابات الكندية لصالح زعيم حزب المحافظين.
في المقابل، كان ماكرون قد نشر تغريدته الأصلية قبل يومين، وأعاد فيها تأكيد موقف فرنسا المؤيد لحل الدولتين، حيث قال: "موقف فرنسا واضح، نعم للسلام، نعم لأمن إسرائيل، نعم لدولة فلسطينية من دون حماس". وأضاف أن هذا يتطلب الإفراج عن جميع الأسرى، ووقفاً دائماً لإطلاق النار، واستئنافاً فورياً للمساعدات الإنسانية، والسعي لحل سياسي قائم على أساس الدولتين، مؤكدًا أن "السبيل الوحيد الممكن هو المسار السياسي".
ماكرون أضاف أيضًا: "أدعم الحق المشروع للفلسطينيين في إقامة دولتهم والعيش بسلام، تمامًا كما أدعم حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان، عندما يعترف كل طرف بالآخر. المؤتمر المرتقب حول حل الدولتين في يونيو المقبل يجب أن يكون نقطة تحول. أبذل قصارى جهدي بالتعاون مع شركائنا لتحقيق هذا الهدف. نحن بحاجة حقيقية للسلام، وعلينا ألا نستخف بالجهود المطلوبة لذلك. لا يجب أن نرضخ للاستفزازات أو نسمح بتفشي المعلومات المضللة. والأهم من ذلك، يجب أن نبقى موحدين".
وجاءت تصريحات ماكرون بعد يومين من إعلانه أن فرنسا تقترب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ذلك قد يحدث خلال مؤتمر مشترك لفرنسا والسعودية سيعقد في نيويورك خلال شهر يونيو. وقال في مقابلة مع قناة "فرانس 5": "علينا التقدم نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسنقوم بذلك خلال الأشهر المقبلة".
وأوضح ماكرون أن اعتراف باريس بالدولة الفلسطينية يمكن أن يشجع دولاً داعمة للفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل أيضًا، مضيفًا: "هدفنا هو إنهاء عملية الاعتراف المتبادل بين عدة دول. أقوم بذلك لأنني أعتقد أن الوقت قد حان، ولأنني أريد الانخراط في ديناميكية جماعية من شأنها أن تدفع أولئك الذين يدافعون عن الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل وهو أمر لا يقوم به الكثيرون منهم". كما أشار إلى أن هذا الاعتراف "سيساعدنا في توضيح موقفنا في مواجهة من ينكرون حق إسرائيل في الوجود، كما تفعل إيران، والالتزام بالأمن الجماعي في المنطقة".
من جهته، رد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال جدعون ساعر على تصريحات ماكرون، قائلاً إن "الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية وهمية من قبل أي دولة في ظل الواقع الراهن لن يكون سوى مكافأة للإرهاب وتعزيزاً لحماس"، محذرًا من أن مثل هذه الخطوة "لن تقرّب السلام والأمن والاستقرار، بل ستبعده أكثر".