ترجمة الحدث
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في "إسرائيل" أو ما يعرف بـ"الكابينيت" يدفعون باتجاه تحديد مهلة قريبة، وإذا لم يتم خلالها التوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسرى، فإنهم يطالبون بالانتقال إلى ما يسمونه "مرحلة الحسم".
ويُتوقع أن يجري رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يتطرق خلالها إلى ملف الأسرى.
ورغم ما يُنشر من تقارير حول احتمال التوصل إلى اتفاق، يؤكد مصدر رفيع في "إسرائيل" للصحيفة أن المفاوضات متعثرة ولا جديد يُذكر.
وفي الوقت نفسه، لا تُمارس أي ضغوط عسكرية جدية على حركة حماس، وهو ما يراه أعضاء في الكابينيت سبباً في حالة الجمود وإهدار الوقت.
ووفقا للصحيفة، بناءً على ذلك، يضغط أعضاء "الكابينيت" للانتقال إلى مرحلة الحسم، التي تتضمن تعبئة واسعة لقوات الاحتياط، وإدخال عدد من الفرق العسكرية إلى قطاع غزة، واستخدام أسلحة نارية وذخائر أثقل من تلك المستخدمة مؤخراً.
وسيناقش "الكابينيت" في اجتماعه الليلي مسألة إدخال المساعدات إلى غزة وآلية تنفيذ ذلك، كما سيطالب الوزراء بإجابات حاسمة حول كيفية إدارة المعركة مستقبلاً، بما في ذلك تحديد موعد لبدء مرحلة أكثر شراسة في القتال.
وبحسب الصحيفة، تقتضي هذه الخطط تعبئة طارئة لآلاف الجنود، وتشير السيناريوهات التي طُرحت في الاجتماعات الأخيرة إلى احتمال إدخال عدة فرق عسكرية إلى غزة، والسيطرة على مساحات واسعة من أراضيها كوسيلة للضغط على حركة حماس.
مصادر سياسية إسرائيلية نفت لـ"يديعوت أحرونوت" صحة التقارير الأخيرة التي تحدّثت عن مقترحات قدمها الوسطاء، ووصفتها بأنها لا تستند إلى أي أساس واقعي.
وفي الخلفية، تسود حالة من التوتر الشديد بين نتنياهو ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، على خلفية الإفادة التي قدّمها الأخير أمس، والتي تضمنّت اتهامات خطيرة بحق نتنياهو. وزير المالية في حكومة الاحتلال وعضو الكابينيت، بتسلئيل سموتريتش، صرّح صباحاً بأنّه سيغادر الجلسة لحظة بدء بار في الحديث، "إلى المقهى أو دورة المياه"، على حدّ تعبيره.
وبحسب ما نشرته شبكة BBC، فإن المقترح الجديد المطروح يتضمن الإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب، وانسحاب من غزة، وهدنة تستمر لأكثر من خمس سنوات. ورغم عدم صدور رد رسمي من "إسرائيل"، قال المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، نهاية الأسبوع إن "من غير الممكن استعادة جميع الأسرى"، واصفاً الحديث عن ذلك بـ"الخدعة الإعلامية". وأضاف لاحقاً أن الظروف الحالية لا تسمح بالتوصل إلى صفقة واحدة تشمل إطلاق سراح الجميع.
وفي أعقاب هذا المقترح، نقلت قناة "الحدث" السعودية عن مسؤول فلسطيني أن جولة جديدة من المفاوضات ستجري في الدوحة والقاهرة خلال اليومين المقبلين، بمشاركة دولية. ووفقاً للمصدر، فإن وفد حماس برئاسة خليل الحية ومحمد درويش سيتوجه إلى القاهرة للقاء الوسطاء المصريين ومناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار.
مصادر مصرية كشفت لقناة "العربي" القطرية أن المبادرة تمت بلورتها خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة قبل أيام، وتقترح، إلى جانب وقف إطلاق النار، إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، مع نزع سلاح حماس. وتُعرض المبادرة على وفد "إسرائيل" الذي يزور القاهرة لمناقشتها.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر مصري مطلع لصحيفة "العربي الجديد" بأن وفداً إسرائيلياً زار القاهرة مساء الأحد، في محاولة لدفع المفاوضات قدماً. وذكر أن الوفد اجتمع الإثنين مع الفريق المصري الوسيط، وكان مهتماً بالحصول على أسماء الأسرى، في خطوة ربما جاءت نتيجة ضغوط أميركية تتعلق بالأسرى من حملة الجنسية الأميركية. وأشار إلى احتمال حصول اختراق في المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع لـ BBC إن حركة حماس أبدت استعدادها لتسليم الحكم في غزة لأي كيان فلسطيني يتم التوافق عليه إقليمياً، سواء كانت السلطة الفلسطينية، التي يرفضها نتنياهو، أو هيئة إدارية جديدة يجري تأسيسها. وأشار إلى أن من المبكر الحكم على إمكانية نجاح المقترح الجديد في كسر الجمود، لكنه أكد أن الوساطة الجارية حالياً "جدية".
وكانت حركة حماس قد رفضت يوم الخميس الماضي المقترح الإسرائيلي لإتمام صفقة الأسرى، وأكدت في بيان رسمي أنها "لن تكون جزءاً من صفقات جزئية يستخدمها نتنياهو وحكومته كغطاء لأجندتهما السياسية لمواصلة الحرب". واتهم رئيس وفد الحركة إلى المفاوضات، خليل الحية، نتنياهو بالتسبب في فشل المحادثات، وأعرب عن استعداد حماس لمناقشة صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، صرّح نتنياهو، في بيان خاص بعد انتهاء عطلة السبت، بأنه لن يخضع لضغوط حماس، محذراً من أن ذلك سيعرّض "إسرائيل" للخطر. وقال: "كمواطنين في إسرائيل، بصفتي رئيساً للحكومة، لن أستسلم لقتلة ارتكبوا أبشع مذبحة منذ المحرقة".
وأضاف: "نحن في مرحلة حاسمة، وتتطلب هذه المرحلة صبراً وتصميماً حتى نحقق النصر"، مشدداً على أن الاستسلام لمطالب حماس سيفضي إلى ضياع ما وصفه بـ"الإنجازات الكبرى".