الأحد  20 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دبابيس.. جـــوازة وجـنازة/ بقلم: أمل غضبان عاروري

2025-04-20 01:36:54 PM
دبابيس.. جـــوازة وجـنازة/ بقلم: أمل غضبان  عاروري
أمل غضبان عاروري

أحيا اللبنانيون في 13 نيسان الذكرى الخمسون للحرب الأهلية اللبنانية والتي استمرت لأكثر من خمسة عشر  عام. 

في تلك الأيام والفترة العصيبة التي عاشها اللبنانيون والفلسطينيون سمعنا وشاهدنا أعراساً تقام بالملاجئ تقابلها جنازات القتلى بالعشرات. بلغ قتلى الحرب الأهلية اللبنانية  أكثر من  150 ألف قتيل، هجرة كبيرة لخارج الوطن، مشردين بمئات الآلاف، تدمير كبير للمدن والمخيمات والبنى التحتية، خروج لمنظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانتقالها لتونس في مشهد سريالي لا يغيب عن أذهاننا من عشنا المرحلة 

كان الوضع يقول  في لبنان الجنازة والجوازة تسيران معاً ( الموت وانبعاث الحياة والصمود).

في واقعنا الفلسطيني اليوم ومع استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي الصهيونية النازية في غزة  والتي لم يشهد مثلها التاريخ الحديث بصمت رسمي وحراك شعبي عالمي واستنهاض للقوى الشعبية والجماهير وإعادة الحياة لقضيتنا الوطنية،  وما يحدث في شمال الضفة جنين وطولكرم ونابلس فهل مقبول علينا إقامة حفلات أعراس وتسيير مواكب السيارات وغيرها من المظاهر الاحتفالية؟؟

أفهم تماماً احتفال أهل غزة في مراكز اللجوء المدارس والخيم  يبحثون عن لحظة فرح بين الموت الدمار الذي يحاصرهم في مظهر من مظاهر الصمود وقوة المقهورين والإصرار على الحياة ومنح الفرصة للأمل بالمستقبل.

رام الله- الجمعة 18.4.2025، سيارات فارهة مزينة بالورود ، مواكب سيارات، مصورون وأغاني وحفلات أعراس. وكأن المدينة تعيش حالة انفصام، أو إنكار للوجع الذي نعيشه. في الحروب رغم قساوتها وبشعاعتها وآلامها  تستمر الحياة. الفرح كما الألم. شباب يتزوجون وأطفال يولدون ونجاح هنا وهناك ومبادرات وأعمال وموت هناك.  ولكن كل هذا يسير بإصرار وحياءٍ  إكراماً للشهداء والقتلى والأسرى والجرحى وآلام الفاقدين والأيتام.  يبدو أن البعض لا يعي هذا الإحساس وهذا الواجب .

رام الله – السبت 19.4.2025 لا احتفالات بسبت النور هذا العام لأن الوطن موجوع ومكلوم وغزة تباد ومخيمات شمال الضفة تهجر وتدمر حسبما جاء في بيان الكنائس والقوى في المحافظة. 

حقيقة هي أن الشعوب التي تتعرض للأزمات والحروب والإبادة تزداد حاجتها وتوجهها للفرح كما الحزن كشكل من أشكال الحماية والبقاء . وتزداد نسبة الخصوبة لديها . فلا تناقض بين الاثنين مع عدم المبالغة ومراعاة مشاعر أهل البلد و الآخرين المثكولين والفاقدين والمزاج العام في الوطن.