الثلاثاء  22 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رئيس الشاباك يعرّي نتنياهو أمام المحكمة العليا: إفادة تكشف المستور

2025-04-21 01:04:52 PM
رئيس الشاباك يعرّي نتنياهو أمام المحكمة العليا: إفادة تكشف المستور
رونين بار ونتنياهو

الحدث الإسرائيلي

في خطوة غير مسبوقة، قدّم رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، صباح الإثنين، إفادته الخطية إلى المحكمة العليا، في محاولة لمنع إقالته. وجاء تقديم الإفادة قبل دقائق من انتهاء المهلة التي حددتها المحكمة. وشملت الوثائق إفادة علنية وأخرى سرية، في حين اختتم بار إفادته المعلنة بإبلاغ القضاة أنه سيُعلن قريبًا عن موعد إنهاء مهامه رسميًا.

بار كشف في إفادته أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب منه مرارًا اتخاذ إجراءات ضد إسرائيليين شاركوا في احتجاجات مناهضة للحكومة، بل وطُلب منه تزويد الجهات المختصة بمعلومات عن هؤلاء، وتحديدًا أولئك الذين تابعوا تحركات الشخصيات التي يخضعون لحمايتها.

وأكد أن نتنياهو عبّر بوضوح عن رغبته في مراقبة "مُمولي الاحتجاجات"، بل وأبلغه، في حديث حول احتمال وقوع أزمة دستورية، أنه يجب عليه الالتزام بتعليمات رئيس الحكومة حتى وإن تعارضت مع قرارات المحكمة العليا. وأوضح بار أن تفاصيل إضافية سيتضمنها التقديم السري للمحكمة.

بار أشار إلى أنه وضع معايير واضحة لاستخدام صلاحيات الشاباك، ترتكز على ضرورة وجود نشاط غير قانوني ينطوي على سرية واحتمال للعنف، مؤكداً أن أي انحراف عن هذه المعايير لا يندرج ضمن صلاحيات الجهاز، بل يقع ضمن صلاحيات الشرطة. وفي الحالات الرمادية، قال إنه لجأ إلى المستشار القانوني للحكومة لضمان التزام الشاباك بمهامه المحددة.

وفي إفادته، أكد بار أنه رفض طلبات نتنياهو التي خالفت هذه المعايير. وكشف أن نتنياهو حاول مناقشة مواضيع حساسة في نهاية الاجتماعات، بعد طرد السكرتير العسكري والمسؤولة عن تشغيل أجهزة التسجيل، ما اعتبره محاولة متعمدة لتفادي التوثيق الرسمي.

في مقدمة إفادته، أوضح بار أنه يقدم شهادته بدافع المسؤولية تجاه الإسرائيليين، ولضمان أن يتمكن رؤساء الجهاز القادمون من أداء عملهم دون خوف من قرارات إقالة مفاجئة وغير مبررة. كما أشار إلى أن فحوى المستندات الداعمة لمزاعمه ستكون ضمن الإفادة السرية.

وتساءل بار عن أسباب محاولة إنهاء ولايته، مؤكدًا أن المسألة لا تتعلق بأداء مهني، بل بمطالب بولاء شخصي لنتنياهو. وأشار إلى أن الانتقادات الإعلامية التي تعرض لها، إلى جانب الجهاز، تزامنت مع تحركات غير مسبوقة من نتنياهو، رغم أن الأخير كان قد أشاد بالشاباك في بدايات الحرب حتى نوفمبر 2024، خاصة في ما يتعلق بعمليات تحرير الأسرى الإسرائيليين واغتيال قادة حماس في غزة والضفة ولبنان.

بار كشف أيضًا أن نتنياهو حاول إجباره على تقديم رأي قانوني يمنع حضوره للإدلاء بشهادته في محاكمته الجنائية في تل أبيب، تحت ذريعة الأوضاع الأمنية. وذكر أنه تلقى صيغة مكتوبة أعدّها مكتب رئيس الوزراء وطُلب منه تقديمها كوثيقة رسمية من الشاباك، وهو ما رفضه.

وفي قضايا تُعرف باسم "قطر غيت" وتسريبات الوثائق السرية، والتي تورّط فيها موظفون بمكتب نتنياهو، تحدث بار عن شبهات خطيرة تتعلق بالإضرار بأمن الدولة، وتخريب مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، وتعزيز مكانة حماس، وتقويض العلاقات مع مصر. واعتبر أن إقالة رئيس الشاباك في خضمّ تحقيق بهذا الحجم تبعث برسالة مقلقة لأجهزة الأمن والقضاء.

كما أعرب عن صدمته من استبعاده من فريق التفاوض، خاصة في توقيت حساس حين كانت المرحلة الأولى من إطلاق الأسرى قد بدأت وكان يُفترض الشروع في المرحلة الثانية. ورأى أن هذا الاستبعاد يُظهر وجود دافع آخر غير مهني وراء القرار.

وفي ما يتعلق بادعاء "فقدان الثقة"، شدد بار على أن هذه الذريعة لم تُطرح على مسامعه من قبل، ولم يتم توضيحها حتى لحظة إبلاغه بإقالته. واعتبر أن هناك تلاعبًا في الروايات الحكومية بشأن توقيت تدهور الثقة المزعومة.

كما فنّد الاتهامات بامتلاك الشاباك معلومات مسبقة عن هجوم 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أنها حملات تحريض ممنهجة وكاذبة. وأكد أنه أبلغ نتنياهو في يوليو 2023 بخطورة الوضع الأمني، في تصريح غير مألوف من رئيس الشاباك، وأن الجهاز كان أول من أطلق التحذير في الليلة التي سبقت الهجوم، إلا أن طبيعة التهديد فُسرت بشكل خاطئ.

وأوضح أن الجهاز وزع تحذيرًا عند الساعة الثالثة صباحًا يفيد بوجود استعدادات هجومية محتملة من حماس، لكن التقدير الأمني لم يرقَ لمستوى التهديد الحقيقي، واعتبر ذلك فشلًا استخباراتيًا. كما أكد أنه وصل إلى مقر الشاباك عند الرابعة والنصف فجرًا، وأصدر تعليمات بتحديث نتنياهو فورًا بعد تقييم الوضع.

واختتم بار بالقول إن الشاباك لم يخفِ أي شيء عن الأذرع الأمنية أو نتنياهو، بل إن ما يحدث الآن هو محاولة لصرف النظر عن الإخفاقات السياسية والأمنية التي أدت إلى المذبحة.

وفي الأيام الأخيرة، جرت محاولات خلف الكواليس لإقناع بار بالاستقالة طوعًا، خشيةً من تأثير إفادته على المحكمة. ووردت رسائل غير رسمية من مكتب نتنياهو مفادها أن استقالة بار طوعًا ستمنحه فرصة لاختيار خليفته وتحديد موعد مناسب لرحيله. ومع ذلك، لا يُستبعد أن يكون هناك قلق حقيقي في أوساط نتنياهو من تقديم الإفادة وما قد تسببه من زعزعة في المشهد السياسي.

من جانبه، دعا المسؤول السابق في الشاباك، إيلان شغيف، إلى تقديم الإفادة، معتبرًا أن الشفافية ضرورية لفهم ما حدث، حتى بعد مغادرة بار لمنصبه في مايو. وقال: "إذا كان هناك من يخشى هذه الإفادة، فذلك دليل على أهميتها".

وفي سياق متصل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن بار مهدَّد بالفعل، وإن هناك معلومات استخباراتية تشير إلى خطر اغتيال سياسي. وأضاف: "إذا حدث شيء، فنتنياهو لن يستطيع أن يتذرع بالجهل، لأن التحريض يقع عليه وهو مشارك فيه. عليه أن يتوقف فورًا".