الحدث-واشنطن
اتفقت تصريحات أمريكية إسرائيلية يوم الاثنين على نزع سلاح الفصائل في غزة مقابل وقف الحرب ورفع الحصار عن القطاع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الاثنين، إن "أي حل للأزمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة يجب أن يقود إلى نزع سلاح (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وكل التنظيمات الإرهابية".
وأضاف كيري "سنعمل مع إسرائيل والشركاء الإقليميين لضمان تحقيق هذا الهدف".
ولم يسم كيري الدول التي وصفها بالشركاء الإقليميين، وذلك في مستهل كلمة له، يوم الاثنين، بمناسبة صدور التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية في العالم.
تابع وزير الخارجية الأمريكي أن "وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة سيوفر لإسرائيل فرصة للتعامل مع الأنفاق على الحدود مع القطاع دون اللجوء إلى معارك".
ومضى قائلا: "مستمرون في العمل على تأسيس وقف إنساني وغير مشروط لإطلاق النار يمكن من خلاله الاحتفال بالعيد (عيد الفطر الذي بدأ يوم الاثنين ويستمر ثلاثة أيام) ويسمح بدخول الغذاء والدواء وغيرها من التجهيزات إلى غزة".
ورأى كيري أن "من مزايا وقف المعارك هو السماح لإسرائيل بالتعامل مع الخطر الذي نستوعبه جميعنا، وهو خطر حقيقي.. الخطر المتمثل في هجمات الأنفاق (من الجانب الفلسطيني على إسرائيل) بحيث يمكن معالجته دون اللجوء إلى معارك".
وخلال اتصال هاتفي أجراه نتنياهو والرئيس الأمريكي، بارك أوباما، مساء الأحد، دعا فيه الأخير إلى هدنة إنسانية فورية غير مشروطة، واعتبر أن أي وقف دائم لإطلاق النار يعني "غزة منزوعة السلاح"، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
وقال أوباما إن رؤية بلاده لأي وقف دائم لإطلاق النار هو أن يكون مصحوباً بـ"نزع سلاح الجماعات الإرهابية (دون تسميتها) ونزع سلاح غزة".
وعبر عن إيمانه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وعن قلق واشنطن الجدي من ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وتردي الوضع الإنساني في غزة".
من جانبه، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن بيان مجلس الأمن الدولي، الصادر مساء الأحد، "لا يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها نزع الأسلحة من قطاع غزة".
وخلال اتصال هاتفي مع بان كي مون، قال نتنياهو إن "البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن يتطرق إلى احتياجات تنظيم إرهابي قاتل يعتدي على مواطنين إسرائيليين ولا يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها نزع الأسلحة من قطاع غزة"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ومضى قائلا إن "هذا البيان لم يتطرق إلى المس بالمواطنين الإسرائيليين، وإلى قيام حماس بتحويل سكان غزة إلى دروع بشرية، وإلى استخدام حماس لمرافق الأمم المتحدة من أجل الاعتداء على المواطنين الإسرائيليين".
وتابع نتنياهو أن "إسرائيل قبلت بثلاث مبادرات قدمتها الأمم المتحدة من أجل سريان الهدن الإنسانية وحماس خرقت جميعها.. حماس تواصل إطلاق الصواريخ على المواطنين الإسرائيليين".
ورأى أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يعمل من أجل نزع الأسلحة من غزة".
وقبل أيام، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عن رفضه "نزع سلاح المقاومة الفلسطينية"، وقال إن حركته لن تقبل بأي تهدئة مع إسرائيل لا ترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
ومنذ أن فازت "حماس"، التي تعتبرها تل أبيب "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، شددته بعد أن سيطرت الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، تشن إسرائيل الحرب الراهنة على غزة، ما تسبب حتى الساعة 22:45 (ت.غ) في مقتل 1095 فلسطينيا وإصابة 6350 آخرين بجراح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
*الاناضول